كانت ليلة الأربعاء الرابع من نوفمبر عندما تعرض المرقد المطهر للسيد شاهجراغ (ع) لهجوم من قبل شخص مسلح، مما أدى إلى ارتقاء عدد من المصلين والزوار شهداء وإصابة عدد من الجرحى، وفي هذا الهجوم الإرهابي انضم سيد فريد الدين معصومي حافظ القرآن الكريم الذي كان يحمل شهادة الدكتوراه في الميكانيك إلى قافلة الشهداء.
وُلد الشهيد فريد الدين في عام 1983م في طهران، ودرس المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارسها، واستمر في دراسته حتى مرحلة البكالوريوس في الجامعات داخل البلاد. بعد حصوله على درجة البكالوريوس بمعدل علمي جيد، سافر الشهيد لمواصلة دراسته في نيوزيلندا، وبعد اجتيازه مرحلة الماجستير في تخصص الميكانيك فرع الميكاترونيك الذي يجمع بين هندسة الميكانيك، والإلكترونيات، وعلوم الحاسوب، نال شهادة الدكتوراه في الاختصاص نفسه.
عاد الشهيد بعد حصوله على الدكتوراه لخدمة وطنه وبدأ العمل في مجال الطاقة الكهربائية وتوفير الكهرباء للبلاد، واستمر في هذه المسؤولية حتى قبل استشهاده، وكان المدير التنفيذي لمجموعة الكهرباء والطاقة في شركة “غدير”.
كان الشهيد ملمًا تمامًا باللغة العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى حفظه للقرآن الكريم، حيث كان يتقن أيضًا التفسير الموضوعي للقرآن الكريم، وقضى حوالي خمس سنوات أثناء دراسته الجامعية في التعليم الديني.
كان الشهيد يسعى لتجنب أدنى ذنب، وكان حريصًا جدًا على عدم التلوث بالمعصية، وكان يحاول دائمًا أن يكون نظيفًا ومرتبًا وأنيقاً، وكان يؤمن بأن المؤمن يجب أن يكون قدوة للآخرين في المجتمع. كان الشهيد ملتزماً بحقوق الناس، والتقوى، وقلة الكلام، وهدوء القلب، وحفظ الأسرار، واحترام الوالدين.
في مساء يوم الأربعاء في السادس والعشرين من تشرين الأول من العام 2022م هاجم إرهابي الزوار في المرقد المطهر للسيد شاهجراغ(ع) في مدينة شيراز، مما أسفر عن استشهاد 13 شخصاً في هذا الهجوم الإرهابي وأصيب 30 آخرون.
تم تشييع جثمان الشهيد “سيد فريد الدين معصومي” في المرقد المطهر للسيد شاهجراغ (ع) ، بحضور جمع حاشد من المصلين في صلاة الجمعة بطهران، ودفن في جنة الزهراء (ع) في طهران.