لتغيير القِيَم الدينية من خلال ازالته

الترويج لنبذ الحجاب عبر الفضاء الالكتروني

في الحرب الناعمة، يحاول الاعداء توفير الارضية لتغيير القيم الدينية من خلال ازالة الحجاب وايقاع الناس والمجتمع في دوامة الفساد واصبح هذا الامر اكثر وضوحا في الفضاء الالكتروني

2023-01-24

الوفاق/ خاص

سهامه مجلسي

منذ بداية التاريخ، كان للمجتمعات البشرية اسلوب حياتها الخاص وانماطها السلوكية التي تتوافق مع مؤشراتها الثقافية. للمجتمع الاسلامي ايضا اسلوب حياته الخاص الذي يمكن استنباطه من تعاليم الاسلام.

الانتقال من المجتمع التقليدي والدخول الى المجتمع الحديث وحتى مجتمع ما بعد الحداثة، احدث تغييرات واسعة النطاق في نمط حياة سكان المجتمعات التقليدية. من بين هذه التغييرات التي حدثت في المجال الثقافي واثرها على معظم الشباب خاصة في مجال الازياء والملابس.

الحجاب من سمات نمط الحياة الاسلامية التي تتعرض للهجوم في الفضاء الالكتروني اليوم، ادى تطوير التكنولوجيا واستمرار التواصل بالانترنت الى توسيع تفاعل الناس على المنصة الافتراضية والمحتوى المقدم في الفضاء الافتراضي من قبل الدول ذات الامتيازات مبني على اسس معتقدات جميع مستخدمي الفضاء الافتراضي حول العالم، يغير ذوق الجمهور حيث يشاء؛ لانه من خلال تغيير مواقف النساء واسلوب حياتهن يؤثر على جيل المستقبل ويمكنهن بسهولة تغيير الهوية الاسلامية.

مفهوم الهوية

من المناسب مناقشة مفهوم الهوية اولا. الهوية لها ابعاد متعددة وصعبة وهناك اراء مختلفة حولها. في التعبير العام، الهوية هي عملية استجابة كل شخص لهويته. وفقا لذلك، يعتبر البعض الهوية على انها مجموعة من السمات السلوكية التي يتم من خلالها التعرف على الشخص كمفردة اجتماعية ويتم تمييزه عن الاخرين. ان فهم كل شخص لنفسه هو ايضا معنى بسيط يُعطى لهذا المصطلح. اكد البعض على الاستمرارية والتمايز كمؤشرين رئيسيين للهوية واعتبروا ان الهوية تتمتع بشعور بالتمييز والاستمرارية والاستقلالية الشخصية.

برنامج الشباب الايراني: على عكس هذه الاراء، التي تعتبر الهوية مسألة فردية وتنتمي في الغالب الى علم النفس، كما يعتقد علماء الاجتماع،ان الهوية شيء اجتماعي وغير شخصي تتشكل من خلال الجدلية بين الفرد والمجتمع. من وجهة نظر هذه الفئة، على الرغم من ان الهوية تظهر عادة في المشاعر والمواقف الشخصية للافراد، فان خلفية وسياق تكوينها هي الحياة الجماعية، والصورة التي يخلقها الشخص لنفسه هي انعكاس لمواقف الاخرين تجاهه. وبناءً على ذلك، فان الهوية الاجتماعية هي فهم كل شخص لنفسه والاخرين من ناحية، وفهم الاخرين لنفسه والاخرين من ناحية اخرى. لذلك، يتم بناء الهويات الشخصية والاجتماعية بالكامل ويتم بناؤها تحت تاثير العوامل البيئية. من زاوية اخرى، يمكن القول ان مفهوم الهوية يركز على المفاهيم المكونة لـ”الذات” كموضوع ويعطي بنية ومحتوى لمعرفة الذات ويربط “الذات” بالنظم الاجتماعية. لذلك، الهوية هي الشعور بالانتماء الى مجموعة مادية وروحية تكونت عناصرها بالفعل.

جذور الحجاب تاريخياً

وفقا لشهادة النصوص التاريخية، انتشر حجاب المراة في معظم دول واديان العالم. على الرغم من انه مر بالعديد من حالات الصعود والهبوط عبر التاريخ، الا انه لم يختف تماما. وقد اوجبه الاسلام بادخال الملابس واللبس كسوة وواجبة خاصة بالنساء. كما انه من خلال تشريع قانون الغطاء، عزز رغبة المرأة في ارتداء الحجاب للحفاظ على جوهر وجود هذه المراة. لذلك، في الحرب الناعمة، يحاول الاعداء توفير الارضية لتغيير القيم الدينية من خلال ازالة الحجاب وايقاع الناس والمجتمع في دوامة الفساد. اليوم، اصبح هذا اكثر وضوحا في الفضاء الالكتروني.

