أحد أئمة جمعة السنة في محافظة طهران للوفاق:

مساجد السنة ومصلّياتهم ..صلاة الجمعة وأنشطة إجتماعية في العاصمة الإيرانيّة

علماء السنة والشيعة في إيران يحظون بتأمين إجتماعي حيث يتقاعدون ويتسلمون راتب التقاعد بعد 30 سنة من بدء الدراسة في المدراس الدينية بالإضافة إلى المساعدة المالية التي تقدّمها لطلبة العلوم الدينية السنة والشيعة وبخصوص مسالة التجنيد الإجباري تساعدهم..

2023-01-25

الجمهورية الإسلامية بمبادئها الوحدوية وبإرشادات قائديها الحكيمين تنظر إلى كلّ أفراد المجتمع كأعضاء عائلة واحدة من حقّهم أن يعيشوا بكرامة إنسانية ويحظون بحقوقهم الأساسية بدعم وحماية الدولة.

السنة والشيعة في إيران يعيشون تعايشاً سلميّاً أخوياً وبلا شكّ هذا التعايش السلمي يقدّم نموذجاً مثالياً للوحدة الإسلامية حيث يذهبون إلى مساجد البعض ويصلّون معاً ويشاركون في إحتفالات ومراسم تأبينية للطرفين وحتى يتزوجّون من دون أن يشعروا بأي مشكلة لأنّ الله سبحانه وتعالى فرض الوحدة الإسلامية على كلّ مسلم و مسلمة حيث قال: <واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرّقوا>.

هناك مالايقلّ عن ألف منصة إعلامية تلفيزيونية وإفتراضية لإثارة النعرات الطائفية والفتن بين الشيعة والسنة والأغلبية تُدار من مراكز بريطانيةّ حيث تموّل قنوات تكفيرية والتّي تنشر الكراهية ضد السنة بلسان أشخاص يدّعون أنّهم شيعة.

كم من شخصيات مدعومة يعملون في لندن على تفريق صفوف الأمة الإسلامية ونشر الكراهية  ولايواجههم المنع ولاالعرقلة القانونية  فيما جرّم القانون البريطاني كلّ عمل أو كلام يبثّ الكراهية في حق أتباع مذهب ديانة خاصّة وهذا ما نصّت عليه المواد القانونية التي أُدرجت على القانون البريطاني لمواجهة نشر الكراهية لاسيّما المادتّين الّتَين تمّ إدراجهما في القانون عام 1998 وعام2020.

من الدعايات التي يبثّها الإعلام المُعادي أنّ السنة في العاصمة الإيرانية طهران لايستطيعون أن يُصلّوا الجمعة وأّنّهم محرومون من بناء مصلى ومسجد في طهران وهذا أمر خلاف للواقع. في هذا السياق أجرت صحيفة الوفاق حواراً مع العالم الشافعي الشيخ محمد عزيز بابائي والذي يحمل لقب “ماموستا” (بمعني عالم شافعي كردي)ويتولّى إمام جمعة السنة في منطقة “صادقية” التي غربيّ العاصمة طهران. إليكم نص الحوار:

-رجاء تقديم نبذة مختصرة عنكم.

أنا الشيخ محمدعزيز بابائي، ولدتُ في قرية كزج والتي تتموضع في مدينة أردبيل في الشمالي الغربي للبلاد. نصف أهالي قريتنا كانوا شيعة والنصف الآخر كانوا سنّة. منذ 30عاماً جئت إلى طهران لأخدم السنة الذين يعيشون هنا في العاصمة ومنذ مجيئي حتى الآن أتولّى إمامة الجمعة للسنة في منطقة الصادقية التي تقع في غربي العاصمة طهران ونقيم معاً صلاة الجمعة في كل أسبوع وفي هذه السنوات الماضية شاركت الكثير من المراسم الدينية وألقيت مئات الخطابات للسنة  وألقيتُ بثقلي لحلّ مشاكل عائلية وغيرها التي حدثت للناس. أسأل الله تعالى القبول.

-بشكل عام ما هي النشاطات الإجتماعية والثقافية والإقتصادية الّتي يقوم بها السنة في طهران؟

يعيش السنة في وسط العاصمة وعدة البلدات التي تقع في أطرفها ويشتغلون كبقية الناس بمشاغل حكومية وأهلية والبعض يشتغلون في السوق وغيرها. السنة الذين يعيشون حالياً في طهران كانوا من أهالي مدن أخرى وجاءوا قبل سنوات إلى هنا والجيل الجديد لهم وُلِد في العاصمة. يعني هؤلاء ليسوا من أهالي العاصمة  للسنة في طهران مؤتمرات يشارك فيها آلاف منهم ويستمعو ن فيها إلى الخطابات الدينية والأنشودات الجميلة ولهم حفلات الزواج ومراسم التأبين نشارك فيها.

السنةيشاركون في كل الإنتخابات التي تجري في البلاد لإنتخاب أعضاء مجلس البلدية ورئاسة الجمهورية ونوّاب البرلمان. لنا السنة جلسات إستشارية حول التصويت للمرشحين المفضلين.

هناك مكتبان رسميّان للسنة تحت عنوان “كاتب العدل الرسمي” لتسجيل حالات الزواج ونقل الإموال والسيارات من شخص إلى آخر وغيرها من الأمور التي يحتاج عمل تسجيلي إداري.

