الشيخ نعيم قاسم: المقاومة مستمرة وعلى الحكومة متابعة الخروقات

أكد الشيخ قاسم أن “‫شرعية المقاومة تأخذها من إيمانها بقضيتها ‫مهما كانت الإمكانات، ‫سواء كانت إمكانات كبيرة أو إمكانات قليلة”، وشدد على أن “المقاومة لا تربح بالضربة القاضية على ‫عدوها، ‫هذه المقاومة تربح بالنقاط، و‫يمكن المقاومة تستمر 10 سنوات، ‫ويمكن ان تستمر 50 سنة”.

2024-12-15

اكد الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، أن ‫مساندة غزة كانت عملا نبيلا وراقيا وهو واجب ‫علينا بل هو واجب على كل الأمة على كل العرب ‫والمسلمين، وقال إنهم “عندما لم يقوموا بواجباتهم تغول الصهاينة ‫وقاموا بما قاموا به وفرعنوا على الأرض”.

 

وأشار الشيخ قاسم إلى أن حزب الله كان يتوقع أن يحصل العدوان على لبنان، لكن لم يكن يعلم ما هو التوقيت الذي سيختاره ‫الصهاينة، مؤكداً أن هذا الأمر كان قبل طوفان الأقصى، ‫واستمر بعد طوفان الأقصى، موضحاً أن العداون لا علاقة له بإسناد غزة.

 

وشدد الشيخ قاسم على أن العدوان على لبنان، له علاقة بالمشروع التوسعي الإسرائيلي، ‫لأن العدو يريد إلغاء أي مقاومة تقف بوجه ‫مشروعه على مستوى كل المنطقة.

 

واعتبر الشيخ نعيم قاسم أن العدو أنجز خلال عدوانه على لبنان قتل القيادات في حزب الله وعلى ‫رأسهم سماحة سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر ‫الله رضوان الله تعالى عليه، ‫وعدد من القيادات والمجاهدين، ‫وأنجز الاختراقات لشبكة الاتصالات وتفجير ‫البيجر والاتصالات.

 

ولفت الشيخ قاسم أن هذه الأمور هي من انجازات العدو، ‫وكان الثمن كبيرا ومؤلما، لكن العدو لم يحقق أهدافه ‫بهذه العمليات التي حصلت في أواخر شهر ‫أيلول، ‫ثم قام بجرائمه الوحشية على المدنيين والقرى ‫والبيوت والآمنين والأطفال والنساء.

 

وأشار إلى أن جرائم العدو الإسرائيلي ‫كانت تستهدف كسر المقاومة، ‫لكنه لم يتمكن على الرغم من عظيم التطحيات، وقال إن “الجرائم الإسرائيلية ليست إنجازا”، وفي المقابل فإن المقاومة أنجزت منع العدو من القضاء على ‫المقاومة وسحقها.

 

ولفت إلى أن العدو ذكر مرات عدة، أنه يريد أن ينهي وجود ‫حزب الله، لكن المجاهدين منعوه من التقدم في الميدان، وكانت صواريخهم تصل إلى الجبهة الداخلية، وآلموهم كثيراً وهجروا الكثير من المستوطنين ‫أكثر من 200 ألف مستوطن تقريبا. ولفت إلى أن المقاومة قتلت مئات الجنود، ‫وجرحت المئات أيضا، وادت عملياتها إلى حصول أضرار اقتصادية واجتماعية وأضرار ‫بأنواع شتى في الداخل الإسرائيلي.

 

وقال الشيخ قاسم، إن ما انجزته المقاومة هو منع العدو من تحقيق هدفه ‫بسحق المقاومة، في حين أن ما انجزه العدو هو إيلامنا بقتل قادتنا ‫والاتصالات. وشدد الشيخ قاسم على أن أهلنا تحملوا التضحيات الكبيرة لعدم ‫كسر المقاومة، وقال “أحييهم جميعا هؤلاء الشجعان الذين حموا ‫المقاومة وحملوها، ‫واعتبروا أنها خيارهم الوحيد والأساسي في ‫هذه المواجهة وفي هذه التضحيات، ‫فكانوا سندا للمقاومين المجاهدين الأبطال ‫الذين صمدوا في الميدان”.

 

العدو هو من ذهب الى الاتفاق ونراقب الخروقات والحكومة هي المعنية بمتابعتها

 

وأكد الشيخ قاسم أن العدوان هو المشكلة وليست المواجهة ‫هي المشكلة، وقال “الحمد لله الذي مكننا من أن ننجز هذه ‫المواجهة بانتصار حقيقي، والعدو الإسرائيلي أدرك أن الأفق في مواجهة ‫مقاومة حزب الله مسدود، ‫فذهب إلى اتفاق إيقاف العدوان”.

