وفي جديد خطوات ولي العهد محمد بن سلمان التهجيرية تقوم ما يسمى “هيئة تطوير المدينة” بنزع ملكية 230 عقارًا مُوزَّعًا على مساحة 550 ألف متر مربع، تمهيدًا لبدء تجريفها.
وأقرت الهيئة قبل فترة في بيان أنَّها ستبدأ منذ يوم الاثنين 23 كانون ثاني/ يناير 2023 فصل الخدمات عن العقارات الواقعة ضمن مشروع توسعة مسجد “قباء” والمنطقة المجاورة له، وفق صحيفة “عكاظ”.
*الصحافة السعودية تروج لمخططات ابن سلمان
وقالت الهيئة: “إنَّ المهلة الممنوحة لِمُلّاك العقارات قد انتهت، من دون أنْ تُشير إلى صرفها تعويضات للمُهجَّرين أو تأمين سكن بديل. وهكذا وببساطة، تروج الصحافة السعودية لمخططات ابن سلمان التهجيرية بوصفها مخططات تطويرية”.
وبالتوازي، يرتفع عدّاد المهجرين قسريًا في السعودية بعد أن عزم النظام السعودي على ارتكاب جريمة تهجير جديدة بحق سكّان أكثر من 30 حيًا في مكة المكرمة.
وفي هذا السياق، تحدَّث الرئيس التنفيذي لما يسمى “الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة” صالح الرشيد عن وجود مشروع لدى الهيئة يستهدف 30 حيًا على الأقل تحت ذريعة التطوير.
وادعى الرشيد خلال فعاليات الملتقى العلمي 22 لأبحاث الحج والعمرة والزيارة: أنَّ هدف المشروع هو معالجة وضع الأحياء الحالية وإبراز هوية معمارية تستند إلى معايير التوسعة الثانية للمسجد الحرام.
*مكة المكرمة مدينة مزدوجة الهوية
وشماعة التطوير ليست هي المرة الأولى على التهجير ولن تكون الأخيرة لأهالي مكة المكرمة والمدينة المنورة على اعتبار أن ابن سلمان عازم على شطب ما يتنافى ورؤيته للبلاد، ففي وقت سابق، أعلن النظام السعودي إطلاق مشروع منتجع سياحي طبي في قلب جبل أحد في المدينة المنورة.
وتنال مكة المكرمة نصيبها من سياسات الشطب الديمغرافي، حيث جرى في مكة منذ ما يقارب الخمسة عقود عملية تغيير ممنهج لهوية المدينة، التي كانت على مر قرون قيمة روحية للمسلمين، لتتحول إلى مدينة عالمية، حيث صارت مكة المكرمة في ثوبها الجديد مدينة مزدوجة الهوية، والأسوأ، أن تسارع وتيرة البناء تُهدد بحسم ذاك الصراع الهوياتي لصالح العالمية والعولمة.
*فندق مكة الملكي وبرج ساعته
ولكن الشواهد المرصودة توضح أن مكة المكرمة التي كانت يومًا من الأيام واديًا قاحلًا يستقطب الحجاج في رحلة روحانية تطهيرية، قد تحولت إلى نطاق تجاري استثماري استهلاكي تحاوطه الفنادق الفاخرة وناطحات السحاب الشاهقة ومراكز التسوق العالمية.
والموقع المعماري المهيمن على المدينة ليس المسجد الحرام حيث الكعبة المشرفة، محط أنظار وصلوات المسلمين في كل مكان، لكن ما يهيمن على المشهد هو فندق مكة الملكي وبرج ساعته البغيض الذي يرتفع لـ 1972 قدمًا فوق الأرض، وهو واحد من أطول المباني في العالم، بل هو تطور ضخم لناطحات السحاب حيث يضم مراكز تسوق فاخرة وفنادق ومطاعم لفاحشي الثراء.
تعيد الأذهان لحادث مؤلم
في سياق آخر نشر حساب” نحو الحرية” على موقع التواصل الاجتماعي تويتر تغريدة أكد فيها تأييد محكمة الاستئناف السعودية أحكام إعدام جديدة.
وغرد حساب “نحو الحرية” الذي يحمل شعار “الذي يخاف من الحرية، هو الشخص الذي يلون قيود اﻹستعباد” تغريدة مرفقة بمقطع فيديو قال فيها: “هل تذكرون عبدالرحيم الحويطي شهيد الأرض الذي رفض ترك منزله؟، الثلاثاء أيدت محكمة الاستئناف حكم الإعدام بحق كل من شادلي الحويطي شقيق (عبدالرحيم الحويطي)، وضد إبراهيم الحويطي وعطاالله الحويطي. لا حول ولا قوة إلا بالله!”
وكان حساب معتقلي الرأي قد غرد أن “في سبتمبر 2022 قامت المحكمة الجزائية المتخصصة بإصدار أحكام جائرة ضد 3 أشخاص من عائلة واحدة من قبيلة الحويطات، واشتملت الأحكام: عبدالناصر احمد الحويطي مدة 27 سنة، احمد عبدالناصر الحويطي مدة 20 سنة، محمود احمد الحويطي مدة 35 سنة.”
الى ذلك أكدت منظمة سند قيام محكمة الاستئناف السعودية بتأييد حكم الإعدام بحق كل من شادلي أحمد محمود الحويطي شقيق الشهيد عبدالرحيم الحويطي، كما أيدت حكم الاعدام ضد إبراهيم صالح أحمد الحويطي وعطاالله موسى محمد الحويطي.
في سياق آخر كشف موقع “إنتلجنس أونلاين”: أنّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يحرّض المتنافسين النوويين ضد بعضهم البعض في محاولة منه لإحياء البرنامج النووي في المملكة، ويسعى إلى أن يكون للرياض صناعة نووية مدنية خاصة بها لتسهيل انتقال طاقتها.
وذكر الموقع: أنّه في محاولة لإحياء مشروعها النووي المتعثر، اتجهت الرياض نحو الصين، حيث كان هناك حديث عن إمكانية إقامة شراكة مع الصين، وهذه الخطوة أثارت ردات فعل في كل من واشنطن – باريس – سيؤول.
العرض الصيني ملاحق أميركياً
وعلى الرغم من أنه يمثل خطاً أحمر لا يمكن عبوره في علاقة رياض المتوترة مع واشنطن، إلا أن السعودية تستغل عرضاً من شركة (CNEC) الصينية على أنها رافعة المالية في المفاوضات مع “أم بس أس”. وفي الوقت الذي تنتظر فيه الوكالات الرئيسية للصناعة النووية في السعودية عروض “CNEC” ومقابلتهم لتحديد المتطلبات الفنية، تبين أن التكلفة مع “EDF” أقل من 20%. ولذلك، سيتم دراسة العروض خصوصاً، مع التهديد الحاصل بالعمل في الصناعة النووية مع الصين. ينتظر السعوديون إعادة إطلاق المناقشات مع باريس، وفي الوقت نفسه أيضاً يأملون في رفع قيود التصدير ضد “كيبكو”.