وفي حديث مع موقع مكتب قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، اعرب لاريجاني عن “ثقته من انتصار حزب الله في ظل المعنويات العالية التي يتمتع بها رجال المقاومة”. وقال إنّ “أيّ قرار تتخذه الحكومة اللبنانية ورئيس مجلس النواب، نبيه برّي وحزب الله، سيحظى بدعم من الجمهورية الإسلامية”. وقال لاريجاني حول زيارته الاخيرة الى سوريا ولبنان: من الواضح أنه كانت هناك حاجة للتحدث مع الأصدقاء والتعبير عن دعم إيران للحكومة والشعب في لبنان وسوريا.
واضاف: في الواقع، فإن الأحداث الأخيرة واسعة النطاق لدرجة أنها يمكن أن تؤثر على أمن المنطقة بأكملها. أي أن ما يقوم به حزب الله والمقاومة في لبنان اليوم، مجال نفوذه ليس في لبنان فقط، بل هو مرتبط كليا بأمننا القومي وأمن المنطقة برمتها، وبالتالي فإن الحساسية في هذا المجال ينبغي أن تكون بنفس القدر. رسالة قائد الثورة ستكون بالتأكيد فعالة في هذا المجال ونأمل أن نرى النتيجة في اداء قوى المقاومة وإلى حد كبير يمكننا أن نرى أن الوضع بدأ يتغير.
واشار لاريجاني الى ان الفترة التي شهدت تفجير اجهزة النداء” البيجر” ثم استشهاد امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، وبعده استشهاد السيد هاشم صفي الدين وغيره من الأعضاء والقادة البارزين في حزب الله ، كانت فترة صعبة وكان الكيان الصهيوني يعكس للدول العربية والغربية أنهم انهوا امر حزب الله.
واكد لاريجاني ان الامر تغير بعد ذلك واصبح زمام المبادرة بيد قوى المقاومة التي استوعبت الضربة وابلت بلاء حسنا بروحها المعنوية العالية ونهجها العاشورائي واضاف: حينما رايت هذه الروح المعنوية العالية والامل بالمستقبل اطماننت الى ان النصر سيكون حليفهم.
وقال كبير مستشاري قائد الثورة الاسلامية: برأيي فإن الكيان الصهيوني قد أخطأ هنا وافترض أنه بعد عمليات القصف وتفجيرات اجهزة النداء سيصل إلى نهر الليطاني خلال أسبوع أو أسبوعين مثلا. حسنًا، لقد مر اكثر من 30 يومًا الآن. لم يكن بإمكانهم التحرك بشكل جدي على الأرض ويُقتل من قواتهم بانتظام. ومازالت قدرات حزب الله الاساسية لم تستخدم بعد . لا يزال لديهم مرافق ضخمة وأصبحوا هم أنفسهم منتجين لها وقاموا ببناء المرافق. لقد قال الصهاينة إننا ضربنا بعض مستودعات اسلحتهم ، حسنا، إذا ضربتم، فمن أين ياتون (حزب الله) بالقذائف التي يطلقونها؟ اعتقد أن الكيان الصهيوني سيندم كثيرًا على ذلك في المستقبل.
واضاف: طبعا قلنا دائما إننا ندافع عن كل لبنان وعن كامل الدولة والحكومة اللبنانية، وإذا ذكرنا حزب الله ودعمناه فذلك لأنه معقل قوي للدفاع عن الأرض اللبنانية ومنع هذا التعدي الإسرائيلي على عموم المنطقة. وتابع: لقد قلنا دائمًا إننا نعتبر وقف إطلاق النار أمرًا مفيدًا. الصهاينة هم من أرادوا الحرب، وباختصار، هم عالقون في هذه القضية في الوضع الحالي، وهذه المفاوضات التي يجريها السيد نبيه بري لحل القضية، نأمل أن تصل إلى نتيجة.
ولفت الى الاهتمام الكبير من قبل الرئيس السوري ورئيس مجلس النواب اللبناني برسالة سماحة قائد الثورة الاسلامية الموجهة لهما وقال: ان الرئيس بشار الاسد والسيد نبيه بري يعتبران سماحة القائد بانه الشخص الذي يقود الطريق في خضم مشاكل المنطقة ومآزقها، ولهذا السبب رأى كلاهما أن النقاط المذكورة في هذه الرسائل هي نفس القضايا التي نحتاجها ويجب الاهتمام بها. واضاف: كان اعتقادهما أن الرسالة جاءت من شخص حريص على المنطقة ويتطلع برؤية ثاقبة إلى المستقبل ويولي الاهتمام الكافي لكل جوانب وقضايا المنطقة ويريد حل مشاكلها، وبناء عليه، فقد رحبا برسالة سماحته.
واكد بان ايران تسعى ايضا من اجل وقف اطلاق وتدعم القرار الذي يتخذه المسؤولون اللبنانيون في هذا الصدد، هذا ما تم تبيانه لرئيس الوزراء والسيد نبيه بري والاصدقاء في حزب الله.
واوضح بان اجواء المنطقة الان تسير لمصلحة المقاومة وضد كيان الاحتلال الصهيوني وقال: انه حتى بعض الدول التي كانت لها خلافات سياسية معنا وكانت مائلة لإسرائيل في الماضي، تشعر اليوم أنها إذا سمحت لإسرائيل، فسوف تبتلعها بسرعة كبيرة. ولذلك فهم مهتمون ببقاء حزب الله قوياً على الرغم من أنهم لم يكن لديهم هذا التوجه في الماضي. أعتقد أن المنطقة بأكملها تتجه نحو موقف مختلف عما كان عليه في الماضي من حيث المقاومة. واضاف: لقد تلقت المقاومة ضربات بالتأكيد وقدمت الكثير من الشهداء. لكن إنجازها كان إنجازا مهما لمستقبل المنطقة. أصبحت هذه الدماء مثل الدم المغلي الذي جعل تدفق المقاومة أقوى.
وحول العدوان الصهيوني على قطاع غزة صرح بان العدوان جدد غضب الفلسطينيين، وهذا برأيي خطأ كبير ارتكبه نتنياهو حينما ظن أن الأمر قد انتهى. في حين أن هذا الامر سيزيد قوة المقاومة رغم الظروف القاسية والصعبة جدا التي يعيشها الشعب الفلسطيني الان نتيجة العدوان الهمجي الذي دمر كل مقومات الحياة في القطاع.