موناسادات خواسته
الثقافة ودورها الهام لا يخفى على أحد، في هذا الإطار توجد نشاطات ثقافية تحتل مكانة مميزة، وفي نفس السياق هناك دور هام للمستشاريات الثقافية، بما أنها تنقل ثقافة البلد، وتعتبر جسراً للتواصل الثقافي بين إيران والبلدان الأخرى.
المستشارية الثقافية الإيرانية في بغداد لديها نشاطات كثيرة، والتي ذُكرت في الحوارات التي أجريناه مع المستشار الثقافي الإيراني في بغداد حجة الإسلام أباذري، وأما المركز الثقافي الإيراني في بغداد الذي هو قسم من المستشارية، أيضاً لديه نشاطات كثيرة، فتحدث مدير المركز السيد “مجيد توكلي” عن هذه النشاطات لـ “الوفاق” وفيما يلي نص الحديث:
نشاطات المركز الثقافي الإيراني في بغداد
بداية تحدث السيد مجيد توكلي عن نشاطات المركز الثقافي الإيراني في بغداد، حيث قال: هناك نشاطات كثيرة لدينا، منها عقد ندوات ثقافية وعلمية، بموضوعات متنوعة في أوقات مختلفة، فمثلاً عملنا برنامجاً للشهيد السنوار، والشهيد نصرالله من الجانب الثقافي والعلمي، وكان ذلك بحضور شخصيات علمية وثقافية مختلفة.
يعتبر المركز الثقافي الإيراني في بغداد قسم من المستشارية الثقافية الإيرانية، والذي لديه نشاطات كثيرة من خلال عقد ندوات في المجالات الثقافية والفنية المختلفة، وكذلك نقوم بإقامة دورات تدريبية لتعليم اللغة الفارسية وإقامة ورشات عمل فنية في مختلف المناسبات.
كما أننا في كل أسبوع نقوم بإقامة برامج ثقافية مختلفة في مجال الفن والأدب بالتعاون مع المؤسسات الثقافية العراقية، خاصة في منطقة القشلة التي تُعتبر مركزاً ثقافياً لإجتماع محبي الفن والثقافة.
ينظّم الأصدقاء في جبهة المقاومة برامج ثقافية كثيرة، ولكننا إضافة إلى ذلك نساعد وندعم، البرامج والمؤسسات التي كانت تعمل حتى الآن بشكل أقل في مجال المقاومة، وندعوهم للحديث عن شعب فلسطين المظلوم والمقاومة.
وبالإضافة إلى دعم فصائل المقاومة، فإننا ندعم أيضاً المؤسسات التي تعمل في هذا المجال، وهذا العمل له أثر كبير ونرى أثره.
منذ بداية حرب 7 أكتوبر حاولنا أن تكون لدينا برامج مختلفة بنشاط أكثر، خاصة في منطقة القشلة، بما أن منطقة القشلة وشارع المتنبي يعتبر قلب بغداد الثقافي، ويجتمع الناس كل يوم جمعة فيه، وفي المؤسسات الثقافية التي في هذه المنطقة يقدّم الجمهور الفن والأدب، فحاولنا أن تكون هذه البرامج لدعم المقاومة بشكل مستمر في القشلة التي هي قلب بغداد النابض في يوم الجمعة.
صوت الكلمة لنصرة غزة
تابع توكلي: يوم الجمعة الماضية أُقيمت في بغداد أمسية شعرية صدحت فيها حناجر الشعراء تخليداً ببطولات شهداء المقاومة والروح البطولية التي تصدى فيها الشهيد البطل السنوار، تحت عنوان “صوت الكلمة لنصرة غزة الصمود وشعبها المظلوم” وكان ذلك برعاية المركز الثقافي الإيراني في بغداد بالتعاون مع مؤسسة “المرسى الثقافية”، وقد حضر الإجتماع نخبة من الشعراء العراقيين البارزين، منهم الشاعر الدكتور “شاكر وادي الشرقاوي” وغيره من النخب الشعرية، حيث ألقى أكثر من عشرة شعراء قصائد عن غزة والمقاومة والقمع الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني المظلوم.
قام الشعراء، بإلقاء القصائد بكلمات مليئة بالمشاعر، وتكريم ذكرى شهداء المقاومة في فلسطين ولبنان من خلال كتابة قصائدهم وتحدثوا عن صمود ومكانة أهل غزة، وقد أوصل كل من الشعراء رسالة المقاومة والإنتصار على الظلم إلى آذان العالم بأشعارهم.
حيث قال أحد الشعراء: “نحن لا نركع أبداً.. حتى لو يبقى شخص واحد.. نحن في المعركة.. ساعد يشد ساعداً.. لن نركع .. إسئل السواتر التي تناشد.. الموت أولى من ركوب العار.. أبو إبراهيم جسّده على خط النار.. نال الشهادة بمفخرة السنوار.. ومن استشهد بيده سلاحه..”..
وأضاف مدير المركز الثقافي الإيراني: إلى جانب القصائد، كان من النقاط البارزة في هذا الحفل انتصار حزب الله في لبنان وعودة أهل هذا البلد إلى بلدانهم بعد أشهر من الحرب والأزمات، عاد شعب لبنان الآن إلى حياته اليومية بوجه مليئ بالأمل والسعادة.
