عضو ”حملة مقاطعة داعمي العدو الصهيوني في لبنان” للوفاق:

مقاطعة العدو الصهيوني سلاحٌ فعال شرط الانتشار والاستمرار

خاص/ الوفاق سلاح المقاطعة ليس بديلاً عن سلاح المقاومةبل هو مكمل له، فسلاح المقاومة له الأولوية لأن هذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة ولكن بالنسبة لمن لا يستطيع أن يقاوم بالسلاح ندعوه للمقاومة بالمقاطعة

2024-12-15
عبير شمص

 

لطالما كان العديد من الشركات الأجنبية الموجودة في الدول العربية والإسلامية مقصداً للناس، ولم تكن منافسة الشركات الناشئة لها واردة لاعتبارات تتعلق بالترويج والجودة والخبرة وغيرها، لكن اليوم، وبعيداً من التوقّعات، أصيب الكثير من هذه الشركات الأجنبية بنكسة في أسواق هذه الدول، تبدّل الوضع في العديد من الدول العربية والإسلامية بعد تغيّر توجّهات الناس التي أخذت على عاتقها مقاطعة الشركات والعلامات التجارية العالمية التي تدعم الكيان الصهيوني، والتي أظهر بعضها تأييداً كاملاً لـ «جيش» الاحتلال الصهيوني إبان عدوانه على غزة فقدّمت خدماتها بالمجان له، مثل شركة «ماكدونالدز» التي قدمت وجبات طعام لجنود الاحتلال في غزة، شبه فارغة بدت مقاهي «ستاربكس» في بعض فروعها، ذاك الاكتظاظ الذي كانت تشهده تحول إلى هدوء شبه تام بعد حملات المقاطعة الواسعة التي انتشرت في العديد من الدول العربية والإسلامية. وفي هذا السياق وحول مدى نجاح تجربة مقاطعة العدو الصهيوني على الصعد كافة حاورت صحيفة الوفاق عضو «حملة مقاطعة داعمي العدو الصهيوني في لبنان» ورئيس الجمعية الوطنية لمقاومة التطبيع الدكتور عبدالملك سكرية، وفيما يلي نصّه:

 

 

من مقاطعة رسمية إلى شعبيةيشير الدكتور سكرية في بداية حديثه بأن المقاطعة لم تفشل في الدول العربية، كانت بعد 48 عاما على النكبة مقاطعة رسمية معتمدة من قبل الحكومات العربية طبق قانون مقاطعة العدو الصهيوني الصادر من جميع الدول العربية، وكان التجاوب معه فعالا جداً في كل الدول العربية وكبد العدو الصهيوني خسائر اقتصادية وسياسية ومعنوية فادحة. ولكن تغيرت الأمور وتبدلت للأسوأ بعد اتفاقية كامب ديفيد بين مصر والعدو الصهيوني وشهدنا تراجعاً كبيراً ولكن النكبة الثانية كانت بعد اتفاق “أوسلو” المشؤوم والذي شكل ضربة قوية لمشروع مقاطعة العدو الصهيوني، فكثير من دول العالم مع بعض الأنظمة العربية التي كانت منتظرة فرصة التطبيع مع العدو تراجعت عن مقاطعتها له، فما دامت منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني اعترفت بالعدو فنحن لن نكون ملكيين أكثر من الملك، وبدأنا نرى التخلي بشكلٍ علني من الحكومات عن مقاطعة العدو الصهيوني في العديد من الدول.
مقاطعة موسمية

هنا أصبحت الكرة بملعب الشعوب وبدأت حملة المقاطعة الشعبية في عدد من الدول العربية وفق الدكتور سكرية، ومنها حملتنا الداعية إلى مقاطعة دائمة للعدو الصهيوني والتي لعبت دوراً مهماً في تعريف الرأي العام على خطر العدو الصهيوني وأهم الشركات الداعمة للعدو الصهيوني والتي يجب على الشعوب مقاطعتها. ووضعنا معايير لهذه الشركات كي لا يكون عملنا عشوائياً بل عمل علمي موضوعي مدروس، وحدننا الشركات التي تتبرع للكيان الصهيوني أو ترعى أنشطة بين مزدوجين ثقافية وترفيهية، ولكن هي ذريعة فقط للتبرع، أو للشركات التي تبني المصانع في الكيان الغاصب وتضخ الثروات في الاقتصاد الصهيوني ووظفت آلاف الشباب الصهاينة في مؤسساتها ومصانعها، وبدأنا بنشر أسماء هذه الشركات وتوزيعها على الناس، في البداية كانت الاستجابة موسمية طبقاً للأحداث الجارية في فلسطين والمنطقة، فعندما يشتد العدوان الصهيوني على فلسطين ترتفع نسبة المقاطعة، وعندما تخف الأحداث تضعف المقاطعة بشكلٍ كبير.

