بعد تكرار الحادث في لاهاي.. ورداً على إحراق نسخ من القرآن

الأزهر الشريف يطالب بمقاطعة منتجات هولندا والسويد

فيما تتواصل الإدانات ومواقف التنديد في مناطق عدة من العالم العربي والإسلامي وخارجه، لإحراق المصحف الشريف على يد متطرفيْن في كل من السويد وهولندا، دعا الأزهر الشريف إلى مقاطعة جميع المنتجات الهولندية والسويدية.

2023-01-25

وطالب الأزهر الشريف الشعوب العربية والإسلامية، بمقاطعة جميع المنتجات الهولندية والسويدية بكافة أنواعها، واتخاذ موقف قوي وموحّد نصرةً للقرآن الكريم.

*إساءة لمليار ونصف مليار مسلم

وقال الأزهر في بيان، الأربعاء، إنّ مقاطعة جميع المنتجات الهولندية والسويدية، يعد “ردّاً مناسباً لحكومتي هاتين الدَّولتين في إساءتهما إلى مليار ونصف مليار مسلم، والتمادي في حماية الجرائم الدنيئة والبربرية تحت لافتة لا إنسانية ولا أخلاقية يسمونها حرية التعبير”.

كما رأى الأزهر أنّ حرق القرآن الكريم هو “ديكتاتورية الفوضى، وسوء الأدب، والتسلط على شعوبٍ راقيةٍ مرتبطةٍ بالله وهداية السماء”.

وشدّد الأزهر على “ضرورة التزام الشعوب العربية والإسلامية بهذه المقاطعة، وتعريف أطفالهم وشبابهم ونسائهم بها، وأن يعلموا أن أي عزوف أو تقصير في هذا الأمر هو تخاذلٌ صريحٌ عن نصرةِ الدين، الذي يستفزون المسلمين بالتطاول عليه، إلا حين يكونون وجهاً لوجهٍ أمام ضرورات المادَّة والمال والاقتصاد التي لا يفهمون لغةً غير لغتها، ولا يقدسون أمراً غير قوانين الوفرة والإنتاج والاستهلاك”.

*التصدي لمحاولات العبث بالمقدسات الدينية

كذلك، دان الأزهر في وقت سابق، “إقدام مجموعة من المجرمين التابعين لليمين المتطرف السويدي على حرق المصحف الشريف”، محمّلاً  “السلطات السويدية مسؤولية تكرار الإساءة للمقدسات الإسلامية واستفزاز المسلمين حول العالم”.

وطالب المجتمع الإنساني والمؤسسات الدولية وحكماء العالم بالوقوف في وجه محاولات العبث بالمقدسات الدينية.

وجاءت تصريحات الأزهر الشريف، بعد أن أصدرت السويد، في وقتٍ سابق، قراراً يسمح لزعيم حزب “الخط المتشدّد الدانماركي”، اليميني المتطرّف، راسموس بالودان، بإحراق نسخة من القرآن الكريم أمام مبنى السفارة التركية في ستوكهولم.

*إساءة زعيم حركة” بيغيدا” الهولندية للمصحف الكريم

وبعد السويد، مزّق زعيم حركة “بيغيدا” المناهضة للإسلام في هولندا، إدوين واجنسفيلد، نسخة من القرآن الكريم أمام مبنى البرلمان في لاهاي.

فقد دانت كل من السعودية والإمارات ومصر والأردن وفلسطين قيام المتطرف إدوين واجنسفيلد بتمزيق وحرق المصحف الشريف في مدينة لاهاي الهولندية.

ومزق واجنسفيلد -وهو زعيم حركة “بيغيدا” المتطرفة المناهضة للإسلام في هولندا- نسخة من القرآن الكريم، بعد يومين فقط من إحراق المتطرف السويدي راسموس بالودان المصحف الشريف قرب سفارة تركيا بالعاصمة السويدية ستوكهولم.

واستدعت الخارجية التركية السفير الهولندي في أنقرة جويب ويجناندس، احتجاجا على الاعتداء الذي طال القرآن الكريم في لاهاي، محذرة من تلك الممارسات.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد صرّح: بأن على السويد ألا تتوقع من الآن فصاعدا دعم تركيا لملف عضويتها في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بعد حادث حرق المصحف أمام سفارتها.

