حصن تخت سليمان.. تجسيد للتراث الثقافي العظيم للحضارة الايرانية العريقة

وكان تخت سليمان قلعة رائعةً للوعاظ الايرانيين القدامى الذين كانوا يدعون بـ«المغ» وسلطتهم كانت ابان عهدي الاشكانيين والساسانيين.

2024-12-02

حصن تخت سليمان بآثاره البارعة يعد واحداً من اهم واشهر مراكز الحضارة الايرانية ، هذا الموقع اليوم يرقد في سكون وهدوء في ضواحي جبال افشار على بعد 45 كيلومتراً شمال شرقي تخاب في اذربايجان الغربية.

 

وبتأريخ يتجاوز الالفي عام، فان الكنوز الاثرية الخلابة لتخت سليمان تجسد التراث الثقافي العظيم للتمدن الايراني العريق.

 

ولا يمكن الوصول الى هذه المنطقة التاريخية الا عن طريق زنجان- بيجار او مياندوآب – شاهين دج نحو قره بولاغ، شمال شرقي تخت سليمان. وحتى اليوم لم يجر اي من علماء الاثار الايرانيين او الخبراء الاجانب بحثاً عميقاً عن هذا المعلم التاريخي وربما السبب في ذلك بعد المسافة.

 

وكان تخت سليمان قلعة رائعةً للوعاظ الايرانيين القدامى الذين كانوا يدعون بـ«المغ» وسلطتهم كانت ابان عهدي الاشكانيين والساسانيين.

 

 

ودمر هذا المعلم التاريخي اثر الهجمات المتتالية التي شنها الروم والعرب والمغول عليه. وقد بنيت القلعة حول بحيرة واحيطت بسياج من الصخور. وكانت تمتد بشكلها البيضوي حوالي 400 متر الى الجنوب و200 متر الى الغرب.

 

وكان هذا الحصن المنيع البديع يضم مجموعة خدمية ، حوض للسباحة وبحيرة ومكاناً للعبادة وبوابات المدخل واعمدة طويلة‌ وصالة ومكاناً لاداء القسم وعيون مياه معدنية حارة وابراج للمراقبة. وعرف المسبح بلونه الارجواني والازرق ببحيرة تخت سليمان ويعتبر اعجوبة هذا الموقع التاريخي. ويبلغ عرضه 80 متراً وطوله 120 متراً وبعمقه البالغ 110 امتار يجري كينبوع ماء حار ويضخ حوالي 100 لتر من الماء في كل ثانية.‌ والقلعة من ناحيتها الجنوبية تظهر كبوابة بجدران متهدمة – الغرف الثلاث بلا سقوف استخدمت كمحل  لعبادة الايرانيين القدماء.

 

يعتقد المؤرخون ان اباكا خان، الحاكم المغولي وحفيد جنكيز خان اعتنق الدين الاسلامي بعد غزوه لايران وبني مسجداً فوق هذه القلعة وقد تهدمت في وقت لاحق. اما العمود الموجود في مدخل القلعة والبالغ طوله سبعة امتار فكان يستعمل كصالة لخسرو برويز ولم يتبق من الاعمدة سوى واحد منها. وقبل حوالي عشرين عاماً وضعت حول العمود سقالات لكي تحول دون تخريبه او احتمال سقوطه. ويشاهد على اماكن عديدة من العمود بصورة واضحة آثار ترميمات قديمة.

 

واعمال الزخرفة الاسلامية المختلفة تزين جدران القلعة بوفرة متسمة بخصائص فن العمارة‌ المتنوعة مما يدل على انتمائها الى مدارس معمارية مختلفة واهمها الموائد الحجرية المذهبة واعمال القرميد المزخرف المحفور مع خلفية زرقاء وصور مموهة بالذهب لحيوانات اسطورية كالعنقاء والتنين. وآذر كشسب واناهيتا، كل واحدة لها قصتها الاسطورية الفريدة من نوعها.

 

 

اما «رواق مداين» فالرواق استخدم ليكون قصراً للكثير من الملوك الايرانيين. وبقي من القصر مجموعة من السلالم في هذا الموقع في القسم الشمالي من القلعة واستخدم كمكان لآداء اليمين.

 

 

المصدر: وكالات