حيث لازالت تصدر ردّات فعل غاضبة من علماء ونخب جميع الأديان الإلهيّة وليس فقط أتباع الديانة الإسلامية الحنيفة تجاه هذه الجريمة النكراء البشعة، في هذا الإطار أجرت صحيفة الوفاق حوارات مع بعض الشخصيات الدينية البارزة من مختلف الأديان، وإليكم نص الحوار:
*نحن المسيحيين نحترم كتاب الله
في السياق، قال الأب الإيطالي ورئيس الدير الكاثوليكي في القدس الشريف عبدالله يوليو، والذي يُعتبر خليفاً للأب الراحل كابوتشي في حوار خاص مع الوفاق:
عندما علمنا بما جرى في السويد من حرق القرآن الكريم تألّمنا وأوذينا جدا، وكان الأمر مرفوضاً، ونحن نستنكر ماحصل ولكن نؤكّد أنّنا كمسيحيين نحترم القرآن الكريم وهو كتاب الله.
أشار الأب يوليو الى ضرورة إستمرار العلاقة بين المسيحيين والمسلمين، وقال: نحن المسيحيين نريد أن نستمر باللقاء الروحي مع المسلمين ومع كل أصحاب النوايا الحسنة ونحن على يقين بأنّ كل دياناتنا مشكاة واحدة، وإن شاء الله سنسعى بإستمرار المزيد من التعاون لكي نساعد العالم بان يعيش في سلام وإستقرار وأمان.
*كبير الصابئيين: لانقبل بالإساءة للمقدسات الإسلامية
الى ذلك، قال كبير الصابئيين المندائيين في العالم الکنزورا نجاح الجحیلی للوفاق: نحن الصابئيين منذ آلاف السنين نعيش مع المسلمين في إيران بالأخوة والصداقة والإحترام المتبادل.
وتابع الجحيلي: كتابنا المقدس يُلزمنا بإحترام جميع الأديان الإلهية وكتبهم ولانقبل بأي إساءة للمقدسات الإسلامية ولا أي دين إلهي آخر.
*أصابع الإتهام تتجه نحو الصهاينة
من جانبه، قال الأب الأرثوذوكسي أنطونيوس الجليلي والذي درس سنوات عديدة في أوروبا للوفاق: أنّ الإساءة للقرآن الكريم هي إساءة لكل الكتب الشريفة المقدسة التي ذكرها القرآن الكريم. ولهذا السبب، المسيحية الحقيقية هي براء من هؤلاء الذين ليسوا بمسيحيين حقيقيين إنما هم مسيحيون تكفيريون على أشكال الدواعش وكل المتعصبين في كل مكان.
حذر الأب أنطونيوس من الفتنة التي يريد العنصريون أن يثيرها: مجرد أن نذكر بأن هذا العنصر هو عنصري متطرف، نكون قد أخذنا جوابنا بأن هذا العمل التكفيري لا تقبله الأديان وأن الله براء من هؤلاء الأشخاص الذين ليسوا هم سوى أبالسة تشجع على الكراهية والعنصرية والقتل والإجرام.
وفي معرض إشارته الى الدور الذي يلعبه الكيان الصهيوني في مثل هذا الإجرام، قال الأب الأرثوذوكسي أنطونيوس الجليلي: هذا واضح بأن السويد منحازة للعدو الصهيوني وتخضع لأوامره خوفا من ردات فعله القانونية، بينما تغض النظر عن إهانة المسلمين وكأنها تعبر بطريقة غير مباشرة عن كرهها للإسلام أو عن رفضها لديانة بسبب جهلها لتعاليمه. هذا ما نعاني منه كفلسطينيين في أرضنا وفي كل مكان – التمييز العنصري والعرقي والديني.
*التواطؤ الحكومي من السويد
وأصدرت السلطات السويدية قرارا يسمح لزعيم حزب “الخط المتشدد” الدنماركي، اليميني المتطرف راسموس بالودان، بإحراق نسخة من القرآن الكريم أمام مبنى السفارة التركية في ستوكهولم، في خطوة أدانتها دول عدة، من بينها تركيا والكويت والأردن ومصر وإيران.
ولا تزال ردود الفعل المستنكرة والغاضبة تتوالى إزاء حرق نسخ من المصحف في السويد، لا سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وثمة جدل وسخط لا يهدآن عبر المنصات الإلكترونية في العالم الإسلامي.