في الاجتماع الـ28 لوزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة في مدينة مشهد المقدسة

عراقجي يؤكد على توسيع التعاون الاقتصادي بين أعضاء “إيكو”

أكد وزير الخارجية الإيراني على مواصلة تعزيز منظمة التعاون الاقتصادي "إيكو" وتوسيع التعاون الاقتصادي، واعتبر اجتماع هذه المنظمة فرصة مهمة لتبادل الآراء في هذا الصدد.

2024-12-03

وقال عباس عراقجي، أمس الثلاثاء، في الاجتماع الثامن والعشرين لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي “إيكو” الذي انطلق في مدينة مشهد المقدسة بحضور 20 وفداً أجنبياً: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتولى الرئاسة الدورية لمنظمة التعاون الاقتصادي منذ العام الماضي، وقد ركزت إيران جهودها بشكل جدي على تعزيز الأهداف المهمة لهذه المنظمة الإقليمية الكبيرة في سبيل تنمية الانسجام والنمو لشعوب المنطقة ومنظمة التعاون الاقتصادي.

 

وأضاف وزير الخارجية قائلاً: يعد هذا الاجتماع فرصة لمناقشة آخر تطورات المنظمة مع نظرائنا من الدول الأعضاء والأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي.

 

وأوضح: أن محافظة خراسان الرضوية (شمال شرق إيران) تتمتع بالعديد من القدرات الاقتصادية والتجارية والسياحية والزراعية والوطنية والإقليمية؛ بالإضافة إلى المعالم الطبيعية، ونأمل أن يشهد وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي بعضاً من هذه القدرات خلال إقامتهم في مشهد.

 

وقال عراقجي: إن مجاورة محافظة خراسان الرضوية مع تركمانستان وأفغانستان ودورها الرئيسي في ربط الدول غير الساحلية في آسيا الوسطى بالمياه الحرة في جنوب إيران قد زاد من أهمية هذه المحافظة. وأضاف: هذا الاجتماع فرصة لمناقشة التطورات الإقليمية والعالمية.

 

وتابع: منذ أكثر من عام، نشهد في المنطقة والعالم الجرائم الوحشية الجامحة التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد شعب غزة ولبنان، وشهدنا تحركات الجماعات التكفيرية بدعم من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في الأيام الأخيرة وبعد وقف إطلاق النار في لبنان، الأمر الذي يتطلب يقظة دول المنطقة ورداً عالمياً فعالاً وفورياً.

 

بيان مشهد يحمل في طيّاته نهجاً تطلّعياً إستشرافياً

 

من جانبه، رأى الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي بأن بيان قمة مشهد يحمل نهجاً تطلعياً إستشرافياً ويؤكد على توسيع التكامل الإقليمي.

 

وفي اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي في مشهد المقدسة، أشاد أسد مجيدخان بجهود الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وشكرها على استضافتها الممتازة والترتيبات الجيدة للغاية التي اتخذتها في عقد هذا الاجتماع.

 

وبالإشارة إلى أن جميع الأعضاء لديهم روابط دينية وجغرافية وثقافية واقتصادية مشتركة، أوضح أنه قبل 17 عاماً، تمت الموافقة على الوثيقة، التي انضم إليها نصف الأعضاء حتى الآن، معرباً عن أمله في خلق المزيد من التماسك من خلال تطوير الأنشطة الاقتصادية؛ مضيفاً: إنه يجب على الجميع أيضاً تحديث إتفاقية التجارة لمنظمة التعاون الاقتصادي وإجراء مراجعة دقيقة وجيدة فيما يتعلق بالتجارة الخارجية.

 

وتابع: إنه في هذا الصدد، تكمن الحاجة في التشاور بين الخبراء، لتحديد القيود من خلال اختيار الاجتماعات، وبالتالي إقامة المعارض والاجتماعات التجارية في المنطقة وإجراء حوارات منتظمة بين وزراء الاقتصاد الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي وإنشاء آلية متماسكة للتغلب على المشاكل.

