ماذا بعد! هل ينتظر الكيان الصهيوني وقتٌا عصيبٌا؟

“الأقصى”..هل تشهد المرحلة القادمة اندلاع مواجهات عنيفة؟

لا يخفى على أحد أن حركات المقاومة وأبناء الشعب الفلسطيني لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام ما قامت به الحكومة الإسرائيلية الجديدة.

2023-01-25

إن الاعمال الاجرامية والاستفزازية التي قام بها كيان الاحتلال الصهيوني خلال الأيام الماضية “اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك”، يؤكد أنه كلما شُكلت حكومة إسرائيلية جديدة تحاول استثمار انتصار لها هنا او هناك على حساب دم الشعب الفلسطيني، فعقب تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة ، قامت بمعاودة الاعتداءات على باحات المسجد الأقصى المبارك، وهنا لابد من الإشارة إلى أن جميع الحكومات الصهيونية التي مرت لم تكترث يوماً للتنديد الدولي الواسع بعدوانها على الفلسطينيين، وفي هذا الصدد وكما هي العادة ومنذُ البداية قررت الحكومة الإسرائيلية الجديدة المُضي في حالة التأهب الأمني والعسكري ، لقمع الغضب الفلسطيني، وعلى هذا الأساس فإن هذه المؤاشرات تؤكد حدوث توتر واضطراب في المسجد الأقصى بعدما قام الصهاينة باقتحام باحاته.

من جهةٍ اخرى لا يخفى على أحد أن حركات المقاومة وأبناء الشعب الفلسطيني لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام ما قامت به الحكومة الإسرائيلية الجديدة، فاقتحام القوات الصهيونية للمسجد الأقصى سيكون له عواقب وخيمة على كيان الاحتلال الصهيوني، وستندلع المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال ، فالأعمال الاستفزازية التي قامت بها أجهزة الكيان الصهيوني لن تستطيع أن تفرض القيود على أبناء الشعب الفلسطيني، بل ان أبناء الشعب الفلسطيني سيقفون صفاً واحداً فهم السد المنيع أمام محاولات الكيان الصهيوني لتدنيس المسجد الاقصى، وما تجدر الإشارة إليه أنه بفضل أبناء الشعب الفلسطيني المقاوم وحركات المقاومة يجب أن يدرك الكيان الصهيوني أنه لا مجال اليوم للاستخفاف بحياة أبناء الشعب الفلسطيني، و لا مجال لسياسة التصعيد من قبل الكيان الصهيوني، فالتصعيد الإسرائيلي الاخير لن يعطي شرعية أو أمناً واستقراراً للاحتلال الإسرائيلي، سواء في الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية أو في جنين أو غيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة.”

اقتحام الأقصى وأداء شعائر يهودية كاذبة

أثارت الخطوة الحمقاء الاخيرة التي قام بها كيان الاحتلال الصهيوني باقتحامه المسجد الأقصى، ردود فعل من قبل أبناء الشعب الفلسطيني وفي هذا السياق قال الناطق باسم حركة “الجهاد الإسلامي” ، طارق سلمي ، في تصريحات له ، إن “اقتحام الأقصى وأداء شعائر يهودية كاذبة في باحاته يكشف نوايا حكومة الاحتلال الفاشي في تنفيذ مخططاتها ، والتي هي بمثابة إعلان الحرب على القدس وعلى الشعب الفلسطيني بأسره “. “في حال لم تتحمل جميع الأطراف مسؤولياتها لوقف إجرام الاحتلال وحكومته وجيشه ، فنحن على وشك مواجهة مفتوحة وواسعة ، وعندها لن نتخلى عن واجباتنا المقدسة. للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى “. وقد ثبت ذلك بمعركة سيف القدس ووحدة الساحات وصراخ الفجر وغيرها “، مؤكدا أن الفلسطينيين لن يتركوا القدس تحت وطأة التهديدات والإرهاب الذي يمارسه” بن غفير “( وزير الأمن القومي في حكومة إسرائيل) وعصابته الإجرامية. واقتحم وزير الامن الوطني ايتمار بن غفير المسجد. الأقصى ، الأسبوع الماضي ، وسط غضب فلسطيني وإدانات عربية ودولية. قبل أيام ، هاجم متطرفون إسرائيليون المقبرة البروتستانتية التاريخية في جبل صهيون في القدس الشرقية ، حيث دمروا بشكل متعمد وبلا هوادة أكثر من 30 شاهد قبر ، العديد منها تاريخي ، حسب بيان للكنيسة الأسقفية الإنجيلية.

العواقب والتداعيات

من الواضح أن الاعمال الإجرامية للكيان الصهيوني لن تمر مرور الكرام فالفصائل الفلسطينية في غزة سبق و أن أعلنت موقفاً واضحاً من التصرفات الصهيونية الاخيرة وقالت “ندعو أهلنا في الضفة المحتلة لتصعيد الاشتباك والمواجهة مع الاحتلال الصهيوني دفاعا عن الأقصى… وندعو السلطة الفلسطينية لوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال”. من جهةٍ اخرى إن المسجد المبارك يشكل جزءا من عقيدة كل مسلم وحضارة كل عربي، وإن المساس به يدفع بالأمور إلى حافة المخاطر وإن استمرار الاستفزازات سيؤدي لتفجر الأوضاع.

