تم التأكيد على ذلك في اجتماع خمسة أعضاء في مجلس الاتحاد (البرلمان الأعلى) في روسيا مع الوفد البرلماني الإيراني المؤلف من عباس مقتدائي نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي، وعباس كودرزي عضو هيئة رئاسة المجلس ومجموعة الصداقة البرلمانية الإيرانية – الروسية.
وقبل ذلك، أكد ليونيد سلوتسكي، رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي، خلال لقائه الوفد البرلماني الإيراني، دعمه لهذه الفكرة وأكد على تخطيط آلية تنفيذها.
لنبني المستقبل بالتعاون المشترك
وشدد عباس مقتدائي نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، في حديثه خلال اللقاء مع خمسة من أعضاء مجلس الاتحاد الروسي، على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية، وقال: إذا واصلت إيران وروسيا التعاون الوثيق في المجالات الاستراتيجية والاقتصادية وغيرها، فلن يكون هناك مجال للتدخل الأميركي والجهود الغربية لزعزعة أمن المنطقة.
وفي إشارة إلى زيارته لمتحف الحرب في موسكو، قال مقتدائي: روسيا بخبرتها من الحرب العالمية الثانية تدرك قضايا مثل الإبادة الجماعية التي ارتكبها الكيان الصهيوني في غزة.
وأضاف: يبدو أنه في المرحلة الحالية يجب أن توحد إيران وروسيا النهج لإرساء الأمن من أجل بناء عالم المستقبل معاً ومع بعضهما البعض، وهذه هي الرسالة الاستراتيجية اليوم لبلدين لديهما رأي مشترك في هذا المجال.
وأشار نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني إلى بعض مجالات التعاون بين البلدين، ورحب بمقترح أحد أعضاء مجلس الاتحاد الروسي لتعزيز تبادل زيارات الوفود والفرق الرياضية بين البلدين.
واعتبر مقتدائي التعاون بين طهران وموسكو عاملاً يسهم في تعزيز الأمن، وتابع: الصداقة بين إيران وروسيا والمستوى الحالي للتعاون بين البلدين يتطلب توسيع التعاون في أبعاد مختلفة ويتجاوز المستوى الحالي.
ضرورة تعزيز التعاون في مجال الطاقة
من جانبه، أكد ديميتري فاسيلينكو رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الروسية – الإيرانية في مجلس الاتحاد، على ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين في مجال النفط والغاز والطاقة النووية.
وصرح فاسيلينكو: أنه بالنظر إلى أن طهران وموسكو تواجهان عقوبات غربية، فإن التعاون الثنائي في قطاع التكنولوجيا في مجال الطاقة يعتبر أمراً مهماً، مؤكداً على تعزيز هذه العلاقات.
روسيا حليفاً جيداً
كما صرح عباس كودرزي، عضو هيئة رئاسة مجلس الشورى الاسلامي ومجموعة الصداقة البرلمانية الإيرانية – الروسية، أن إيران لا ترى خيراً في أميركا، وقال: إرادة بلادنا مبنية على إجهاض وتحييد العقوبات، وإيران الإسلامية حققت النمو والتقدم في مختلف المجالات من خلال صمودها ومقاومتها أمام أمريكا.
وأكد كودرزي “إننا نعتبر روسيا حليفاً جيداً لإيران”، وأضاف: هناك قواسم مشتركة استراتيجية بين البلدين؛ وبالنظر إلى أن كليهما يواجهات العقوبات الظالمة التي تفرضها الولايات المتحدة، فيمكنهما اتخاذ الخطوات المناسبة لتشكيل اتحاد دولي مناهض للعقوبات.
وتابع: إن عضوية إيران وروسيا في آليات مثل منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس وتعزيز التعاون في إطار الاتحاد الاقتصادي الأوراسي قد خلقت فرصة جيدة لتحييد العقوبات المفروضة على البلدين.
وقال عضو مجموعة الصداقة البرلمانية الإيرانية – الروسية: إننا نعتبر تطوير العلاقات بين البلدين أمراً استراتيجياً، ونؤكد عليه.
وأضاف: إن حسن الجوار بين البلدين يمثل استراتيجية مشتركة في مواجهة أحادية الولايات المتحدة على الساحة الدولية، وأن الرؤية المشتركة حول ضرورة إعادة تعريف النظام العالمي من خلال الاعتماد على القوى الناشئة تشكل الأساس لتطوير العلاقات بين طهران وموسكو.
وقال كودرزي: في الوقت الحالي، تمر عملية التفاعل والتعاون بين إيران وروسيا بعملية متنامية، وهذا التعاون وتطوير العلاقات يعتمد على المصالح المتبادلة والشاملة للبلدين.
تشكيل إتحاد مناهض للعقوبات
إلى ذلك، رحب أندريه دينيسوف النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي بفكرة تشكيل اتحاد مناهض للعقوبات، وأعلن استعداد موسكو لتشكيل هذه الآلية.
وبالإشارة إلى أن حجم التبادل التجاري بين إيران وروسيا يبلغ أكثر من أربعة مليارات دولار، أكد دينيسوف ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى جانب تطوير العلاقات السياسية. ورحب بمبادرة إيران بشأن تشكيل تعاون برلماني بين الدول المطلة على بحر قزوين.
نقدّر التعاون مع إيران
كما أكد النائب الأول لرئيس لجنة شؤون الدفاع والأمن التابعة لمجلس الاتحاد الروسي، في هذا اللقاء، “إننا نثمن التعاون مع إيران”، وقال: خلال السنوات الماضية، قطعت الدولتان خطوات كبيرة في تطوير العلاقات.
وأضاف: لقد تم تأسيس التعاون المتبادل والبناء على أساس الثقة وإرادة القادة، وكانت هناك دائماً ثقة متبادلة بين البلدين.
وأشار فلاديمير تشيجوف إلى تعاون البلدين في المنظمات والآليات الدولية مثل منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس والدول المطلة على بحر قزوين، وأكد على تعزيز هذا التعاون، وقال: موسكو وطهران ستواصلان مشاوراتهما فيما يتعلق بقضايا مثل خطة العمل الشاملة المشتركة، وقضايا غرب آسيا وفلسطين وسوريا.
كما اقترح محمد أحمدوف، نائب رئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي لشؤون السياسة الاجتماعية وعضو مجموعة التعاون بين الهيئة التشريعية لهذا البلد مع مجلس الشورى الإسلامي، تعزيز تبادل زيارات الوفود الرياضية بين البلدين، وهو ما رحب به الوفد الإيراني.
وأكد أندريه تشيرنيشيف، النائب الآخر للجنة شؤون السياسة الاجتماعية بمجلس الاتحاد الروسي، على ضرورة تعزيز العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.