وفي معرض حديثه خلال المؤتمر الوطني الأول حول نموذج الحكم الحضاري للعلم والتكنولوجيا يوم الأحد، قال محمد مهدي طهرانجي: يوجد اليوم في العالم شكل من أشكال العلم، لا يُعرف من الذي أنشأه، وفي الواقع تمثل شجرة المعرفة أنواعاً مختلفة من العلوم، التي لم ينشئها العلماء؛ على الرغم من أنهم كانوا نشطين في هذا المجال، إلا أنهم ليسوا المؤسسين الرئيسيين لها. وأضاف: هذا المسار الذي قطعناه خلال المئة عام الماضية مدعاة فخر لنا؛ حيث تم إنتاج ملايين المقالات العلمية، كما تم تصنيع ما لا يقل عن 14,570 سلاحاً نووياً في أقصى نقاط العالم. وتابع: لقد مكنت العلوم الدول من تصنيع أسلحة نووية واستخدامها ضد المدن، وإن القضية المطروحة اليوم في العلم هي ما إذا كان هناك علماء أو صانعو سياسات مؤثرون خلف هذه العلوم وشجرة المعرفة، وأي منهما أكثر تأثيراً وأي منهما أكثر مسؤولية.
وقال رئيس جامعة آزاد الإسلامية: في هذا العالم توجد عصور مختلفة، وكانت هناك فترة لم تُطرح فيها تدخلات الحكومات، وكان العلم يُنتج للعلم وبعد الحرب العالمية الثانية، أصبحت الإنجازات العلمية تتمثل في التفوق العسكري. ثم تم طرح موضوع الفضاء وعصر الحرب الباردة، واليوم نحن نعيش في مرحلة الحرب الباردة الثانية. وهنا يظهر جيل آخر من الحركة العلمية وهو الذكاء الاصطناعي الذي يعد موضوعاً جدياً وجديداً.
وحدد طهرانجي مسيرة الجهاد العلمي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية حتى الحضارة الحديثة التي رسمها قائد الثورة الإسلامية في خمس مراحل تشمل: النهضة العلمية، الثورة العلمية، إنتاج النظريات والفكر، المرجعية العلمية، وقيادة العلم العالمي، وقال: هذا هو نموذج تقدمنا، إن سياسة الحكم لها أربعة أبعاد يجب أن تؤخذ فيها الحكمة والعلم والفن والمهارة بعين الاعتبار. وأضاف: ستكون مسيرة الجهاد العلمي في إيران تمهيداً للحضارة العلمية، ولدينا أيضاً تيار منافس في نموذج تطويرنا العلمي.
يشار إلى أن محاور المؤتمر الوطني الأول حول نموذج الحكم الحضاري للعلم والتكنولوجيا تشمل: “حكم العلم والتكنولوجيا من منظور نظري” و”حكم العلم والتكنولوجيا من منظور عملي”، و”حكم العلم والتكنولوجيا في فكر الإمامَيْن الثوريين”، و”المذاهب وفلسفة العلم والتكنولوجيا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، و”نظرية التقدم العلمي للجمهورية الإسلامية ومكانتها في المنظور الحضاري”، و”نظام مسائل حكم العلم والتكنولوجيا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، و”دراسة مستقبل العلم والتكنولوجيا من منظور حضاري”، و”نظرية ونموذج سياسة العلم والتكنولوجيا”، و”نظرية ونموذج تنظيم العلم والتكنولوجيا”، و”دراسة مقارنة لحكم العلم والتكنولوجيا في العالم”، و”الحكم وفق المؤشرات (تحليل ودراسة مؤشرات علم القياس)”، و”رسم الهيكل المؤسسي المثالي في حكم العمل والتكنولوجيا للجمهورية الإسلامية”، و”التحول في حكم العلم والتكنولوجيا في الخطوة الثانية لمجلس الثورة الثقافية العليا”، و”حكم علم التكنولوجيا على مستوى المحافظات وشريحة المحافظة من الخطة العلمية الشاملة للبلاد”.
وقد تم إرسال 288 مقالاً إلى الأمانة العامة لهذا المؤتمر، وتم قبول 160 مقالاً من قبل لجنة التحكيم، وسيتم تقديم 40 مقالاً منها على شكل محاضرات.