وكان إعادة فتح المدارس في لبنان وعودة الأطفال إلى الفصول الدراسية من أهم إنجازات هذا النصر الذي حظي بإشادة كبيرة في الحفل الشعري في بغداد.
وفرح أهل بغداد، الذين وقفوا دائماً إلى جانب شعوب المنطقة المظلومة، بهذا النصر الكبير واعتبروه علامة على مستقبل مشرق لشعب غزة.
وتابع توكلي: اعتبر أحد المتحدثين إنتصار لبنان على الأعداء نقطة تحوّل في تاريخ المقاومة، وقال: “انتصار لبنان هو عودة البسمة والحياة إلى البيوت. اليوم لبنان يقف إلى جانبنا ويعلّمنا أن المقاومة لم تنكسر فحسب، بل ستنتصر في النهاية. وهذا النصر هو مقدمة لتحرير غزة”.
وفي هذه المراسم أيضاً فنان عراقي كان حاضراً مع الشعراء وقام برسم صورة أطفال غزة، حيث عكست هذه الصورة، التي دمجت الألوان الفاتحة والداكنة، الظلم والأمل الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، و كل ضربة على اللوحة من قلم هذا الفنان كانت بمثابة صرخة وصلت إلى العالم من قلب أمة مظلومة.
وقد خلق الحفل عموماً جواً مليئاً بالأمل والمقاومة والتضامن. وفي الختام أعلن الحضور تضامنهم مع الشعب الفلسطيني بهتاف “فلسطين حرة” و”غزة لن تهزم”.
وجرى هذا البرنامج في منطقة القشلة بحضور شعراء مؤسسة “المرسى الثقافية”، وسبق أن كان لنا برنامج آخر مع شعراء جبهة المقاومة برعاية المستشارية الثقافية الإيرانية، ولكن هذا البرنامج كان خاصاً مع شعراء مؤسسة “المرسى”، الذين لديهم منصة لقراءة الشعر وكل يوم جمعة يأتي أعضاء المؤسسة وأشخاص آخرون ويقرأون الشعر بجوار برج الساعة في القشلة، وهذه المرة كان ذلك بدعمنا، والذي كان من أجل دعم الشعب الفلسطيني المظلوم.
ويعتقد توكلي أن هذه البرامج فهي فعالة جداً في الحديث عن المقاومة وغزة، لأن أهل بغداد هم أهل الشعر والأدب والثقافة، والمركز الثقافي الإيراني في بغداد يحاول جاهداً دعم مثل هذه الأنشطة والبرامج الثقافية حتى تكون بصبغة أخرى وتُقام بصورة أفضل.
لوحات فنية تحت عنوان “قطعاً سننتصر”
فيما يتعلق بالنشاطات الثقافية الأخرى للمركز الثقافي الإيراني قال توكلي: قبل أسبوعين أيضاً في يوم الجمعة أقام المركز فعالية الرسم وورشة تحت عنوان “قطعاً سننتصر”، وحضره عشرة من الرسامين العراقيين البارزين، وقام الفنانون برسم لوحات فنية بصورة مباشرة أمام أعين الجمهور في ذلك البرنامج، والذي تم تنفيذه باستخدام تقنية الزيت على القماش.
لم تكن هذه الفعالية التي أقيمت بهدف تكريم شهداء المقاومة ونصرة شعب غزة المظلوم عرضاً فنياً فحسب، بل كانت أيضاً حركة رمزية لدعم القضية الفلسطينية وإدانة جرائم الكيان الصهيوني.
وفي هذا الحدث الثقافي، أبدع الرسامون أعمالاً فنية مبهرة، حيث صوّروا صور شخصيات المقاومة البارزة مثل الشهيد أحمد السنوار، والشهيد إسماعيل هنية، والشهيد صفي الدين، والشهيد السيد حسن نصر الله، ولم تكن هذه الصور شخصيات معروفة فحسب، بل أظهرت أيضاً إرادة ومثابرة الرجال الذين يدافعون عن الحرية، ولم يكن هذا الحدث احتفالاً فنياً فحسب، بل كان أيضاً فرصة لأهالي بغداد للتعبير عن تعاطفهم وتضامنهم مع الشعب الفلسطيني.
خلال الورشة، نظر مواطنو بغداد بعناية إلى اللوحات وفي كل لوحة، لم يروا الخطوط والألوان فحسب، بل رأوا أيضاً قلباً مليئاً بالألم والأمل.
ووقف العديد من الزوار، من الأطفال والكبار، إلى جانب الرسامين وتحدثوا معهم عن الوضع الإنساني لشعب غزة وأهمية المقاومة ضد الظلم والعدوان.
لوحة فنية كبيرة بمشاركة الجمهور
وتابع توكلي: سيكون يوم الجمعة القادمة أيضاً نشاط فني آخر في مجال الرسم مع فناني مؤسسة “أصدقاء” للثقافة، حيث يقوم الفنانون برسم لوحات فنية بموضوع المقاومة، ومن المقرر رسم لوحة فنية كبيرة أبعادها 6 في 2 متر، وسيشارك الجمهور أيضاً في رسم هذه اللوحة الكبيرة.
وموضوع اللوحة عن غزة وفلسطين وشهداء المقاومة، وهي مرسومة بتقنية الزيت على القماش وهي من أجل دعم المقاومة وتفعيل قدرة الفنانين العراقيين في هذه المنطقة، وهذا جزء من نشاطات المركز الثقافي التي نقوم بها خارج المركز.