عبير شمص
شكلت الثقافة، وما زالت، أحد ميادين وأشكال الصراع مع المشروع الصهيوني. فالرواية الصهيونية حول الوطن القومي لليهود وحقهم في فلسطين، بنيت على تزوير التاريخ، وتشويه الحقائق، وإبراز الصهاينة كشعب له ثقافته الجامعة، في مقابل إنكارهم وجود مقومات للفلسطينيين كشعب، وإظهارهم كبشر، بلا هوية، وبلا ثقافة، ومقطوعين عن الحضارة والتاريخ. من هنا كان للمثقفين الفلسطينيين، وبالاستناد إلى الحجج المعرفية والعلمية، دورهم الهام في مواجهة السردية الصهيونية، وتفنيد مزاعمها. وللخروج من حالة الصدمة واليأس والإحباط، التي أصابت الفلسطينيين بعد قيام الكيان المؤقت، ومن أجل معالجة تداعيات النكبة عليهم وعلى هويتهم، كان لا بد للمثقف الفلسطيني أن يأخذ دوره، في نشر الوعي، وشحن الهمم، وزرع الأمل وروح المقاومة، في صفوف الفلسطينيين، والمساهمة في إعادة بناء الهوية الوطنية والقومية للفلسطينيين، وتعزيزها والدفاع عنها. وبالفعل كان المثقف الفلسطيني حاضراً للدفاع عن هويته وتراثه وانتمائه في كل فلسطين وفي الشتات، سنتحدث في هذه المقابلة مع الإعلامي والكاتب الفلسطيني عثمان أحمد بدر عن واقع المشهد الثقافي الفلسطيني في لبنان ومساهمته في حفظ الثقافة الفلسطينية الأصيلة ونقلها للأجيال الفلسطينية الموجودة في بلاد الشتات، وفيما يلي نص الحوار: