وأبدت شينباوم استعدادها لإجراء محادثات بشأن القضايا المطروحة، لكنها أكدت أن المخدرات تعد مشكلة أميركية بحتة، بحسب وكالة “أسوشيتد برس”.
وقالت شينباوم: “أي رسوم جمركية ستُقابل بأخرى رداً عليها .. وهكذا، حتى نعرض الأعمال المشتركة للخطر”، مشيرة إلى شركات السيارات الأميركية التي تمتلك مصانع على جانبي الحدود.
وأضافت: “المكسيك بذلت جهوداً كبيرة للحد من تدفق المهاجرين.. قوافلهم لم تعد تصل إلى الحدود”.
وأفادت الرئيسة المكسيكية بأن بلادها تواجه مشكلة كبيرة تتمثل في تدفق الأسلحة المهربة من الولايات المتحدة، مؤكدة أن قضية المخدرات “هي مشكلة تتعلق بالصحة العامة وأنماط الاستهلاك في المجتمع الأميركي”.
كما انتقدت شينباوم حجم الإنفاق الأميركي على التسلح، ودعت إلى توجيه هذه الأموال لمعالجة مشكلات الهجرة على مستوى المنطقة.
وزادت: “لو تم توجيه جزء بسيط من الأموال التي تنفقها الولايات المتحدة على الحروب نحو تحقيق السلام والتنمية، لتمكنا من معالجة الأسباب الأساسية للهجرة”.
“حزم مكسيكي “
ويُظهر رد شينباوم الحازم أن ترامب سيواجه رئيسة مكسيكية تختلف تماماً عمّن تعامل معه خلال ولايته الأولى.
فعند نهاية عام 2018، كان الرئيس المكسيكي السابق أندريس مانويل لوبيز أوبرادور شخصية كاريزمية وسياسياً تقليدياً، وقد أقام علاقة ودية مع ترامب.
وتمكن الاثنان من إبرام اتفاق يقضي بأن تساعد المكسيك في الحد من وصول المهاجرين إلى الحدود، وأن تستقبل المهاجرين الذين تُعيدهم دول أخرى، مقابل تراجع ترامب عن تهديداته بفرض رسوم جمركية.
لكن شينباوم، التي تولت منصبها في الأول من أكتوبر، تنتهج أيديولوجية يسارية صارمة وتلقت تدريبها في حركات احتجاجية طلابية راديكالية، وتبدو أقل استعداداً لتقديم تنازلات أو إرضاء ترامب وفقاً لـ”أسوشيتد برس”.
وقالت شينباوم: “نحن نتفاوض كأنداد، لا توجد تبعية هنا، لأننا أمة عظيمة”، مضيفة: “أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق”.
وتخشى جابرييلا سيلر، مديرة التحليل الاقتصادي في المجموعة المالية “بانكو باسي”، أن يؤدي تضارب الشخصيات إلى تصعيد الأمور نحو سياسة حافة الهاوية، مشيرة إلى أن ترامب يكره الخسارة بشكل واضح.
وتابعت سيلر: “قد يكون ترامب أطلق التهديد بشكل عشوائي، كما يفعل أحياناً، ولكن رد المكسيك بقولها إنها سترد بفرض رسوم جمركية سيجعله ينفذ تهديده بالفعل”.
وليس من الواضح مدى جدية تهديد ترامب. إذ يمنع اتفاق التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا فرض رسوم جمركية على الدول الأعضاء الأخرى بشكل أحادي.
كما أنه ليس من المؤكد أن الاقتصاد يمكن أن يتحمل فرض رسوم مفاجئة على الواردات، حيث تعتمد مصانع السيارات على جانبي الحدود على بعضها البعض في توفير الأجزاء والمكونات، وقد يؤدي ذلك إلى توقف خطوط إنتاج بأكملها.
وقالت شينباوم: “هذا أمر غير مقبول وسيتسبب في التضخم وفقدان الوظائف في المكسيك والولايات المتحدة”، مشيرة في الوقت نفسه إلى استعدادها للتفاوض بشأن القضايا.
وأضافت: “إذا ارتفعت الرسوم الجمركية، من سيتضرر؟ شركة جنرال موتورز”.
خيار الحوار
وأكدت شينباوم أن “الحوار هو أفضل طريق لتحقيق التفاهم والسلام والازدهار لبلدينا”، معربة عن أملها في أن يتمكن الجانبان من الاجتماع قريباً.
وفي وقت متأخر من مساء الاثنين، أعلن ترامب أنه سيقوم بفرض رسوم بنسبة 25% على جميع المنتجات القادمة إلى الولايات المتحدة من كندا والمكسيك، بالإضافة إلى رسوم جمركية بنسبة 10% على السلع المستوردة من الصين، كواحدة من أوائل الأوامر التنفيذية التي سيصدرها.
وإذا تم تنفيذ هذه الرسوم، فقد تؤدي إلى ارتفاع كبير في الأسعار التي يدفعها المستهلكون الأميركيون على كل شيء، من الوقود إلى السيارات والمنتجات الزراعية.
الولايات المتحدة أكبر مستورد
وتُعد الولايات المتحدة أكبر مستورد للسلع في العالم، حيث تأتي المكسيك والصين وكندا في صدارة مورديها، وفقاً لأحدث بيانات مكتب الإحصاء الأميركي.
وأطلق ترامب تهديداته، الاثنين، عبر منشورين على منصة “تروث سوشال”، إذ أعرب عن استيائه من تدفق المهاجرين غير الشرعيين، على الرغم من أن عمليات احتجاز المهاجرين على الحدود الجنوبية كانت قريبة من أدنى مستوياتها خلال 4 سنوات.
وكتب ترامب: “في 20 يناير، كواحد من أول أوامري التنفيذية، سأوقع جميع الوثائق اللازمة لفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع المنتجات القادمة من المكسيك وكندا إلى الولايات المتحدة، إضافة إلى حدودنا المفتوحة بشكل سخيف”.
وأضاف أن الرسوم الجديدة ستظل سارية “حتى يتوقف تدفق المخدرات، وبالأخص الفنتانيل، وجميع المهاجرين غير الشرعيين، الذين يغزون بلدنا!”.
وتابع: أن “كلاً من المكسيك وكندا لديهما الحق والقدرة الكاملة لحل هذه المشكلة التي طال أمدها بكل سهولة. نحن نطالب الآن بأن يستخدما هذه القوة، وحتى يفعلا ذلك، حان الوقت لأن يدفعوا ثمناً باهظاً جداً!”.