في ذكرى استشهاده

 الامام علي الهادي (ع).. سليل بيت النبوة

الامام الهادي (ع) على کل حال ملازم للعبادة، حليف للقرآن الكريم، معرض عن الدنيا، يعرف ذلك منه جميع الناس.

2023-01-25

يصادف اليوم الأربعاء، الثالث من رجب ذکرى استشهاد سليل بيت النبوة الامام علي بن محمد الهادي النقي (ع) حيث کانت شهادته سنة (254 هـ) وکان عمره الشريف يوم استشهاده احدى واربعين سنة.

الامام الهادي (ع) احد ائمة اهل البيت (عليهم السلام) الذين ورثوا أبا عن جد عن رسول الله (ص) الايمان والعلم والخلق والتقوى، ولوضوح شخصية الإمام الهادي (ع) وجلاء عظمتها، فإن ذلك لم يستطع اخفاءه حتى اعداء الامام من اعوان السلطان، فقد هجموا على الإمام ليلاً، کما يحدثنا عن ذلك کتب التاريخ: “فهاجموا داره فلم يجدوا فيه شيئا في بيت مغلق عليه وعليه مدرعة من صوف وهو جالس على الرمل والحصى وهو متوجه الى الله تعالى يتلو آيات من القران الكريم” (سبط ابن الجوزي – تذکرة الخواص).

إن الناظر المتأمل في هذه الوثائق التاريخية يستطيع ان يعرف مقام الامام الهادي (ع) وعبادته وورعه وتعلق الناس به واحترام الجميع له، فهو على کل حال ملازم للعبادة، حليف للقرآن الكريم، معرض عن الدنيا، يعرف ذلك منه خاصة الناس وعامتهم ويشهد به احباؤه وخصومه.

قصيدة رثاء

في هذه المناسبة الأليمة نقدم قسم من قصيدة رثاء “للحزن شمس في سمائك تطلع” للشاعر الشيخ محمد عبدالله العبدالله اللبناني.

للحزن شمس في سمائك تطلع

تجلو سحابــا فوق ارضك يدمع

شمس اذا حل الظلام طلوعة

كبد السماء محلهــا والمطلــع

شمس لها شمس تغيب سماؤها

عن جر ذيل الحزن لا تتورع

شمسان واحدة تغيب لتترك

الاخرى على افاقهـا تتشعشـع

بخيوطها الحمراء تنسج لؤلؤا

مما بـــه عين الغمامــة تبدع

عجبا لشمس لا تغيب وان غفت

منا العيون على البصائر تسطع

طلعت وعين القلب موضع نورها

اعمته ابهارا فهـــــا هو ينبع

حفت به اقمار ليل دامس

فغدت وما فيها بريق يلمـــع

ما ردها عن افقها في معجز

احد فليت لها علي يرجــــع

لتحيل ماء القلب في انهاره

حمما صميم القلب حزنا تـلذع

تابى الجنائن ريها بمذابه

اذ سخنته الشمس حكما يشرع

بسماك يابن المصطفى عجب يرى

شمس تغيب بافق شمس ترفع

كسفت بعالمنا المضيئة منهما

فأحالت الايام ليلا يهجــــع

لكنما الاخرى تروف شعاعها

ببساط قلب الحزن اذ يتقطــــع

في عالم المعنى شموس قد خبت

وبعالم الاحزان اخرى ترفــع

لله يابن محمد ما نلته

من كف معتمد سموم تنقـــع

تركت قلوب الاهل بعدك ولها

جزعا لها جزع العقيق ليجزع

برقت باعينهم فها هي تشتكي

بدموعها في الخد لمــا تودع

ديما تراها لا تهب بطلها

روي بحار الحزن اذ تتجمع

يا ذاهبا ذهبت به افراحنا

لا رجعت عسى بعودك تقرع

يا دافعا عنا البلية من ترى

نا جيوش الحزن بعد يدفــع

من ذا يواسي فيك رزء مصابه

والكل فيك معلل متفجــع

يا ذلك الوجه الذي بنقاب نسج

لمــوت عن نظاره يتبرقــع

وجه الوجود لما اصابك قد نآى

ليجيء وجه بالفناء ملفــع

شرعت لنا بلواك دربا لم يكن

لولا رحيلك للعزية يشرع

بسطت لنا الاتراح لا الافراح

والارواح من اجسادها تستنزع

كلماتها اهاتها نظراتها

حسراتها زفراتها تسترجـع

ارزاءها ابناءها اباءها

اشجاءها اعضاؤها تتقطع

سلف الرزايا خلفوا بمخاضها

خلفا على افراحنا يتموضع

وتوارثوا حلق البلاء وانها

مذ ورثوها لم تزل تتوسع

اتضيق لا والله كيف وقد سرت

بوسيع صدرك غصة لا تجرع

غصصا تجرعت الحناجر انما

علقت فما لفظت ولا هي تبلع

صرعت بمصرعك القلوب فياله

حدث يهول صريعه والمصرع

قصرت نواظرها واقذاها الاسى

وتكاد من الم تشل الاربع

لولا مشيئتها بلدم صدورها

جزعا لبلواه تشل الاذرع

وعليك من خوف الجفاء تقدمت

تخطو الخطا نحو الضريح وتسرع

ولديك خاشعة تسمر ظلها

عن رغم ان القلب كاد يوزع

رمقت ضريحك غير ان جفونها

ذبلت فيا محرابها بك تركع

تغضي فان اغضت فذاك سجودها

فسجودها لركوعها يستتبع