كيف يمكن للتربية العاطفية أن تسهم في تشكيل شخصية الطفل؟

تعد التربية العاطفية أحد الأسس الرئيسية لتشكيل شخصية الطفل بشكل متوازن وصحي. من خلال تعليم الأطفال كيفية التعبير عن مشاعرهم بصدق ووضوح، يمكن للأهل أن يسهموا بشكل كبير في تطوير فهمهم العميق لمشاعرهم وقدرتهم على التعامل معها بفعالية...

2024-11-26

تعد التربية العاطفية أحد الأسس الرئيسية لتشكيل شخصية الطفل بشكل متوازن وصحي. من خلال تعليم الأطفال كيفية التعبير عن مشاعرهم بصدق ووضوح، يمكن للأهل أن يسهموا بشكل كبير في تطوير فهمهم العميق لمشاعرهم وقدرتهم على التعامل معها بفعالية. في هذا السياق، تقدم دكتورة صفا الجنابي، دكتوراه في علم النفس، رؤى قيمة حول كيفية تشجيع الأطفال على التعبير عن مشاعرهم، وخلق بيئة داعمة تتيح لهم الإحساس بالأمان أثناء تعبيرهم عن الحزن أو القلق. كما تتناول النقاش حول تأثير الضغوط المجتمعية على قدرة الأطفال على إظهار مشاعرهم، وتوضح أهمية القدوة الشخصية للأهل في تعليم أطفالهم كيفية التعامل مع عواطفهم. بالإضافة إلى ذلك، تقدم نصائح عملية للأهل الجدد حول كيفية التعامل مع مشاعر أطفالهم، مع التركيز على كيفية تأثير التربية العاطفية في علاقات الأطفال الاجتماعية في المستقبل.

 

الطرق التي استخدم لتشجيع طفلك على التعبير

 

من الضروري تربية الطفل على التعبير عن مشاعره سواء كانت مشاعر حزن أو فرح أو غيرة أو غضب. يجب أن تكون هذه المشاعر صريحة وواضحة لكي يفهم الوالدان ما يريده الطفل أو ما يحاول التعبير عنه من سلوكيات، سواء في البيت أو مع الجيران أو في المدرسة. إحدى الطرق الفعّالة والقريبة من قلب الطفل هي الرسم. يمكنك إعطاء الطفل ورقة وألوان وطلب منه رسم العائلة أو المدرسة أو أصدقائه. من خلال هذا الرسم، يمكنك ملاحظة كيف يعبر عن مشاعره من خلال ترتيب الأشخاص والأشياء في الرسم. إذا رسمهم كوحوش أو بوجوه غريبة، أو على شكل قلب أو وردة، يمكنك سؤاله عن سبب اختياره لهذه الأشكال. بهذه الطريقة، ستتمكن من فهم ما يدور في ذهنه وما يشعر به.

 

كيف يمكن للأهل أن يخلقوا بيئة تشعر الطفل بالراحة؟

 

كما تشير الجنابي، أول خطوة هي تجنب النقد أو اللوم. الطفل بطبيعته يتجه نحو والديه ليعبر عن ما يؤذيه، وهنا تكمن أهمية رد الفعل. إذا تم لوم الطفل أو إدانته، قد يتخذ قرارًا بعدم البوح عن مشاعره مرة أخرى لأنه يشعر بالرفض وعدم الدعم، مما يؤدي إلى شعوره بالخذلان. في هذه الحالة، قد يصبح الطفل عدائيًا تجاه الآخرين لحماية نفسه، ويقرر عدم التعبير عن مشاعره مرة أخرى.

 

المجتمع يفرض ضغوطًا على الأطفال

 

وفقا لدكتورة، للمجتمع تأثير كبير على الأطفال. في المدرسة، على سبيل المثال، يُطلب من الأطفال السكوت، وقد يُعاقبون دون معرفة سبب العقاب. إذا شعر الطفل بالظلم، غالبًا لا يجد من يستمع إليه، مما يمنعه من إظهار مشاعره. بالنسبة للفتيات، تُفرض عليهن قيود بسبب العادات والتقاليد التي تملي عليهن عدم رفع الصوت أو المجادلة، بينما يتوقع من الذكور تحمل كل شيء ليصبحوا أقوياء في المجتمع.

 

القدوة الشخصية للأهل

 

كما تبرز الجنابي، الأهل هم المدرسة الأولى في تربية الطفل. يعتمد الطفل بشكل كبير على تصرفات الأم والأب. إذا كان الوالدان متوازنين في إظهار نقاط القوة والضعف، ويستخدمون أساليب الحوار والتفاهم، سيؤدي ذلك إلى نشأة طفل متوازن عاطفيًا، يعرف متى يبكي، ومتى يطلب، ومتى يصمت. أما إذا كان الأب يضرب الأم، والأم تعبر عن غضبها بضرب الطفل، فسيكبر الطفل على الغضب والتفاعل بعنف أو عناد مع الآخرين لجذب الانتباه.

 

ما هي النصائح التي تقدمها للأهل الجدد حول كيفية التعامل مع مشاعر أطفالهم بشكل إيجابي؟

 

تقول الجنابي، عندما يكون الوالدان متشافين من صدماتهم النفسية وعقدهم، سيُربى الطفل بطريقة سليمة. لذا أنصح الأهل الجدد بمعالجة صدماتهم قبل الزواج وإنجاب الأطفال، وأن يتحملوا مسؤولية ضغوط الأهل بحكمة، لأن الطفل لا ذنب له في تحملها.

 

تأثير التربية العاطفية في العلاقات الاجتماعية

 

كما توضح، إن “السيطرة على مشاعر الطفل في السنوات الخمس الأولى من عمره تساهم في بناء طفل متوازن في علاقاته العاطفية والاجتماعية، وفي اختيار أصدقائه. سيتعلم كيف يتقبل الصعوبات وظروف الفقدان المفاجئ، مثل الخذلان أو خيبة الأمل أو وفاة شخص قريب، لأنه سيصبح مرنًا في التعبير عن مشاعره بطريقة ملائمة للموقف”.

 

أوس ستار الغانمي

 

المصدر: شبكة النبأ

الاخبار ذات الصلة