د. أنور الموسى كاتب واديب لبناني
بنيامين نتنياهو ذو شخصية خطيرة مضطربة، مضادة للمجتمع، دخل إلى مرحلة متقدمة من الجنون، لم يعد ينفع معه العلاج، غدانرجسيا يؤله أناه حتى لو أفنى كيانه الغاصب والعالم أجمع، سادي يتلذذ بدماء الأطفال، يقتل جنوده بدم بارد. مطارد فار من العدالة بدعم أمريكي!
خلاصة لم تعد تخفى على تحليلي النفسي لسلوكه وشخصيته، لذا، لن يجد حلا لجرائمه سوى الموت، وربما هذه المرة بسلاحه الخاص أي الانتحار.
وتتجلى شخصيته السادية في غياب التعاطف مع معاناة الآخرين أو أحزانهم، فهو يتفنن في إبادة أطفال غزة ولبنان، مع التدمير الكبير لقرى ومعالم ومبان شاهقة، عدا عن تعذيب الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، حتى إنه متى شعر أن جنوده في مصيدة الأسر، يأمر بتصفيتهم… كما هي الحال في الخيام ومعارك غزة.
لقد انتفى عنده الشعور بالندم أو الذنب بعد التسبب بضرر الآخرين، أو مخالفة القواعد القانونية وشرعة حقوق الإنسان، فقرار المحكمة الجزائية الدولية استهزأ به، ضاربا بعرض الحائط القرارات الدولية وإرادة الشعوب، ففتك بقوات البونيفل بلبنان، والأونروا بفلسطين وهي مؤسسة تابعة للأمم المتحدة.
إنه يتلاعب بالناس كونه عديم الاحساس بالهوية المزعومة، فهو يلعب بالنار مهدداً نفسه وكيانه بالمخاطر، لاجئا إلى تجويع الأبرياء واغتصابهم والتنكيل بهم والتلذذ بمشاهدتهم وهم عراة وجائعون أو يرتجفون تحت الأمطار والبرد القارس
إنه سيكوباتي مضطرب الشخصية، ذو سلوك مضاد للقيم، ويعاني من البارانويا وجنون العظمة. يخفي مكبوتات طفولية أفرزتها تربية فاسدة، فالأنا الأعلى عنده ضعيف بل معدوم، الضمير مقابل هيمنة سلطة “الهو” في بنية شخصيته، ولا يخفى هنا دلاله الزائد منذ طفولته، واضطراب العلاقات الأسرية والمحيط، وهو ما عززته له الولايات المتحدة الأمريكية التي تمده بالسلاح، داعمة عنده الهو أي مبدأ اللذة.
فضلا عن كونه يعاني حالة فصامية مسية، ويتجلى ذلك في شعوره الزائد بالاضطهاد، إذ إنه وهو يذبح العائلات ويمحوها عن بكرة أبيها، يقول للعالم: نحن نتعرض للإبادة، أي يلجأ إلى أوالية الإسقاط والتبرير والكذب والتزلف، ولا سيما لأسياده الجزارين الذين تجاوزوا مرحلة الخرف. فالشعور بالعظمة من علامات جنونه الظاهرة، إذ يعاني من عقد نقص يحاول تعويضها من خلال السطو على التاريخ والادعاء بيهودية القدس وسمو شعب الله المختار، حتى إنه تجرأ على الله في أقواله وأفعاله… في المقابل نجده جبانا يختبئ من صفارات الإنذار أو القصف، تاركاً بيته ومواطني كيانه لمصيرهم المحتوم وهم يفرون إلى الملاجئ وخارج الأرض المحتلة، وهذا ما تظهره االشاشات والإعلام.
شخصيته شبيهة بشخصيات دكتاتورية لفظها التاريخ كفرعون الذي قال: أنا ربكم الأعلى فكانت نهايته الغرق… أما هو، فإنه فاق فرعون في عتوه واستكباره، لم لا وهو الأناني الذي يتهم بجرائم فساد ويود تمديد الحرب خوفا من اصطياده؟
حتى ملامح جسده ووجهه تؤشر إلى جنونه، فهو مرتبك مخزي متكاسل، حديثه ممجوج وسلوكه مثير للاشمئزاز، كاذب حتى على شعبه، لا يكترث لشتايم ذوي الأسرى وبصقهم عليه وحرق صوره. وفي المفاوضات مخادع وسواسي يدخل كالشيطان في التفاصيل ليبدد مساعي وقف إطلاق النار في غزة!
إنه القائد الدكتاتوري الذي لا يرى أمامه الا صورته هو، شخصيته الديكتاتورية تلك تخفي مجرما ضعيفا من الداخل، جبانا ومرتجفا تلاحقه الكوابيس التي ستتحول إلى واقع، منها كابوس يدخله إلى مقصلة تقطعه إرباً إرباً، قبل خلوده في نار جهنم.!