 

وكشف الشيخ قاسم أن ‫الاتفاق أتى به هوكشتاين، ‫وهو متفق عليه بين إسرائيل وأمريكا، ‫وعرضه علينا من خلال عرضه على الدولة ‫اللبنانية وعلى الأستاذ نبيه بري. وأضاف “‫كانت هناك ملاحظات عند الرئيس بري، ‫وكانت هناك ملاحظات لدينا، ‫عدلنا ما استطعنا في هذا الاتفاق، ‫وبالتالي هو الذي أتى بالاتفاق”.

 

وأكد الشيخ قاسم أن هناك 3 عوامل أدت بالعدو إلى أن يذهب إلى الاتفاق، وهي صمود المقاومين الأسطوري في ‫الميدان، ودماء الشهداء والتضحيات، والإدارة السياسية ‫والجهادية المتكاملة والفعالة في إدارة ‫معركة أولي البأس أوصلت إلى هذه ‫النتيجة.

 

وقال الشيخ قاسم “تقييمنا أن المقاومة انتصرت ‫لأن العدو لم يتمكن من تحقيق هدفه المركزي ‫وهو القضاء على حزب الله، ‫ولم يتمكن من إعادة المستوطنين من دون ‫اتفاق، ‫ولم يتمكن أن يدخل إلى الشرق الأوسط الجديد ‫من بوابة لبنان، ‫كنا سدا منيعا منعناه من تحقيق هذا الهدف من ‫بوابة لبنان”.

 

وأكد أن المقاومة بقيت إلى اللحظة الأخيرة في ‫الميدان، ‫وبقي المجاهدون يقاومون على الحافة ‫الأمامية، ‫وهم مرفوعو الرأس، ‫وهم في بأسهم الشديد. وشدد على أن الاتفاق الذي حصل هو لإيقاف العدوان وليس لإنهاء ‫المقاومة، موضحاً أن “‫هذا الاتفاق هو اتفاق تنفيذي مستمد من ‫القرار 1701، ‫ويرتبط بجنوب نهر الليطاني حصرا بحيث تنسحب ‫إسرائيل إلى الحدود اللبنانية وينتشر الجيش ‫اللبناني كسلطة وحيدة تحمل السلاح فلا ‫يتواجد المسلحون والأسلحة في هذه المنطقة”.

 

وأكد الشيخ قاسم أن الاتفاق لا علاقة له بالداخل اللبناني وعلاقة المقاومة بالدولة ‫والجيش ووجود السلاح وكل القضايا الأخرى ‫التي تحتاج إلى حوار ونقاش. وقال “قد صبرنا خلال هذه الفترة على مئات ‫الخروقات الإسرائيلية من أجل أن نساعد على ‫تنفيذ الاتفاق، ‫وكي لا نكون عقب أمامه، ‫ولنكشف العدو الإسرائيلي، ‫ونضع كل المعنيين أمام مسؤولياتهم”.

 

وأكد أن “‫الحكومة هي المعنية بمتابعة منع الخروقات ‫الإسرائيلية، ‫واللجنة المكلفة بمواكبة الاتفاق هي المعنية ‫بمنع الخروقات الإسرائيلية وتنفيذ الاتفاق”، وقال ‫”نحن كحزب الله نتابع ما يحصل ‫ونتصرف بحسب تقديرنا للمصلحة”.

 

شرعية المقاومة تأخذها من ايمانها بالقضية

 

وفي السياق، أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أن المقاومة هي إيمان وإعداد، ‫إيمان بالله تعالى والحرية والعزة والدفاع ‫عن الحق والأرض والوطن، لافتاً إلى أن هذا الإعداد هو إعداد بالسلاح والإمكانات ‫لحماية هذا الإيمان في مواجهة الأعداء.

 

ولفت الشيح قاسم، أنه لا تكفي الشكوى لمواجهة العدو الاسرائيلي، وقال “‫نحن قلنا مرارا وتكرارا، ‫والآن أقول فلسطين نقطة الارتكاز لتحريرها ‫في هذه المنطقة”.

 

وأوضح أن “إسرائيل المعتدية والمحتلة ‫لفلسطين تتخذ من عدوانها على فلسطين نقطة ‫ارتكاز لاحتلال المنطقة بأسرها، ‫فخير لنا أن نواجه هذه الغدة السرطانية ‫مجتمعين من أجل منعها من التوسع من ناحية، ‫ومن أجل إبطال احتلالها من ناحية أخرى، ‫كل بحسب إمكاناته وظروفه وواقعه، من أن نتفرج ‫وتأكلنا إسرائيل واحدا تلو الآخر”.