*خطوة استفزازية لمشاعر ملايين المسلمين

وقال أردوغان: “إذا كنتم لا تحترمون المعتقدات الدينية لتركيا أو المسلمين، فلا تنتظروا منا أي دعم فيما يتعلق بعضويتكم في الناتو”.

وأعربت الخارجية السعودية، في بيان لها عن “إدانة واستنكار” المملكة لحادثة الحرق في لاهاي، مؤكدة أنها “خطوة استفزازية لمشاعر ملايين المسلمين”.

كما دانت الخارجية الإماراتية في بيان الحادثة، مشددة على “ضرورة احترام الرموز الدينية والمقدسات والابتعاد عن التحريض والاستقطاب”.

بدورها، أكدت وزارة الخارجية المصرية إدانة الحادث، معتبرة أن ما تم “فعل سافر يتجاوز حدود حرية التعبير، وينتهك مقدسات المسلمين”، مشددة على أن الدول الأوروبية التي تشهد تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا مسؤولة عن منع تكرار مثل هذه الحوادث.

*ممارسات متطرفة تؤجج الكراهية والعنف

من جانبها، وصفت وزارة الخارجية الأردنية الحادثة -في بيان إدانة- بأنها “ممارسات متطرفة، تؤجج الكراهية والعنف، وتهدد التعايش السلمي، وتزعزع الأمن والاستقرار”، داعية “لاحترام الرموز الدينية والكف عن الكراهية”.

كما شددت الخارجية الفلسطينية على أن ما جرى “اعتداء صارخ على مشاعر ملايين المسلمين”، مطالبة بتحرك دولي وأممي لوقف تلك الممارسات وتجريم مرتكبي هذه الانتهاكات.

وفي موريتانيا، أصدر رئيس “مركز تكوين العلماء” الشيخ محمد الحسن الددو، فتوى أكد فيها وجوب مقاطعة الشعوب المسلمة لكل المنتجات السويدية، حتى تعتذر ستوكهولم رسميا.

كما دعا الددو في فتواه عبر صفحته بفيسبوك جميع المسلمين إلى التحرك بحسب ما تسمح به قوانين بلادهم للاحتجاج على هذه الجريمة، داعيا الإعلاميين وخطباء المساجد للتشهير بهذه الجريمة والتوعية بخطرها.

*تنديد روسي أميركي

وقد انتقدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، تعليقات الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ على واقعة حرق القرآن الكريم في العاصمة السويدية، حين اعتبرها مجرد “عمل غير لائق وغير قانوني”.

وقالت زاخاروفا -على تليغرام- إن احترام آراء ومعتقدات الأشخاص الدينية “أمر واجب وليس خيارا”، مشددة على أن الغرب “ملزم ببساطة باحترام حق مئات الملايين من الناس في معتقداتهم المقدسة”.

كما نددت الولايات المتحدة بحرق نسخة من القرآن الكريم في ستوكهولم، مشيرة إلى أن هذا العمل ربما يكون استهدافا لوحدة الصف داخل حلف الناتو.

*وقفات ومظاهرات وحرق العلم السويدي

كما تظاهر مئات الأشخاص في لاهور كبرى مدن باكستان، وهتف المتظاهرون الذين تجمعوا بدعوة من أحزاب سياسية محلية: “عار على السويد”.

وفي مدينة خوست شرقي أفغانستان، تظاهر مئات الأفغان الغاضبين وهتفوا في الساحة الرئيسية بالمدينة “الموت للحكومة السويدية، الموت لمثل هؤلاء السياسيين”.

وظهر في تسجيلات مصورة محتجون، العديد منهم يحملون المصحف، وهم يحرقون العلم السويدي ويطلقون هتافات منددة ببالودان.

وفي قطاع غزة الفلسطيني المحاصر، ندد المئات من الطلاب بإحراق المصحف الشريف، وذلك خلال وقفات نظّمتها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية داخل مدارسها وأمام مقارها.

وطالب الطلاب بمحاسبة بالودان، رافعين نسخا من المصحف ومرددين هتافات تستنكر بحرقه، كما حملوا لافتات كتبوا عليها “دستورنا القرآن” و”إلا كتاب الله”، وقرآني حياتي”.

 

المصدر: وكالات