للسنة في طهر دار نشر كبيرة جداً، تقوم بنشر كتب السنة وتوصلها إلى الناس.

الكثير من النخب العلمية السنة إنضمّوا للجامعات الحكومية والأهلية في طهران نحو جامعة طهران التي تُعتبر أفضل جامعات بإيران وجامعة أزاد التي تُعتبر أكبر جامعة أهلية في البلاد. هؤلاء الأساتذة يدرّسون طلاب البكالوريوس والماجيستر والدكتوراة.

في مجال الفضاء الإفتراضي يملك السنة مواقع إلكترونية تعرض للمخاطب، منشورات مفيدة.

هناك العديد من الأنشطة الإجتماعية يحتاج ذكرها الكثير من والوقت.

كم هو عدد مساجد السنة في العاصمة الإيرانية طهران؟

ماعندي إحصائيات حديثة ولكن كان للسنة حتى قبل سنوات قليلة مايقارب 100 مسجد ومصلّى في العاصمة. يُقام في هذه الأمكنة العبادية صلاة الجمعة بالإضافة إلى إقامة الصلوات الخمس و بعض الأنشطة نحو صلاة التراويح في ليالي رمضان وإلقاء خطابات ويقوم العلماء السنة بإجابة أسئلة الناس الفقهية وتُقام فيها ايضاً دورات حفظ القرآن الكريم و تجويده وتعليم الناس تفسيره  للأطفال والمراهقين والنساء والجميع.

هناك أيضاً مؤسسات خيرية للسنة تقوم بتقديم مساعدات للفقراء.

هل هناک مسجد رسمیّ للسنة في طهران؟

نعم، قلت ، على سبيل المثال هناك مسجد النبي(ص) في طهران يُصلي السنة في الجمعة وجميع الصلوات وهذا مسجد رسميّ في غربيّ طهران.

كيف علاقتكم مع العلماء الشيعة في طهران؟

علاقتنا مع علماء الشيعة جيّدة جداً. نشارك في مراسم بعض من دون أيّ حساسيّة حتّى عدّة مرّات الإخوة الشعية دعوني للخطاب في مساجدهم وهي بحفاوة وإحترام وأيضاً يأتون للإقامة الصلاة في مسجدنا وأحياناً نحن نصلّي وراءهم. أشهد الله أنّنا لم نر أي معاملة سوء من قبل الشيعة بل كلّ ما رأيناها فيهم كانت عبارة عن أُخوّة وإحترام وأيضاً هؤلاء يم يروا فينا إلا كذلك. بفضل إرشادات القائدين العظيمين للثورة الإسلامية أغلبية علماء السنة والشيعة بسبب تعزيز الوحدة الإسلامية.

في بعض مناسبات مثل أسبوع الوحدة الإسلامية التي تُقام في البلاد نجتمع معاً ونتحاور ونستمتع بالأخوة التي تجري بيننا.

نعم، هناك أشخاص قليلين من السنة والشيعة يتخذون مواقف متشدّدة ولكن الأغلبية كما قلت سابقاً لهم مواقف محترمة وودّية بعضهم لبعض.

هل الجمهورية الإسلامية تدعم مدارس وعلماء السنة في إيران؟

طبعاً تعرفون أنّ في إيران لاتُوجَد مدرسة دينية حكومية لاللشيعة ولاللسنة بل كلها مستقلّة تماماً عن الحكومة وتُدار من قبل العلماء وتُمَوَّل من قبل الناس ووالمدارس الدينية هي التّي تحرص على الإحتفاظ على هذا الإستقلال و تقدّم الجمهورية الإسلامية لهذه المدارس الدينية دعماً مالياً من دون تدخّل في شؤونها أو إضفاء الطابع الحكومي لها. علماء السنة والشيعة في إيران يحظون بتأمين إجتماعي حيث يتقاعدون ويتسلمون راتب التقاعد بعد 30 سنة من بدء الدراسة في المدراس الدينية بالإضافة إلى المساعدة المالية التي تقدّمها لطلبة العلوم الدينية السنة والشيعة وبخصوص مسالة التجنيد الإجباري تساعدهم.

وسائل الإعلام المعادية تدّعي أنّه لاتُمنَح الفرصة للسنة في إيران حتى يتعيّنوا بالدوائر الحكومية وأن ينضمّوا إلى الهيئات العلميّة للجامعات. ما هو رأيكم في هذا الكلام؟

حسب إطلاعي هذا كذب على الإطلاق!، حيث هناك الكثير من السنة أصبحوا أستاذة وطلبة الجامعات في مدينتنا طهران ومدن أخرى وعددهم كثير جداَ. أنا أستغرب من هذا الكلام حقيقة. أريد أن أقول أكثر من هذا ، إنّ هناك الكثير من السنة أصبحوا مدراء ومسئولين كبار في الجمهورية الإسلامية ونواب البرلمان و أعضاء مجلس خبراء القيادة وكما تعرفون قائد القوة البحرية في الجيش هو سنّي شافعي وهناك سفراء سنة. لا صحة لهذا الإدعاء.

يجب عليكم أن تراجعوا الإحصائيات الرسمية التي ترتبط بموضوع تعيّن السنة في المناصب الحكومية حتى تحصلوا على معلومات دقيقة في هذا المجال.

 

المصدر: الوفاق خاص