سلاح الأرباح يجدي

الدكتور سكرية أوضح أنه بعد عملية “طوفان الأقصى”  وبعد حرب الإبادة التي يشنها العدو الصهيوني ضد شعبنا في قطاع غزة وعدوانه على الشعب اللبناني في حرب “أولي البأس” ارتفعت المقاطعة على مختلف الأصعدة بشكلٍ كبير في كل الدول العربية دون استثناء، بما فيها الدول المطبعة والتي أقفلت فروع بعض الشركات العاملة فيها والداعمة للعدو الصهيوني مثل مقاهي” ستارباكس” وسلسلة متاجر “كارفور” نتيجة المقاطعة الشعبية وحتى في البلدان الإسلامية مثل ماليزيا وأندونيسا حيث انتشرت المقاطعة بشكل كبيرٍ، للأسف الشديد ولعدم وجود مراكز استطلاع تعمل على قياس نسبة المقاطعة لا نعرف النسب بشكلٍ دقيق ولكن يتبين لنا عبر المعطيات المعلنة من قبل الشركات نفسها. ونحن نستق معلوماتنا من النشطاء العاملين في مجال المقاطعة وأصدقائنا في الدول العربية، وقد أخبرونا أن نسبة المقاطعة تجاوزت 75% في معظم الأقطار العربية.

 

يشير الدكتور سكرية بأننا نعلم جميعاً أن بعض الشعوب العربية مغلوب على أمرها وتعرضت على مدى عشرات السنين لحملات إعلامية عديدة للتلاعب بالوعي وتزييفه وترويضه وكسر شوكتهم وإرادة المقاومة لديهم عبر سلاح التجويع من قبل الغرب فلا  تستطيع هذه الشعوب  التعبير عن رأيها بشكلٍ واضح وعلني الداعم لفلسطين وللمقاومة وعن عدائها لأمريكا والكيان الصهيوني.

 

المقاطعة تطال كافة المجالات

 

يؤكد الدكتور سكرية بأن المقاطعة ليست اقتصادية فقط، بل نحن نعتمد المقاطعة بكافة أشكالها الأكاديمية والرياضية والثقافية والفنية وعلى كل المستويات، واستطعنا إبطال العديد من المهرجانات الفنية والثقافية في لبنان لفنانين ومثقفين  داعمين للعدو الصهيوني و منع عدد كبير من الأكاديميين  من المشاركة في مؤتمرات علمية دولية في الخارج بسبب مشاركة أكاديميين صهيونيين فيها فحضورهم في المكان نفسه مع الصهاينة لا يُعد فقط تطبيعاً عملياً مع العدو الصهيوني بل وإعترافاً به.

 

المقاطعة سلاح فعال شرط الاستمرارية

 

يعتبر الدكتور سكرية بأن مقاطعة العدو الصهيوني سلاحٌ فعال شرط انتشاره بشكلٍ واسع يطال كافة فئات المجتمع  وأن يدوم ويستمر طوال السنة ولا يخضع لتقلبات الاحداث فيشتد مع زيادتها ويخف مع ضعفها، هذا هو التحدي الذي نواجهه بشكلٍ دائم ونسعى لنشر ثقافة المقاطعة كي تكون عمل يومي ونمط حياة.

 

ويلفت الدكتور سكرية بأن سلاح المقاطعة ليس بديلاً عن سلاح المقاومة بل هو مكمل له،  فسلاح المقاومة له الأولوية لأن هذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة ولكن بالنسبة لمن لا يستطيع أن يقاوم بالسلاح ندعوه للمقاومة بالمقاطعة التي تتكامل مع المقاومة بالسلاح وهكذا نعمل على بناء المجتمع المقاوم.

 

ويُنبه الدكتور سكرية بأن المقاطعة ليست فقط ضد الكيان الصهيوني الذي هو أداة بيد الإمبريالية العالمية المتمثلة اليوم بالولايات المتحدة الأمريكية والتي يجب مقاومتها، لذلك الدعوة إلى مقاطعة البضائع والمصالح الأمريكية ويجب أن تنتشر وتعُم كل دولنا العربية والإسلامية فهناك مليارا مسلم إذا اجتمعوا وقاطعوا، تتغير سياسات الدول بل والعالم بما في ذلك سياسة أمريكا، وأنا أجزم برضوخ أمريكا تحت ضغط المقاطعة من قبل المسلمين لأن هذه الإمبريالية العالمية تعبد المال وتحكمها الشركات الكبرى والتي هدفها الأول هو الربح والربح فقط.

 

ويختم الدكتور سكرية حديثه بالقول: أن أهمية المقاطعة تكمن في أنها تمنح الفرصة لكل مواطن لكي يقوم بدوره الطبيعي بمقاومة العدوان الأمريكي الصهيوني على دولنا وشعوبنا والكل مستهدف كل عربي وكل مسلم مستهدف وكل حر في هذا العالم مستهدف، لأن هذا العدوان هو عدوان على القيم الإنسانية والأخلاقية، لذلك على الجميع أن يتحد وأن يقاوم كل بطريقته والمقاطعة هي قاسم مشترك عند الجميع.

 

 
المصدر: الوفاق/خاص