في السياق نفسه فإن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تعتبر الاكثر تطرفاً حيث لم يمض وقت طويل على تشكيلها وقد بدأت بالاعمال والتصرفات الاجرمية بحق المقدسات وهنا يمكن القول ان المرحلة القادمة سوف تشهد توتراً كبيراً وسوف يلقى الكيان الغاصب مقاومة كبيرة من قبل أبناء الشعب الفلسطيني، فالشعب الفلسطيني حاضر دائما للدفاع عن المقدسات وللدفاع عن وطنه وارضه، وفي هذا السياق فإن المقاومة المسلحة في داخل فلسطين لن تظل مكتوفة الأيدي، فالكيان الصهيوني سيكون المسؤول الاول والاخير عن النتائج الكارثية التي سوف يتلقاها على أيدي أبناء الشعب الفلسطيني.

المقاومة الفلسطينية المسلحة

إن المقاومة الفلسطينية المسلحة قد أعادت تموضع الداخل الفلسطيني في قلب المعادلة الإسرائيلية وأصبح الإسرائيلي يقف اليوم أمام قلقين أولهما هو التضامن والتكافل الفلسطيني، وأما القلق الإسرائيلي الآخر هو الخوف من تحول الشعب الفلسطيني إلى حامي حمى المقاومة وخطها الخلفي فلقد عبرت جميع الاحداث عن التضامن الشعبي الكبير في جبهات المقاومة حيث إن العدو الغاصب بات يدرك أنه لا يمكنه الاستفراد بأي منها. و من الواضح أن الأمور ستزداد سوءاً بالنسبة للكيان الصهيوني، فالمجموعات الصاعدة الجديدة تشكل معادلة قوية في الصراع مع الكيان الصهيوني وأصبحت قادرة على قلب الموازين في الضفة المحتلة والقدس بعد أن نجحت في تحويل البيئة الأمنية لجيش الاحتلال ومستوطنيه إلى حالة من الرعب المتواصل، وكل هذا بهدف تعميم حالة المقاومة وإشعال الضفة بركاناً في وجه المعتدين، للانعتاق من الاحتلال وإجرامه غير المسبوق. بكل وضوح إن الأوساط الإسرائيليّة تعيش على كل مستوياتها، حالة هيستيريّة شديدة، وإنّ أكثر ما يثير الغضب الصهيونيّ حاليّاً، هو تصاعد موجات عمليات المقاومة الفلسطينية بشكل لا يشبه أيّ مرحلة سابقة أبداً، ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه الذين أجرموا بشدّة بحق هذا الشعب منذ اليوم الأول لاستعمارهم

ماذا بعد! هل ينتظر الكيان الصهيوني وقتٌا عصيبٌا؟

إنّ الحرم القدسيّ والمساجد هي نقطة حساسة جدًا في العالم العربيّ والإسلاميّ، وتغيير الوضع القائم في الحرم يمكن أنْ يؤدي إلى سلسلة ردودٍ حادّةٍ للغاية، تصل إلى حدّ لا يمكن أن يتخيله العدو الذي تعتقد حكومته أنّها تستطيع اقتلاع شعب من أرضه في ليلة وضحاها، أو أنّها تستطيع فرض قوانين استعمارها العسكريّ بكل سلاسة، حيث إنّ نتائج الحرب التي أعلنها الصهاينة على هذا الشعب ومقدساته ستجر “إسرائيل” إلى الهاوية، ويمكن أن يكون التصعيد في المسجد الأقصى بالفعل الفتيل في إشعال التوتر بشكل كبير في العالم العربيّ وعلى الساحة الفلسطينيّة ويقود إلى جولة أخرى من الحرب، قد تدهور الأوضاع بأكملها وحينها لن ينفع ندم الإسرائيليين.

في الختام إن الكيان الصهيوني قد وضع رؤية استراتيجية بعيدة المدى لا يحيد عنها أي ممن تولوا حكوماته على مدى تاريخ احتلاله للأراضي العربية، بدءاً من بن جوريون صاحب تسمية الدولة العبرية الوليدة باسم “إسرائيل” ومن مؤسسيها الأوائل، الذي تولى رئاسة الحكومة تسع مرات، بدأت الأولى بقيام دولة الكيان الصهيوني عام 1948 وانتهت التاسعة في 26 / 6 / 1963، ثم تتابعت السياسة ذاتها على الحكومات المتعاقبة التي تولاها كل من موشيه شاريت ثم ليفي أشكول، وجولدا مائير ومناحم بيجين، اسحق شامير، اسحق رابين، ثم بيريز ونتنياهو وباراك و… وصولا للزمن الراهن.

الاخبار ذات الصلة