دار جاجرمي التأريخية هي من الأبنية التي انشأت في آخر فترة الحكم القاجاري، وهي نموذج قيّم من هندسة البيوت التقليدية ذات الباحة المركزية، وتقع في وسط مدينة بجنورد بصفتها دارا للصناعات اليدوية وملاذا للكثير من فناني هذه المدينة. والتي اتخذت اسما من الزقاق الموجودة فيه.
وهذه الدار الواقعة وسط صخب عصر الماكنة تسرد جانباً من ماضي وفن هذه المدينة، ومع صغر مساحتها يكفي ان نتجول فيه لننسى تلك الضجة ونعيش لحظات من الهدوء والسكينة ونمتع اعيينا بالنظر الى هندستها الجميلة ونلقي نظرة على غرفها التي تعتبر كل منها ملاذا لفنان من الفنانين الذين يجهدون بفنهم ليصنعوا بأيديهم اثراً فنياً لا مثيل له.
ويقع هذا الاثر التأريخي بالدقة في مدينة بجنورد شارع طالقاني، شرقي زقاق جاجرود. وطبقاً للكتيبة الموجودة فيه، بني في العام 1946م على يد المعمار غلامرضا بنا يزدي، وتبلغ مساحته نحو 600 مترمربع وتم ادراجه في قائمة الآثار الوطنية برقم 1151.
يذكر ان ابواب الدار وكافة النوافذ والمناور تنفتح على الباحة، كما ان الدخول الى الحسينية فيها يتم عن طريق مدخل مثمن الاضلاع متصل بالباحة المركزية ثم بواسطة درجين اثنين الى الطابق الاعلى.
وفي اعلى جدار الايوان الشرقي للمبنى توجد لوحة مكتوب عليها بخط النستعليق بيت شعر للشاعر المعروف محتشم كاشاني يرثي بها شهداء واقعة كربلاء.
المبنى في البداية كان مسكناً طبقاً لما قال مالكه (المرحوم حاج علي اكبر جاجرمي) ثم تم وقفه كحسينية، وفي الحقيقة انه بعد تركه مهجوراً قامت عائلة المرحوم جاجرمي بوقفه شريطة ان يجري تعميره والمحافظة عليه والعمل طبقاً لوثيقة الوقف لدى الدائرة العامة للتراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية في محافظة خراسان الشمالية. وبعد ان جرت كافة مراحل التعمير، اضحى المبنى دارا للصناعات اليدوية. وهو حالياً مكان تاريخي ومعلم لجذب السياح في المدينة وسوق للصناعات اليدوية.
وفي ايام محرم وفي الاعياد والمناسبات يتم فيه تكريم الشهداء، وتجري فيه مراسم العزاء والاحتفالات.