في حين أشارت مصادر روسية وسورية إلى أن الهجوم الإرهابي على حلب تم بمشاركة من الولايات المتحدة وأوكرانيا وحلف شمال الأطلسي «ناتو».
ووفق «سبوتنيك»، فإن مسلحي تنظيم «النصرة» نقلوا عدة أسطوانات تحمل غازات سامة من أحد المقار لما يسمى «الحزب الإسلامي التركستاني» الإرهابي في ريف جسر الشغور، عبر سيارات إسعاف لـ«الخوذ البيضاء» توجهت نحو ريف إدلب الجنوبي ومواقع أخرى في ريف حلب الغربي. وفي سياق متصل، أفاد مصدر سوري «مطلع»، حسب الوكالة بأن الهجوم الإرهابي على حلب، تم بمشاركة أوكرانيا وأميركا وباستخدام مسيرات وتقنيات متطورة، وأضاف المصدر إنه بموجب تفاهمات العام الماضي بين المخابرات الأوكرانية والفرنسية برعاية أميركية، مع مجموعات من «الحزب الإسلامي التركستاني» في سورية، تم تدريب ضباط منشقين من تنظيم «جيش العزة» الذي انهار عام 2018، لدى المخابرات المركزية الأميركية.
في السياق، أعرب الكاتب المتخصص في الشؤون العسكرية لدى وكالة «تاس»، ألكسندر هوفمان، عن اعتقاده بأن حلف شمال الأطلسي «ناتو» والاستخبارات العسكرية الأوكرانية، وفقاً للبيانات المتاحة، شاركوا بالتخطيط لهجوم التنظيمات الإرهابية في شمال سورية. وقال هوفمان: «وفقاً للعديد من الأدلة الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو، تم تنسيق أعمال المجموعات باستخدام أنظمة القيادة والتحكم الآلية، ما يجعل من الممكن الحصول على صورة للوضع في ساحة المعركة باستخدام بيانات طائرات الاستطلاع المسيرة وتقارير القادة الميدانيين على الأرض».
وأضاف «كما تم تسجيل استخدام واسع النطاق للطائرات الانتحارية المسيرة من جانب المسلحين، بما في ذلك مسيرات ذات محرك نفاث، إضافة إلى ذلك، فإن الإرهابيين مجهزون بنماذج غربية من الأجهزة التي يمكن ارتداؤها، مثل أجهزة ومعدات الرؤية الليلية، حيث إن توريد المعدات والتحكم بهذه الأنظمة والتدريب على مثل هذه التكتيكات يتوافق مع عقيدة «ناتو» وتخطيطه وأساليب شن الحروب غير التقليدية».
ورأى هوفمان أن المخابرات العسكرية الأوكرانية لعبت دوراً مهماً في الإعداد للعملية الإرهابية شمال سورية، مشيراً بهذا الصدد إلى تحذير وزارة الخارجية الروسية مطلع تشرين الأول الماضي من أن المخابرات العسكرية تتفاوض مع ما تسمى «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لتنظيم «النصرة» الإرهابي حول التخطيط وتنفيذ هجمات مشتركة على أهداف روسية في سورية، علاوة على ذلك، أرسلت كييف مدربين إلى هناك لتدريب مشغلي الطائرات المسيرة الهجومية والمتخصصين في معالجة البيانات من طائرات الاستطلاع المسيرة والمستشارين العسكريين ذوي الخبرة في التخطيط لمثل هذه العمليات».
وتعليقاً على إدارة العملية المسلحة، أشار هوفمان إلى أن متزعم «النصرة» الإرهابي أبو محمد الجولاني، «على علاقة مباشرة بالولايات المتحدة»، وقال «خلال الغزو الأميركي للعراق، انضم إلى الخلية المحلية لتنظيم القاعدة الإرهابي، وقبضت عليه القوات الأميركية وقضى عامين في سجن بوكا العراقي، وهناك أيضاً كان جميع قادة تنظيم «داعش» الإرهابي وانضم إليه «البغدادي»، وعملت وكالة المخابرات المركزية الأميركية معهم طوال هذا الوقت، ثم تم إطلاق سراحهم بسهولة، وبعد ذلك، ترأس الواحدي «النصرة»، الذي يعمل الآن لمصلحة واشنطن في سورية أداة للحرب بالوكالة ضد دمشق.