بعد تشخيص إصابة الطفل بالتوحد، تسأل كل أم نفسها عما يجب فعله وما لا يجوز فعله مع الطفل المصاب بالتوحد. إنها أسئلة منطقية حيث يريد الآباء والأمهات ما هو الأفضل لأطفالهم في المستقبل. سيحتاج كل طفل مصاب بالتوحد إلى دعم مختلف، ولكن لا تزال هناك أشياء معينة يجب على جميع الآباء والأمهات تجنبها.
فهذه الأخطاء غالباً ما تحفز المصاب بالتوحد بشكل مفرط؛ ما يؤدي إلى إجهاده وإجهاد الأهالي، بشكل غير ضروري. ولمساعدتك على تجنب هذا، دعينا نلقي نظرة على ما لا ينبغي فعله مع الطفل المصاب بالتوحد، كما يؤكد الأطباء والمتخصصون.
لا تدعيهم يعتقدون أن التوحد أمر سيئ
قد تبدو العبارة واضحة، لكن العديد من الأطفال المصابين بالتوحد ينتهي بهم الأمر في موقف يعتقدون فيه أن هناك شيئاً خاطئاً بهم بسبب تشخيصهم. بالتأكيد سمعت كيف أن العديد من الأمهات يحملن دلالة سلبية لتشخيص إصابة ابنها بالتوحد.
إن أغلب هذه الحالات تأتي من أفراد الأسرة الأكبر سناً الذين عاشوا في وقت لم يكن معروفاً فيه الكثير عن مرض التوحد، لذا فلا يوجد أي موقف وراء ذلك. ومع ذلك، فمن واجب آباء وأمهات الأطفال المصابين بمرض التوحد، ضمان عدم وصول أطفالهم إلى هذه الدلالة السلبية عند تشخيصهم بالإصابة بمرض التوحد.
وعلى كل أم أن تعلم أن مرض التوحد يؤثر في كل طفل بشكل مختلف ولا يوجد شخصان متماثلان؛ لذلك في أثناء نوبات الغضب للطفل الناتج عن التوحد، من المهم أن تحافظي على هدوئك وتمنحي طفلك مساحة. اسمحي له بالتحفيز مع إزالة أي شيء قد يؤدي إلى زيادة التحميل الحسي. بمجرد أن يكون الطفل على الطريق إلى التهدئة الذاتية، اسمحي لشخص واحد بالتحدث إليه لمساعدته على الهدوء أكثر.
لا تعقِّدي مهام ابنك المصاب
يحتاج ابنك إلى تعليمات محددة. فإذا كان تنظيف غرفته يتطلب عدة خطوات مختلفة مثلاً؛ فلا يمكنك أن تقولي له فقط “نظف غرفتك”، وإلا فسوف يشعر بالإرهاق؛ ما قد يؤدي إلى نوبات غضب محتملة بسبب التوحد .
ولا يمكنك أيضاً أن تخبريه بكل الخطوات في بداية المهمة، بل اتركيه ليفعل ما يشاء. فهو يحتاج إلى إرشادات خطوة بخطوة. ومع ذلك، بمجرد حصوله على هذه الإرشادات، يصبح قادراً على إكمال مهمته دون تحميله أي عبء حسي.
قد يحتاج بعض الأطفال أيضاً إلى لغة بسيطة لتوجيههم في مهامهم. وخذي بعين الاعتبار أن بعض الأطفال لا يفهمون الكلمات؛ فهذا
الطفل المصاب مثلاً، عندما تطلبين منه ارتداء ملابسه للذهاب إلى المدرسة أو النوم، يتعين عليك أحياناً تقسيم الكلمات لتشجيعه على ارتداء ملابسه بنفسه. قد يستغرق الأمر وقتاً أطول، لكن اللغة البسيطة والمهام ستكون أسهل بالنسبة لك ولأطفالك.
لا تغيري روتينه فجأة
يزدهر العديد من الأفراد المصابين بالتوحد في بيئة روتينية. ورغم أن الحياة لديها طريقة لتغيير الروتين حسب نزوة؛ فينبغي لآباء المصابين بالتوحد بذل قصارى جهدهم للتأكد من عدم تغيير روتين طفلهم المصاب بالتوحد دون داعٍ؛ حيث يمكن أن تؤدي التغييرات الروتينية إلى التحميل الحسي، والانهيارات التوحدية، ومشاكل النوم، وهذه هي فقط تلك التي يمكنك تسميتها من تجربتي الشخصية.
بعض المصابين قادرون على التكيف مع التغييرات بشكل أفضل في معظم الأوقات، لكن آخرين قد لا يكونون مستعدين له، واعلمي أن التغييرات المفاجئة أكثر إرهاقاً بكثير وقد تكون نتيجتها المزيد من الليالي بلا نوم مع طفل لا يمكن تهدئته.
يوصي الخبراء بالبحث عن الدعم، سواء عبر الإنترنت أو من منظمة محلية. كما يوصون بالحفاظ على روتين ثابت لأطفالك والتأكد من تضمين اللعب في جدولهم الزمني. وأهم من ذلك كله أن تحافظي على الإيجابية، والاعتناء بنفسك حتى تكوني في أفضل مكان لرعاية طفلك.
لا تقارني طفلك المصاب بأقرانه
إن مقارنة الأطفال بأقرانهم هي المثال المثالي لما لا ينبغي فعله مع الطفل المصاب بالتوحد. وفي حين أن المنافسة قد تكون رائعة في المباريات الرياضية؛ فإنها قد تؤدي أيضاً إلى تعزيز الاستياء في جوانب أخرى من حياة الطفل.
بدلاً من ذلك، يجب أن تحتفلي بكل إنجاز يحققه طفلك، ولا يهم إذا جاء الإنجاز متأخراً عن أقرانه. ما يهم هو أنه أكمل الإنجاز. إن تجنب المنافسة يمكن أن يساعد في تعزيز بيئة أكثر شمولاً ودعماً لأطفالك المصابين بالتوحد حتى ينضجوا.