 

كما ذكر مجيدخان أنه يجب تطوير الاتصالات وطرق الاتصال في منطقة منظمة التعاون الاقتصادي، وأن يتم متابعة عملية النقل في هذه المنطقة رقمياً، مشيراً إلى أن التعامل مع التهديدات المناخية وذوبان الجليد وإزالة الغابات والكوارث الطبيعية يتطلب تعاوناً إقليمياً أوثق.

 

واعتبر مجيدخان السياحة إحدى الأدوات المهمة لربط شعوب المنطقة، لافتاً إلى أن موضوع “عاصمة السياحة” لمنطقة منظمة التعاون الاقتصادي يوضح الجهود المبذولة في هذا المجال، ويتم التركيز على الدور التاريخي والثقافي والجغرافي للمدن والعواصم. واضاف: تعزيز التعاون هو أحد أهدافنا الرئيسية، كما تمت الموافقة على وثيقة الرؤية الجديدة لما بعد عام 2025.

 

تعزيز العلاقات التجارية بين الدول الأعضاء

 

من جهته، صرح وزير الخارجية الباكستاني، السيناتور محمد إسحاق دار، بأن تعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء سيؤدي إلى النمو الاقتصادي في المنطقة، وفي النهاية ومع إلغاء التعريفات الجمركية بين الدول الأعضاء، من المتوقع أن تزدهر التجارة الحرة بين الدول حتى يتم تحقيق تجربة الرخاء والازدهار الاقتصادي والسلام والاستقرار.

 

وأعرب إسحاق دار عن أمله وثقته في القدرات التي تتمتع بها في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي، لافتاً إلى تمتع هذه المنظمة بمنصة مؤاتية لتحقيق الأهداف التي أدت إلى تشكيل وتأسيس منظمة التعاون الاقتصادي، والتي ينبغي الاهتمام بها.

 

وبالإشارة إلى أن نمو التجارة في المنطقة أمر ضروري، أوضح: أنه تم تشكيل منظمة التعاون الاقتصادي بأهداف طموحة، وعلى الرغم من أن هناك علاقات جيدة بين أعضائها من أجل الرخاء الاقتصادي، إلا أن هناك حاجة جدية للتعاون الجماعي الفعال بين الدول الأعضاء.

 

كما أشار إلى الثروات الطبيعية الكثيرة التي تنعم بها المنطقة الكثيرة، مؤكداً على أهمية الاستفادة منها لتحقيق فوائد ملموسة للدول الأعضاء، لأن الجميع في أمس الحاجة إلى مستقبل قوي وقدرة إقليمية على الصمود.

 

وبيّن إسحاق دار بأن منطقة منظمة “إيكو” والتي تبلغ مساحتها ثمانية ملايين كيلومتر مربع، تمثل أقل من 2٪ من التجارة العالمية، في حين أن ما لا يقل عن 7% من التجارة بين الدول الأعضاء و20% من التجارة في المنطقة الآسيوية، ويعد التواصل الإقليمي أمراً حيوياً للدول الأعضاء لتحقيق الأهداف الأساسية لمنظمة التعاون الاقتصادي.

 

وأضاف بأنه يجب توفير الظروف التي تؤدي إلى التنمية والرفاهية الجماعية للبلدان، لذا فإن أحد الأهداف الرئيسية هو اتخاذ خطوات لتعزيز المنافع الاقتصادية وتسهيلها.

 

وفي جزء آخر من كلمته، أدان وزير خارجية باكستان جرائم الكيان الصهيوني في غزة ولبنان، ووصف تعريض أمن منطقة الشرق الأوسط للخطر بأنه عمل غير لائق، قائلاً: إن شعوب منطقة الشرق الأوسط تستحق حياة حرة دون خوف من الحروب.

 

تحويل الدول الأعضاء إلى وجهات سياحية عالمية

 

إلى ذلك، قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية جمهورية كازاخستان: السياحة من القضايا المهمة في منظمة التعاون الاقتصادي، ويجب على الدول الأعضاء الاهتمام بهذا الأمر لتبادل المعلومات وثقافة الدول حتى نكون وجهات سياحية في العالم بالتعاون مع الدول المجاورة.

