وثمن عراقجي، كرم الاستقبال الذي لقيه من نظيره التركي خلال زيارته إلى أنقرة، قائلا : إن الجماعات الإرهابية التكفيرية الناشطة في سوريا لها ارتباط وتنسيق وثيق مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، وهذه الجماعات تهدف إلى صرف الأنظار عن جرائم الكيان الصهيوني في فلسطين ولبنان والتعويض عن الإخفاقات التي كبدته المقاومة.
وأضاف : إن تفعيل الجماعات الإرهابية التكفيرية من جديد في شمال سوريا وشنها هجمات على مناطق مختلفة بما في ذلك مدينة حلب، أمر مثير للقلق؛ محذرا من، أن “عودة الإرهاب إلى سوريا مجدداً تهدد أمن واستقرار وسلامة الأراضي السورية، وإن عواقب هذه الحالة الخطيرة ستمتد بلا شك إلى جميع الدول وخاصة جيران سوريا”.
وتابع وزير الخارجية : ان تجاهل دور الكيان الصهيوني في إثارة التوتر والاضطراب والصراع بالمنطقة في الدول الاقليمية أمر خاطئ وغير صحيح، ويجب ألا يغفل المرء عن دور هذا الكيان أبداً.
وصرح : لقد أجريت حواراً مفصلاً مع زميلي العزيز السيد فيدان، وناقشنا سبل إرساء الاستقرار في سوريا؛ نحن متفقون على ضرورة حماية إنجازات مسار أستانا واتفقنا على عقد الاجتماع المقبل بصيغة أستانا على مستوى وزراء الخارجية قريباً.
وأردف قائلا : ان زعزعة استقرار سوريا من شانه ان يؤدي الى حرب أهلية وقتل المدنيين وإلحاق الضرر باقتصاد وشعب سوريا، والمنطقة ايضا؛ وهناك احتمال بأن تنتقل تداعيان هذه المشاكل إلى دول الجوار.
وأكد عراقجي بأنه “لا ينبغي لسوريا أن تكون مركزاً للجماعات الإرهابية، وفي هذا الصدد، فإننا نتفق على أنه لا ينبغي السماح بان يصبح هذا البلد ملاذا آمناً للجماعات الإرهابية ونشر الفوضى في المنطقة”؛ معتبرا أن مخطط الفلتان الأمني هو مشروع صهيوني ولا ينبغي لأحد أن يتجاهل دور هذا الكيان فيه.
وصرح وزير الخارجية الايراني : علينا كدول الجوار السوري أن نتخذ إجراءات فورية وفعالة لمنع زعزعة الاستقرار الأمني والسياسي في هذا البلد، ونحن نعلن دعمنا الكامل لسوريا، وسنواصل الوقوف إلى جانب حكومة وشعب هذا البلد، كما كنا في الماضي؛ اننا نعتقد بأن الاستقرار والسلام السوريين مهمان جداً للحفاظ على استقرار وأمن والسلم في المنطقة.
وتابع عراقجي : نأمل بأن يعقد الاجتماع التاسع لمجلس التعاون الأعلى الإيراني التركي في طهران مطلع العام المقبل بمشاركة فخامتي رئيسي البلدين، ونحن نتطلع الى مجالات كثيرة للتعاون بين البلدين ينبغي متابعتها وتنفيذها، وكما قال صديقي العزيز السيد فيدان، فقد صممنا الآليات اللازمة لهذا التعاون ونحن بصدد المزيد في هذا الخصوص.
كما أشار وزير الخارجية الايراني بان مشاوراته اليوم مع نظيره التركي جرت على مستوى جيد جداً، وكانت هذه المشاورات صريحة ومباشرة للغاية، قائلا : نحن متفقون على أن سوريا يجب أن تتحرك نحو السلام والهدوء، وأنه ينبغي الحفاظ على سلامة الأراضي السورية وسيادتها، وينبغي اتخاذ التدابير اللازمة للحكم الرشيد في سوريا.
ومضى القول إلى، أن محادثاته اليوم كانت مثمرة للغاية، مضيفا : هناك اختلافات في وجهات النظر الى جانب الآراء المشتركة، والمهم أننا تحدثنا دائما عن اختلافاتنا في الرأي، والآن قررنا أن نتحدث عن كثب لنكون قادرين على إدارة التعاون في الوضع الإقليمي بشكل جيد؛ خدمة للسلام والهدوء والتنمية في المنطقة.
في المقابل، صرح وزير الخارجية التركي : لا بد من ممارسة الضغوط اللازمة على “إسرائيل” لكي يكون وقف إطلاق النار دائما ومستقرا؛ مضيفا أن “إحلال السلام والهدوء في منطقتنا سيكون ممكنا من خلال إحلال السلام في فلسطين. ولسوء الحظ، فإن الإبادة الجماعية في غزة مستمرة وحكومة نتنياهو تمنع إرسال المساعدات الإنسانية إلى القطاع”.
وتابع فيدان خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع عراقجي : يجب علينا بألا ننسى غزة، وأن نواصل تحركاتنا لوقف الإبادة الجماعية وإقامة الدولة الفلسطينية؛ إن مذكرة الاعتقال التي أصدرتها الجنائية الدولية ضد نتنياهو وغالانت تشكل خطوة واعدة على صعيد العدالة.
وأكد وزير الخارجية التركي : لقد ناقشنا أيضاً مع زميلي العزيز (عراقجي) آخر التطورات في سوريا، قائلا : محاولة تفسير أحداث سوريا على أساس التدخلات الخارجية في هذه المرحلة سيكون خطأً، وهذا الخطأ يقع فيه من لا يريد فهم الواقع في سوريا؛ وكانت أستانا قد أوقفت عملية الصراعات المسلحة والصراعات الميدانية المكثفة، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من تفاعل سوريا مع “المعارضة” في المشهد السياسي؛ على حد تعبير الوزير التركي.
وأكمل فيدان : لقد دأبنا على الدوام الحفاظ على سلامة أراضي سوريا ووحدتها وسنواصل القيام بذلك من الآن فصاعدًا؛ لن تسمح تركيا أبدًا للمنظمات الإرهابية التي تحاول استغلال الأجواء غير المستقرة بالمرور بأي شكل من الأشكال. سوف نقوم بتدمير كل تهديد على أمننا القومي.