باستخدام ألوان الفحم والأكريليك، يحاول رضوان في هذا المعرض الّذي ينظّم في صالة “غاليري زاوية” الافتراضيّة أن يعكس افتتانه بالمدينة المقدّسة باستخدام الألوان الصاخبة جنباً إلى جنب مع الظلال الشاحبة الّتي تغطّي مساحات واسعة من المدينة.
رأى رضوان القدس للمرّة الأولى بعد “اتّفاق أوسلو” ووقع في حبّها. تشرّدت عائلته بعد النكبة في عام ١٩٤٨ إلى العراق وعاش طفولته في بغداد قبل أن ينتقل مع “منظّمة التحرير الفلسطينيّة” إلى بيروت فقبرص وتونس حتّى عاد إلى أرض الوطن. يعبّر رضوان من خلال أعماله عن حبّه للمدينة بمعمارها، وأقواسها، ورائحتها، وألوانها، والضجيج فيها، وطريقة الحياة الممّيزة، وتذكّره المدينة كثيراً بمدينة بغداد الّتي قضى فيها سنوات طفولته.
القدس
تبدو القدس في أعمال رضوان هادئة جدّاً على عكس الواقع. باستخدامه الفحم على مساحات وخلطه بمساحات مجاورة من الألوان، يضيف إليها لمسة تظهر تناقضات ما بين المساحات اللونيّة الصارخة وتلك الّتي تبدو باللونين الأبيض والأسود. تعكس أعمال رضوان مدينة ملوّنة، لكنّها فارغة من سكّانها الّذين لا يبدو لهم أيّ أثر في المكان تقريباً، كما تبدو أشجار الزيتون سوداء شاحبة، وكذلك بعض أجزاء المدينة الّتي يلفّها الليل واضواء المساء.