اهداف خلع الحجاب

بعد هيمنة الغرب، التي نشات بمساعدة التحديث والتحول في ذلك البلد بعد عصر النهضة، تشكلت حضارة فكرت، بدافع التوسع، في عالم يتجاوز سور موقع جغرافي معين ؛ لذلك، من اجل تسهيل عملية اضعاف ضبط النفس، تم وضع الاستيعاب الثقافي وتدمير ثقافة الامم على جدول الاعمال وبُذل جهد لتوفير الاساس للهيمنة السياسية والامنية. من خلال اضعاف ثقافة الامم وتدميرها، فُرضت ثقافة الفسق والفجور المستورد من المجتمعات الغربية على المجتمعات الشرقية، وخاصة الاسلامية منها، حتى اصبحت الدول اسواقا لبيع المنتجات الغربية.

اضفاء الطابع الثقافي

اضفاء الطابع الثقافي على السلوكيات التي تؤدي الى عدم ارتداء الحجاب. يحاول الاعداء الغربيون استخدام مرافق الفضاء الافتراضي لخلق رغبة غير مباشرة في عدم ارتداء الحجاب بين الناس من خلال توسيع المنافسة، والتخصيص، ونشر ثقافة الاستحسان، بعد التعرف على روح وطبيعة الناس في المجتمع؛ لانه “بعد ان تنشا الرغبة في اداء السلوك داخل الفرد، وفقا للظروف البيئية، يتشكل هذا السلوك ويتاسس تدريجيا ويؤسس في وجود الفرد ويصبح ثقافة”.

اساليب غير مباشرة

احدى الطرق الفعالة لخلق الثقافة هي التواصل باستمرار في الفضاء الافتراضي باساليب غير مباشرة (الدعاية، الموضة، الخ)، يدفعون الناس للتنافس في خلع الحجاب والتباهي قدر الامكان، ويلّمحون انه في حالة خلع الحجاب، سيتمتعون بمزيد من الفخر والشعبية بين الاخرين. . وبناءً على ذلك فان “بعض النساء دون تقييم اهداف ومقاصد العدو يقعن في الفخ الذي نصبه لهن.

تغيير النموذج الاسلامي

يركز الاعداء في الحرب الناعمة من خلال الفضاء الافتراضي على انشاء انماط اكثر من اي طريقة اخرى في خلع الحجاب؛ لان النماذج تغير بشكل غير مباشر رؤية وقيم وافكار ومعايير الشباب والمراهقين ولها تاثير في جميع سلوكيات حياتهم. يمكن ان تترك النماذج الثقافية والاخلاقية المؤهلة تاثيرا عميقا على جيل الشباب بدعم من الاعلانات. لسوء الحظ، ادى عدم تقديم النماذج الاسلامية الى دفع الثقافة المادية للغرب الى الاستثمار بكثافة في وسائل الاعلام لتغيير المجموعات المرجعية من المراهقين والشباب بنماذج زائفة لتطوير مسالة خلع الحجاب.

بهذه الطريقة، في الحرب الناعمة، يحاولون ان يغرسوا بشكل غير مباشر في افراد المجتمع، وخاصة الشباب والاولاد، ان الحجاب هو سبب الفوضى والتقليدية والتخلف عند النساء، واذا خلعت النساء الحجاب، فانهن سوف تصبحن متحضرات

الانتشار المفرط للصور على شبكات التواصل  

طريقة اخرى لمحاولة نزع الحجاب هي الانتشار المفرط للصور على شبكات التواصل الاجتماعي لزيادة فاعلية عدم ارتداء الحجاب، وتقليل من قيمة الحجاب في اذهان الناس.

سلب المعتقدات: طريقة اخرى لازالة الحجاب في الحرب الناعمة هي زعزعة المعتقدات الدينية للناس حول مبدأ الحجاب. “منذ فجر التكنولوجيا الرقمية، تبذل الصناعة المبتذلة قصارى جهدها لتحويل جيل الشباب من اجل كسب الاعداء المزيد من الارباح. في غرف الدردشة، ومنتديات النقاش الافتراضية، وما الى ذلك، تتم ملاحظة القضايا الدينية واسئلة الناس حول الحجاب، ومن ناحية اخرى، تتم مناقشة القضايا والشكوك المنحرفة اثناء التخطيط من اجل تحقيق اغراض مبتذلة “.