 

وقال مراد نورتيليو: إن تطوير صناعة السياحة يمكن أن يساهم في تعزيز التراث الثقافي والنمو الاقتصادي للبلدان. وأضاف: هناك العديد من المدن في إيران، بما في ذلك مشهد، والتي يمكن أن تكون وجهات جيدة للسياح من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي.

 

وتابع: إن كازاخستان ستحاول إقامة المزيد من الروابط بين شرق وغرب وشمال وجنوب منطقة منظمة التعاون الاقتصادي في عام 2025 ومن خلال تولي رئاسة منظمة التعاون الاقتصادي.

 

وقال نورتيليو: إن تطوير خطوط النقل بين أذربيجان وتركيا وإيران والربط بين مختلف محافظات إيران وكازاخستان يمثل أولوية وسنبدأ في اتخاذ الإجراءات التنفيذية لتوسيع البنية التحتية بين إيران وتركمانستان وكازاخستان لتقديم خدمات أفضل لصالح جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي.

 

تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء

 

وقال وزير خارجية جمهورية أذربيجان: ينبغي تعزيز وتوسيع التعاون المشترك بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات.

 

واعتبر جيحون بيراموف انعقاد هذا الاجتماع فرصة جيدة للتعامل بنجاح مع التحديات التي تواجه الدول الأعضاء، وقال: يجب أن نحاول متابعة الأهداف المنشودة مع التخطيط والتنسيق، والتعاون المشترك بين الدول الأعضاء مهم جداً في تحقيق هذا الهدف.

 

وأضاف: إن أمانة منظمة التعاون الاقتصادي تلعب دوراً هاماً في تعزيز التفاعلات بين أعضاء هذه المنظمة. وتابع: نأمل أن نتمكن من زيادة كفاءة وفعالية هذه المنظمة أكثر مما كانت عليه في الماضي.

 

وقال بيراموف: على الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي أن تتعاون في مختلف المجالات. وأضاف: إن جمهورية أذربيجان لديها منظمتان متخصصتان، بما في ذلك مركز الطاقة النظيفة، الذي نأمل أن يحقق أهداف عام 2025 في هذا المجال.

 

ودعا إلى تعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء في الأمور التعليمية والعلمية، وقال: يجب أن نفكر في التعاون في المجالات الإقليمية والتعدين والعبور وما إلى ذلك لتحقيق الأهداف الرئيسية.

 

وتابع قائلاً: بعض الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي هي دول غير ساحلية، ويجب علينا تعزيز التعاون من خلال تطوير النقل والسياحة، ولدى أذربيجان مشاريع ناجحة في هذا المجال يمكن لمنظمة التعاون الاقتصادي أن تلعب دوراً فيها.

 

وقال: إن أذربيجان حاولت زيادة قدرتها على النقل، التي تربطها علاقات جيدة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذا المجال، وتسعى إلى تعزيز الاستثمار في مجال الترانزيت مع هذه الدولة المجاورة.

 

مشهد أول مدينة غير عاصمة تستضيف قمة المنظمة

 

وصرح محافظ محافظة خراسان الرضوية، غلام حسين مظفري، بأن مدينة مشهد المقدسة هي أول مدينة غير عاصمة بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي تستضيف قمة هذه المنظمة العابرة للحدود، ويمكن أن تكون هذه فرصة عظيمة لهذه المدينة بحيث يتبادل المشاركون في هذه القمة وجهات النظر والحوار حول مختلف القضايا، بما في ذلك التبادلات الإقليمية والتعاون التجاري والاقتصادي.

 

من جانبه، أفاد رئيس المكتب التمثيلي لوزارة الخارجية الإيرانية في شمال شرق البلاد، أحمد معصومي فر، بأن خبراء منظمة التعاون الاقتصادي “إيكو” يعقدون اجتماعهم هذا لمناقشة مسائل متعلقة في قطاعات مختلفة مثل النقل والأنشطة الثقافية والاجتماعية وبالطبع التجارة بين المنظمات، وذلك من أجل تجميع وإعداد الوثيقة النهائية للاجتماع بعنوان “بيان مشهد”.

