أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على هدم غرفة زراعية في أراضٍ تعود الى عائلة أبو الحمص بين بلدة العيسوية وتجمُّع “الخان الأحمر” في القدس المحتلة.
وسط حضورٍ مكثَّف للأعلام الفلسطينية توافد عشرات الأهالي إلى قرية “الخان الأحمر”، بعدما أعلنت وسائل إعلامٍ إسرائيليةٌ عن مخططٍ لأعضاءٍ في الكنيست من حزب “الليكود” اليميني الإسرائيلي لاقتحام القرية بهدف الضغط على رئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو للعمل على إِخلائها وهدمها.
وقالت مراسلة الميادين بأنّ الحضور الفلسطيني المكثف في الخان الأحمر هو الذي حال دون اقتحام وفد الليكود القرية الفلسطينية، وأضافت أن استمرار الفعاليات الفلسطينية هو الذي أحدث ضغطاً دولياً منع الاحتلال من هدم قرية الخان الأحمر.
وأوضحت أنّ قرية الخان الأحمر إلى جانب تجمعات أخرى في القدس هي التي تشكل همزة الوصل بين وسط الضفة الغربية وجنوبها، مؤكّدةً أن الاستيطان في هذه القرية سيمنع إقامة أي دولة فلسطينية متصلة ببعضها.
هذا ويخطط أعضاء الكنيست من حزب الليكود اليميني المتطرف الإسرائيلي لاقتحام قرية الخان الأحمر، اليوم الاثنين، بهدف الضغط على رئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو للعمل على إخلائها.
ويأتي اقتحام أعضاء الكنيست، قبل تقديم رد الحكومة الإسرائيلية، أمام المحكمة العليا على قضية إخلاء القرية من عدمه في الأول من الشهر المقبل.
ويقود عضو الكنيست عن حزب “الليكود” داني دانون، الذي قدم طلباً لتفعيل قرار المحكمة العليا بهدم الخان الأحمر، اقتحام أعضاء الكنيست للقرية.
وخلال الساعات الماضية، طلب وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير أن يكون فرض القانون على المباني “غير القانونية” بالتساوي.
وعرض بن غفير، في جلسة الحكومة احتجاجاً على إخلاء بؤرة استيطانية أقامها مستوطنون على أراضي قرية جوريش جنوب شرق نابلس، وأطلقوا عليها اسم “أور حاييم” (نور الحياة)، المباني التي بناها الفلسطينيون في الضفة الغربية، الشهر الماضي، مطالباً أن يتم هدمها على وجه السرعة، داعياً إلى إخلاء بلدة الخان الأحمر الفلسطينية فوراً.
الأرض فلسطينية ولا يمكن للاحتلال طرد الفلسطينيين منها
من جهته، أكد المتحدث باسم حركة حماس، ️حازم قاسم، أنّ “إعلان الاحتلال نيّته ترحيل أهالي الخان الأحمر بالقدس هو أمر ليس جديداً ويأتي ضمن سياسة التطهير العرقي التي تأسست عليها الفكرة الصهيونية، ومارستها كل حكومات الاحتلال المتعاقبة”.
وأضاف أنّ “ترحيل المواطن صاحب الحق في الأرض سياسة عنصرية تمارسها حكومة الاحتلال لصالح تضخيم المستوطنات، وهذه السياسة ستتصاعد في ظل حكومة المستوطنين الفاشية الحالية” وفق تعبيره.
وتابع قاسم أن “الجماهير الفلسطينية التي خرجت اليوم في قرية الخان تعلن أنّ الأرض فلسطينية ولا يمكن للاحتلال طرد الفلسطينيين منها، وهذه المعركة ستكون لصالح شعبنا صاحب الأرض والمكان”.
يشار إلى أنه في آذار/مارس 2010 صدر أول قرار عما تسمى “الإدارة المدنية الإسرائيلية” بهدم كافة المنشآت في الخان الأحمر، ولجأ السكان إلى محاكم الاحتلال للالتماس ضد القرار على مدار السنوات الماضية.
وكان يتم خلال تلك الفترة الحصول على قرارات تأجيل للهدم إلى أن صدّقت المحكمة العليا الإسرائيلية في مايو/أيار 2018 على أمر الإدارة المدنية والسلطة العسكرية الإسرائيلية بتهجير سكانه وهدم التجمعات البدوية.
ويقع الخان الأحمر ضمن الأراضي التي تستهدفها سلطات الاحتلال، لتنفيذ مشروعها الاستيطاني المسمى”E1″، عبر الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية الممتدة من شرقي القدس وحتى البحر الميت، والهادف إلى تفريغ المنطقة من أي تواجد فلسطيني، كجزء من مشروع لفصل جنوب الضفة الغربية عن وسطها، وعزل مدينة القدس المحتلة عن باقي الضفة.
وتمثل قرية الخان الأحمر البوابة الشرقية للقدس المحتلة، وإفشال المخطط الاستيطاني فيها يعني إفشال مخطط الاحتلال لتقسيم الضفة الغربية لكانتونات، كما تفيد هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.