الاعمال المقاومة توزعت على مساحة الضفة الغربية من بينها اربع عمليات اطلاق نار وثلاث عبوات ناسفة وعبوة حارقة واربعة مستوطنين اصيبوا وحالة تصد للمستوطنين وست مواجهات بالحجارة بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال، ما يحدث هو حرب استنزاف حقيقية لجيش الاحتلال الاسرائيلي الذي يعمل في الضفة الغربية ليل نهار في محاولة لاخضاع المقاومة الفلسطينية سواء بالاعتقال أو المداهمات أو حتی بالقتل في بعض الأحيان لكن رغم ذلك تبقی الامور بالنسبة للاحتلال الاسرائيلي جد معقدة.
استمرار هذا الوضع بالنسبة للاحتلال الاسرائيلي يبدو هو السيناريو الاسوأ لادراك الاحتلال ان الامور لن تقف عن هذا الحد، بل قد تذهب نحو الاسوأ وهو الانتفاضة الشعبية سواء اكانت مسلحة او غير ذلك، لان مثل هذه الانتفاضة تحتاج الى الضخ بقوات كبيرة الى الضفة الغربية، وقد يدخل قطاع غزة بما فيه من قوى مقاومة على الخط وعندها ستكون الامور في غاية الصعوبة؛ اضف الى امكانية ان تمتد ألسنة اللهب الى الداخل الفلسطيني، وحينها سيكون الجيش وقوى الامن الاسرائيلية جميعهم مضطرون للاشتراك في المواجهة، وبناء على ذلك فإن المعركة في الضفة الغربية متعبة للاحتلال من عدة اتجاهات، لقربها من الداخل الفلسطيني ولامتدادها على طول ما يسميه الاحتلال الخط الاخضر، والاهم انها تتعلق بمنطقة جغرافية واسعة يحتاج الاحتلال الى عشرات آلالاف من الجنود للسيطرة عليها.
وسائل الاعلام العبرية بدأت تعي حجم الازمة في الضفة الغربية، وهو ما دفع صحيفة “إسرائيل اليوم” لتؤكد أن الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة تحوز اهتمام رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي، وان الجبهة هناك تغلي، ولا يوجد في الأفق ما يبشر بنهاية هذه الموجة، وكل المؤشرات تدل على أنها ستستمر وتتعاظم، وخاصة مع فقدان السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية قدرة التحكم في شمال الضفة. وارجعت الصحيفة اسباب انفجار الاوضاع بالضفة الى ضعف السلطة، وتعاظم صراعات الخلافة، وان هناك جيلا كاملا ينضم إلى دائرة المقاومة والردع تجاهه محدود، إضافة إلى انعدام الجدوى الذي يجده الكثير من الفلسطينيين في وضعهم الحالي ومحاولتهم تحدي إسرائيل، سياسيا وأمنيا وإعلاميا، كما أنه السبب الرابع يرتبط مباشرة بالوضع السياسي في إسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “أمان” وجهاز الأمن “الشاباك”، سبق أن حذرا من إمكانية اندلاع انتفاضة فلسطينية “في صيغة غير واضحة”، بسبب الأوضاع في القدس والمسجد الأقصى وأيضا مستقبل السلطة وسيطرتها على الأرض.
الصحيفة العبرية حذرت من خطورة تفكك السلطة، لأن هذا إن حصل فلن ينتج أي أمر جيد لتل أبيب؛ لأن العمليات ستزداد، وكيان الاحتلال سيكون مطالبا بالاهتمام بحياة أكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني. موضحة أن اتفاق أوسلو حرر تل ابيب من هذه المشاغل ومقتضياتها المادية والاقتصادية وسمح لها بأن تتصرف وكأن سيطرتها في المناطق غير موجودة.
ولفتت إلى أن محكمة العدل العليا الإسرائيلية، هي لاعب أساسي في تسويغ نشاطات إسرائيل خلف الخط الأخضر قتل واعتقالات واستيطان فهي تقر كل الأعمال العسكرية وتمنح سترة واقية قضائية ضد الوصول إلى المحاكم الدولية. ورات أن كل هذا من شأنه أن يكون في خطر لثلاثة أسباب: الأول؛ إمكانية أن تشتعل الضفة، وتتفكك السلطة وتسيطر إسرائيل من جديد على المدن الفلسطينية، الثاني؛ خطوات إسرائيلية، مثل نقل صلاحيات الإدارة المدنية للوزير سموتريتش والذي معناه العملي هو معالجة مختلفة للمستوطنين وللفلسطينيين، والذي سيعتبر في العالم كأبرتهايد، والثالث؛ تقويض منظومة القضاء بشكل سيستقبل في العالم كمس باستقلالية الجهاز القضائي في إسرائيل”.
وبينت الصحيفة أن العلاقة بين كل هذا والوضع الأمني في إسرائيل هي فورية وغير قابلة للانقطاع، والتفكير بأنه قابل للحل بالقوة فقط هو تفكير صبياني ومنقطع عن الواقع؛ ليس صدفة أن كل رؤساء جهاز الأمن على مر أجيالهم يؤيدون إلى جانب استخدام القوة، تعزيز الحوكمة والاقتصاد الفلسطيني كخطوة ضرورية لتعزيز الأمن الإسرائيلي.
اذا حالة الرعب التي يعيشها الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية من ان تنفجر الامور، ليست اعتباطا، لأن الواقع في الضفة الغربية اذا اتجه نحو الانفجار الكبير فهذا يعني ان الاحتلال سيدفع ثمناً باهضا.