نشرت صحيفة “تاغيس شاو” الألمانية مقالاً جاء فيه: في الوقت الذي تستمر فيه الحرب الروسية الأوكرانية دون أفق واضح لنهايتها، بدأت في ألمانيا مناقشات حول السيناريوهات المحتملة لمرحلة ما بعد الحرب، وبشكل خاص حول مسألة ما إذا كان ينبغي على الجنود الألمان المشاركة في عملية محتملة لحفظ السلام في أوكرانيا.
وقد ترك “بوريس بيستوريوس”، وزير الدفاع الاتحادي الألماني، الباب مفتوحاً أمام مثل هذه المشاركة من جانب بلاده، حيث صرح في حديث مع الإذاعة الألمانية قائلاً: “نحن نستعد ونرسم سيناريوهات مختلفة، لكننا نقوم بذلك بشكل سري. الوقت الحالي ليس مناسباً للنقاش العام حول هذه السيناريوهات”.
وأضاف المسؤول الألماني أن الإجابة عن سؤال المشاركة العسكرية في عملية حفظ السلام في أوكرانيا تعتمد في النهاية على الظروف المحيطة، مشيراً إلى وجود الكثير من التساؤلات حول هذا الموضوع في الوقت الراهن.
من جانبه، اعتبر أولاف شولتز، المستشار الألماني، خلال حضوره في البوندستاغ (البرلمان الألماني) ، أن النقاش حول مشاركة ألمانيا في قوة محتملة لحفظ السلام في أوكرانيا غير مناسب.
وعلق بيستوريوس أيضاً على زيادة الوجود البحري الروسي في بحر البلطيق قائلاً: “هذا يُظهر الأهمية الاستراتيجية لبحر البلطيق للعديد من الأطراف، بما فيها روسيا والصين، وقضية الالتفاف على العقوبات”. وادعى أن روسيا تُظهر مراراً سلوكاً استفزازياً مألوفاً منذ عهد الحرب الباردة.
وصرح “فريدريش ميرتس”، زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي ومرشح الحزب لمنصب المستشار، بأنه لا يؤيد فكرة “أنالينا بيربوك”، وزيرة الخارجية الألمانية، بشأن تحقيق السلام المحتمل في أوكرانيا من خلال نشر قوات ألمانية، مؤكداً أنه يعتبر هذا التفكير غير مسؤول في هذه المرحلة الزمنية.
وأضاف أن الجميع يحاولون حالياً إيجاد سبل لإنهاء هذه الحرب وكيفية تحقيق ذلك.
وكانت أنالينا بيربوك قد صرحت مؤخراً على هامش اجتماع الناتو بأن بلادها ستدعم بكل قوة أي شيء يعزز السلام. وأكدت أنه إلى جانب الضمانات الأمنية مثل العضوية في الناتو، هناك سيناريو للوجود الدولي لضمان وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
ولم تستبعد بيربوك إمكانية إرسال قوات حفظ سلام من برلين إلى أوكرانيا في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية مؤخراً في تقرير لها أن بريطانيا وفرنسا تجريان محادثات سرية حول إرسال قوات إلى أوكرانيا. وجاء في هذه المحادثات أنه في حال تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، ستضمن هذه القوات أمن كييف.