هذا الصرح الرائع، الذي سُمي تكريمًا للعالم الكبير الشيخ لطف الله العاملي الأصفهاني، يتربع على الجانب الشرقي من ميدان نقش جهان، وهو ميدان يعكس العظمة التاريخية ويُعد من أكبر الميادين في العالم.
يتميز المسجد بتصميم فريد، حيث تغيب عنه المئذنة التقليدية، مما يضفي عليه طابعًا استثنائيًا بين مساجد العالم الإسلامي. قبة المسجد، المزينة بالبلاط الفسيفسائي المدهش، تخطف الأنظار بلعبها المذهل مع أشعة الشمس، فتبدو كأنها تُحيي أسرار الألوان والضوء.
داخل المسجد، يحتضن محرابه المبلط بدقة متناهية روح العبادة، موجّهًا إلى القبلة بلمسة من الجمال الفني. الجدران تحكي قصصًا من الفن الإسلامي، بزخارف نباتية وخطوط دقيقة، بينما يزدان السقف بنقوش ساحرة تُبرز المهارة الهندسية الفريدة.
لكن ما يُثير الدهشة أكثر هو ظاهرة الصوت الفريدة؛ إذ يكشف المسجد عن عبقرية في التصميم، حيث يهمس الصوت من جانب ليسمعه الآخر بوضوح، وكأن الجدران تتحدث إلى الزوار.
هذا الصرح، المبني لتكريم عالم جليل، ليس فقط مكانًا للعبادة، بل أيضًا محطة للسياح الباحثين عن الجمال والفن في أبهى صوره.
