خبير استراتيجي سوري للوفاق:

الوضع العام غدا مهيأ للقضاء على التنظيمات الإرهابية في سوريا

على وقع التطورات المتسارعة والمفصلية في سوريا، قال الخبير الاستراتيجي الدكتور حسن أحمد حسن، لصحيفة الوفاق: لا شك أن التصعيد الكبير وغير المسبوق الذي أوكلت مهمة تنفيذه للتنظيمات الإرهابية المسلحة بزعامة هيئة تحرير الشام (تنظيم جبهة النصرة) خطير ومؤلم.

2024-12-04

وقال الخبير الاستراتيجي الدكتور حسن أحمد حسن، لصحيفة الوفاق حول آخر مستجدات الوضع الميداني في سوريا، وكيف هي تحضيرات الجيش والحلفاء: لا شك أن التصعيد الكبير وغير المسبوق الذي أوكلت مهمة تنفيذه للتنظيمات الإرهابية المسلحة بزعامة هيئة تحرير الشام (تنظيم جبهة النصرة) خطير ومؤلم، لكن إمكانية التعامل معه ومع تداعياته قد يبرهن على صحة مقولة: “رب ضارة نافعة”، والوضع العام غدا مهيأ أكثر من أي وقت مضى لتحويل التحدي إلى فرصة حقيقية للقضاء على ما تبقى من مجاميع الإرهاب التكفيري المسلح على امتداد الجغرافيا السورية، وهذا يصب في مصلحة جميع دول المنطقة وشعوبها، كما أن ترك الخطر على حاله والتعامل معه كواقع قائم يحمل المزيد من الأخطار الجدية والتهديدات للجميع، وعندما تتنصل تركيا من أية مسؤولية، ويتضمن الخطاب الرسمي الأمريكي نفياً لأي دور في هذا التصعيد الذي قادته التنظيمات الإرهابية وفق التوصيف الأمريكي فهذا يعني أن إمكانية إزالة هذا الخطر بكل تفاصيله مرتفعة، وما يساعد على ذلك تبدل المزاج الإقليمي بشكل عام.

 

*اتصالات هاتفية بين الرئيس السوري والدول الصديقة

 

ويضيف حسن أحمد حسن في حديثه مع الوفاق، إلى أن الاتصالات الهاتفية بين السيد الرئيس بشار الأسد وكل من رئيس وزراء العراق، ورئيس الإمارات العربية، والبيانات التي صدرت على ألسنة وزراء خارجية ومسؤولين رفيعي المستوى في المنطقة تؤكد هذا الأمر.

 

وأشار: الجانب الأكثر دلالة مرتبط بالخطاب الروسي والإيراني، وكلاهما أكد دعمه للدولة السورية، وحقها في فرض الأمن والنظام على كامل الجغرافيا السورية، وضرورة التعامل مع هذا الخطر الكبير بما يجب، ولعل زيارة السيد وزير الخارجية الإيرانية ولقائه مع السيد الرئيس الأسد، وما صدر من تصريحات رسمية تؤكد إن البوصلة تتجه نحو إزالة هذا الخطر واجتثاثه، ومن الطبيعي أن تتكامل جهود جميع أصدقاء سورية وحلفائها في محاربة الإرهاب لتحقيق ذلك.

 

*من هم داعموا الإرهابيين في هذا العدوان؟

 

وأردف اللواء السابق في الجيش السوري حول من يدعم الارهابيين في هذا العدوان وما سبب هذه الهجمة الارهابية في هذا التوقيت: لا يحتاج الأمر إلى مزيد من الجهد والتحليل العميق لمعرفة من يدعم الإرهابيين في هذا الهجوم الإرهابي الخطير، فهوية الداعمين واضحة، وفي مقدمتهم من كان وراء إيجاد التنظيمات الإرهابية المسلحة بمختلف مسمياتها، أي الجانب الأمريكي ومن يدور في فلكه من التحالف الذي تقوده واشنطن على الجغرافيا السورية، وكذلك الطرف الذي يفرض سيطرته في مناطق انتشار أولئك القتلة، والطرف الثالث هو الكيان الصهيوني الذي تعمل هذه التنظيمات كتشكيل من جيشه على الجغرافيا السورية، والجميع يذكر معالجة المئات من جرحى تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في المشافي الصهيونية سابقاً، وزيارة نتنياهو لهم في المشافي للاطمئنان عليهم، وأفراد هذا التنظيم الإرهابي هم نفسهم من تزعموا الهجوم على حلب وبقية المناطق التي وصلت إليها شرورهم وإرهابهم.

 

*سبب التصعيد الإرهابي

 

أما ما يتعلق بسبب هذا التصعيد الإرهابي في هذا التوقيت بالذات، فهناك أسباب متعددة منها الفرعي والسطحي، ومنها الجوهري والرئيسي، وباختصار شديد يمكن القول: ما تضمنه حديث نتنياهو الذي قدمه لجمهور مستوطنيه عن الأسباب التي دفعته  للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله في لبنان، والتهديد الذي أطلقه بكل صفاقة عندما قال: إن “الرئيس السوري يلعب بالنار” كان كلمة السر التي تلقتها جميع التنظيمات الإرهابية، فكان هذا التصعيد الخطير، ومن المهم هنا التذكير بالأوراق المتتالية التي احترقت وسقطت في المشروع الصهيو أمريكي ضد دول المنطقة وشعوبها، فبعد احتراق ورقة العمل للقضاء على المقاومة في غزة وتهجير الفلسطينيين منها تم التلويح بورقة سحق حزب الله وفرض نظام سياسي موالٍ في لبنان، لكنها احترقت أيضاً، ولم يعد أمام الدولة العميقة إلا أحد خيارين: إما تفجير بؤرة جديدة وأكثر خطورة، أو الاعتراف بنهاية الدور الوظيفي للكيان الصهيوني، ونظراً لانتفاء بديل  قادر على القيام بذاك الدور الوظيفي المتآكل والمتهالك كان القرار بتفجير الأوضاع في سورية من جديد، وإشغال المنطقة والعالم بذلك، لعلهم يستطيعون في فترة الموجة الجديدة للتصعيد إعادة تأهيل الكيان السرطاني قادة وجيشاً ومستوطنين لإعادة إسناد المهمة الحصرية له مجدداً، وهذا ما حدث، لكن غاب عن أذهانهم أن حسابات حقول الشر لا تتوافق مع حسابات بيادر أصحاب الإرادة، وبيننا وبينهم الأيام والليالي والميدان الذي لن يتطلب فترة زمنية طويلة كما يتوهم أصحاب الغطرسة والاستكبار.

 

المصدر: الوفاق/ خاص