يغطي الدخان المتصاعد من موقد حديدي أجواء المكان أثناء إشعال سيدة غزاوية كومةً من الحطب جمعها زوجها من الحقول والطرقات الزراعية القريبة من منزلهما جنوبي قطاع غزة، لتعد طعام الغذاء لأفراد أسرتها.
ويلجأ أهالي قطاع غزة الفلسطيني، إلى الحطب في ظل الارتفاع الحاد لأسعار الطاقة، و يضطر النازحون في مراكز الإيواء لاستخدام الحطب والخشب في حياتهم اليومية، لإعداد ما يتوافر من طعام وكذلك الخبز في حال توافر الدقيق، بينما يستخدمه كثيرون للتدفئة مع استمرار الأجواء الباردة التي تسببت بزيادة انتشار الأمراض خصوصاً لدى الأطفال.
ومع دخول فصل الشتاء زادت الحاجة إلى الحطب، وأصبح مصدر رزق لكثيرين، وكان الحطب بديلاً لغاز الطهي بفعل النقص الحاد في أنابيب الغاز في القطاع.
وكشف عدد من بائعي الحطب في القطاع أنهم يجمعونه من أماكن عديدة، خاصة الأشجار التي قام الاحتلال بتجريف الأراضي المزروعة فيها، وهي من أشجار مختلفة على رأسها الزيتون كانت مزروعة في أراضي الفلسطينيين.
في السياق، ذكرت وكالة “رويترز” في تقرير لها، أن الشتاء يزداد قسوة عاماً بعد آخر، ويدفع الارتفاع الحاد في أسعار الغاز وتكرار انقطاع التيار الكهربائي، كثيرين من سكان غزة للجوء على نحو متزايد للحطب، الذي يقول الخبراء إنه قد يضرّ بالبيئة.
وقال التقرير، إنه بسبب زيادة الطلب، اتجه الكثيرون لقطع الأخشاب وبيع الحطب في قطاع غزة الساحلي الضيّق الذي يقطنه نحو 2.3 مليون نسمة وتفرض عليه قوات الاحتلال حصاراً منذ عام 2006، اشتد ليمسي مُحكماً في تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أكد، في بيانٍ سابق له، إصابة المئات في قطاع غزة بأمراض الجهاز التنفسي، بسبب الغازات السامة المنبعثة من إشعالهم النيران لإعداد الطعام. وحذر المكتب الإعلامي من تسجيل إصابات بسرطان الرئة، جراء تفاقم أزمة غاز الطهي وانقطاعه.
ويعاني قطاع غزة من حصار مشدّد تفرضه سلطات الاحتلال منذ عام 2007، ما أدى إلى تدهور البنية التحتية، وتفاقم معدلات البطالة والفقر. وعلى مدار سنوات، وشنّت اعتداءات عسكرية متلاحقة، كان آخرها في تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث شنّت غارات مكثّفة أدت إلى تدمير واسع النطاق، وتهجير آلاف العائلات التي فقدت منازلها، وتركت بعض المناطق عبارة عن أطلال لا تصلح للسكن.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم 436، مرتكباً مزيداً من المجازر بحق المدنيين، ومعتدياً على المستشفيات والمدارس التي تؤوي نازحين، ما أدّى إلى ارتقاء عددِ من الشهداء والجرحى.
وبدعم أميركي، يرتكب الاحتلال منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.