 

وأضاف بأن قضية التعاون بين منظمة التعاون الاقتصادي والإتفاقيات الإقليمية الأخرى مدرجة على جدول أعمال هذا الاجتماع، نظراً لحضور الأمين العام لمجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية “D8” إسياكا عبدالقادر إمام، والأمين العام لحوار التعاون الآسيوي بورنشاي دانفيفاثانا، في هذه القمة.

 

خراسان الرضوية أفضل نقطة إتصال بين إيران وآسيا الوسطى

 

من جهته، صرح رئيس إدارة شؤون منظمة التعاون الاقتصادي والمنظمات الاقتصادية المتعددة الأطراف بوزارة الخارجية الإيرانية، بهزاد آذرسا، بأن محافظة خراسان الرضوية تعتبر أفضل نقطة اتصال بين إيران ودول آسيا الوسطى الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي؛ موضحاً بأن عقد اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الاقتصادي في مشهد سيكون له تأثير على تسهيل اتصالات النقل لهذه المحافظة مع تلك الدول.

 

وأشار آذرسا إلى أنه وفي هذا اللقاء، تمت مناقشة مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والعبور والنقل والبيئية والثقافية والعديد من المجالات الأخرى، وتم ترتيب النتائج على شكل فقرات وبنود.

 

معرض منتجات الشركات المعرفية

 

وعلى هامش فعاليات هذه القمة، أقيم معرض لمنتجات الشركات المعرفية وعالية التقنية في محافظة خراسان الرضوية. وقال مساعد منسق الشؤون الاقتصادية لمحافظ خراسان الرضوية حسن نوري زادة: عرضت 10 شركات معرفية وعالية التقنية نماذج من منتجاتها على هامش الاجتماع الـ28 لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي، 6 منها قائمة على المعرفة ويتم تسويق منتجاتها تجارياً ولها صادرات جيدة إلى الدول الأعضاء في هذه المنظمة.

 

وأشار نوري زادة إلى أن طبيعة هذه القمة اقتصادية، وبما أن الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي هي أطراف في التجارة والأعمال، فقد حرص الناشطون الاقتصاديون في محافظة خراسان الرضوية على اغتنام الفرصة للتعريف بالقدرات الاقتصادية للمحافظة وطرح مشاكل الناشطين الاقتصاديين في التجارة مع تلك الدول.

 

هذا وانطلقت أمس الثلاثاء أعمال الاجتماع الثامن والعشرين لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي “إيكو” في مدينة مشهد مركز محافظة خراسان الرضوية.

 

وعقد الاجتماع برعاية وزير خارجية بلادنا عباس عراقجي، وشارك فيه الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي “إيكو” ووزراء خارجية تركيا وتركمانستان وكازاخستان وباكستان وأوزبكستان وقرغيزستان وجمهورية أذربيجان وطاجيكستان و20 وفداً أجنبياً.

 

وعقد أمس الأول اجتماع منظمة التعاون الاقتصادي على مستوى السفراء ومساعدي وزراء الخارجية والخبراء لدول الأعضاء في هذه المنظمة، وتم خلاله إعداد مسودة للتعاون بين هذه الدول في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.

 

ويعد مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الاقتصادي أعلى هيئة لاتخاذ القرار في هذه المنظمة، ويعقد اجتماعه سنوياً في إحدى الدول الأعضاء. وفي العام الحالي (2024) تتولى إيران الرئاسة الدورية لهذه المنظمة. وسيتم نقل الرئاسة الدورية لمنظمة التعاون الاقتصادي من إيران إلى كازاخستان اعتباراً من بداية عام 2025، وسيعقد الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية في هذا البلد في عام 2025.

 

يشار إلى أن منظمة التعاون الاقتصادي “إيكو” هي منظمة حكومية إقليمية تأسست في عام 1964 من قبل إيران وباكستان وتركيا بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي بين الدول الأعضاء. ومنذ عام 1992، تم قبول عضوية سبع دول جديدة، بما في ذلك أفغانستان وجمهورية أذربيجان وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان ليصبح عدد أعضائها 10 دول.

 

المصدر: الوفاق