 

وأكد الشيخ قاسم أن “‫شرعية المقاومة تأخذها من إيمانها بقضيتها ‫مهما كانت الإمكانات، ‫سواء كانت إمكانات كبيرة أو إمكانات قليلة”، وشدد على أن “المقاومة لا تربح بالضربة القاضية على ‫عدوها، ‫هذه المقاومة تربح بالنقاط، و‫يمكن المقاومة تستمر 10 سنوات، ‫ويمكن ان تستمر 50 سنة”.

 

ولفت الشيح قاسم إلى أن المقاومة تربح أحيانا وتخسر أحيانا، ‫تأخذ جولة وتنتكس في جولة، مشيراً إلى أن “هذا أمر طبيعي في عمل المقاومة، ‫المهم هو استمرارها، ‫والمهم هو بقاؤها في الميدان ‫مهما كانت إمكاناتها محدودة”.

 

وأكد أنه “‫عندما تقدم المقاومة التضحيات، ‫هذا لا يعني أنها خسرت، ‫بل دفعت ثمن استمراريتها، ‫لأن التضحيات هي التي تجعل المقاومة ‫تتبلور”، ولفت إلى أن التضحيات هي الثمن الطبيعي لاستمرارية ‫المقاومة.

 

ولفت إلى أن الانتصار هو أن لا نتزعزع، لان الانتصار ان تبقى المقاومة، و‫الانتصار أنك لا ترد على تلك الأصوات النشاز ‫التي تعيش حالة من الخيبة واليأس والخوف ‫والرعب، ‫المهم أن تبقى على الحق”.

 

المقاومة مستمرة ولكل مرحلة طرقها

 

وفي السياق، أكد الشيخ قاسم أن ‫مقاومة حزب الله مستمرة، ‫إيمانا وإعدادا، ‫والتضحيات تزيدنا مسؤولية، ‫في مواجهة هذا العدو التوسعي. وتساءل “‫هل تحرر لبنان إلا بالمقاومة؟ هل خرجت ‫إسرائيل من الشريط الحدودي المحتل إلا ‫بالمقاومة؟ هل استطعنا أن نوقف إسرائيل لمدة ‫17 سنة من 2006 إلى 2023 إلا بالمقاومة؟ هل ‫كان الانتصار في تموز الذي منع الشرق الأوسط ‫الجديد سنة 2006 إلا بالمقاومة؟

 

وقال الشيخ نعيم قاسم “تعالو إلى مقاومة أنشئت وأثبتت ‫جدواها وبيّنت أن هذا العدو لا يمكن أن ‫ينحسر ولا يمكن أن يخرج من الأرض إلا بواسطة ‫المقاومة”، وشدد على أن المقاومة مستمرة، وأن لكل مرحلة طرقها وأساليبها، وشدد على أن من ‫المهم أن تبقى المقاومة لكن الأساليب والطرق ‫لها علاقة بكل مرحلة على حدة وهذا ما سنعمل ‫عليه.

 

وأكد الشيخ قاسم، أن المقاومة دافعت عن لبنان، لأن العدوان الأخير كان على ‫لبنان، و‫لم يكن على حزب الله حصراً وإن استهدف بشكل ‫مباشر. وقال إن المقاومة دفعت وأوقفت ‫هذا العدوان على لبنان، بمقاومة المجاهدين الأسطورية ‫وبصمودهم والتفاف أهلنا وأحبتنا والتفاف كل ‫الأحرار في لبنان.

 

وشدد الشيخ قاسم على أن “كل اللبنانيين الذين آووا ‫والذين ساندوا والذين تمنوا نصر المقاومة ‫والذين اعترضوا على إسرائيل هؤلاء كلهم ‫شركاء في عملية النصر لأنهم آزروا المقاومة ‫ووقفوا إلى جانبها ومعها”.

 

وشدد على على أنه “لم يكن هذا الصمود من المقاومين على ‫الجبهة لوصلت إسرائيل إلى بيروت وبدأت ‫الخطوات التالية ومنها التوطين والاستيطان ‫في جنوب لبنان وإضعاف قدرة لبنان والتحكم ‫بسياساته ومستقبله”، وأوضح “‫نحن لا نتكلم عن عدو مجهول، ونحن لا نتكلم عن أفكار غير قابلة للتطبيق”.

 

المصدر: قناة الكوثر