موناسادات خواسته
شهدت المنطقة في الآونة الأخيرة الكثير من الأحداث، خاصة بعد عملية “طوفان الأقصى”، والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني، أمام أعين الجميع بدم بارد، والصمت الذي نشهده من قِبَل الذين يدعون بحقوق الإنسان وحقوق الطفل، بل قاموا بدعم الكيان الصهيوني والجماعات الإرهابية، وإثارة الفوضى بالمنطقة، في ظل الأحداث التي شهدتها المنطقة، أجرينا حواراً مع أستاذ الجغرافيا السياسية والباحث في العلوم السياسية، الخبير الإستراتيجي التونسي الدكتور عمادالدين الحمروني، حول التطورات الأخيرة ومحور المقاومة، فيما يلي نصّه:
التطورات الأخيرة في المنطقة
بدأ الحوار بالحديث عن التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة، فقال الدكتور الحمروني: ما حصل هو بمثابة زلزال جيوسياسي كبير كان مركزه غزة، وسقوط نظام بشار الأسد هو إرتدادات السابع من أكتوبر 2023 وما حصل بعده من مواجهة بين الحلف الصهيوأميركي ومحور المقاومة.
ويتابع أستاذ الجغرافيا السياسية: لم يستطع العدو الصهيوني تحقيق أهدافه بغزة رغم الدمار والقتل والتهجير والتجويع، إنتقل بعدها إلى المواجهة مع لبنان على إعتبار أن قلب محور المقاومة وقيادته هي بالضاحية ورغم تحقيق أهداف أمنية باغتياله لسماحة السيد الشهيد حسن نصرالله (رضوان الله تعالى عليه) و بعض قادة الصف الأول من العسكريين بالحزب وتحييد أكثر من 5000 مقاوم عن طريق تفجير أجهزة البيجر واللاسلكي لم يستطع التقدم ولو لخمس كلم في الجنوبي اللبناني بفضل المجاهدين بالجنوب.
ويضيف الحمروني: أمام هذه الهزائم للعدو رغم الدمار الهائل الذي حققه بغزة والجنوب اللبناني والضاحية واستشهاد أكثر من 50000 شهيد بغزة وحوالي 5000 شهيد بلبنان على امتداد 15 شهراً قرر القبول بوقف إطلاق النار بلبنان لـ60 يوماً للتفرغ إلى الحرب على سوريا.
أصبحت دبابات العدو الصهيوني على قرب العاصمة دمشق واستحوذ على منطقة جبل الشيخ الإستراتيجية ودمّر أهم القدرات العسكرية للدولة السورية وسرق الآثار، أنه سيناريو العراق يتكرر.
دعم أمريكا والغرب للكيان الصهيوني
عن سبب دعم أمريكا والغرب للكيان الصهيوني والصمت تجاه جرائمه، يقول الدكتور الحمروني: الأميركي والأوروبي يعتقدون بأنهم حققوا إنجازاً مهماً مقابل إيران ومحور المقاومة مما سيسهل أي مفاوضات قادمة مع الحكومة الإيرانية وبذلك سيضعفون المجال الجيوسياسي للصين الشعبية، فحربهم هي حرب الغاز والنفط والممرات، لذلك هم صامتون الآن عن مجازر نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية ولمجازر الجماعات الإرهابية لأن كلاهما يحقق مصالح الغرب الكبرى.
إغتيال قادة المقاومة
عندما سألنا الخبير الإستراتيجي عن رأيه حول إمكانية وقف المقاومة من خلال إغتيال قادتها، قال: تركيا اليوم هي قوة مؤثرة بغرب آسيا وشرق أوروبا لما لها من دور في إسقاط النظام بسوريا وعلاقاتها المتينة بالجماعات المسلحة التي تسلّمت الدولة السورية اليوم؛ لكن في المقابل ستكون في مواجهة مباشرة مع الجانب الصهيوني وأيضاً العربي خاصة مع بعض الدول العربية. كل هذه التعقيدات ستحدث فوضى أمنية وعسكرية وسياسية على المدى القريب وستبرز من داخل سوريا قوى ثورية مقاومة مثلما حدث بالعراق. المقاومة في المنطقة ستتعزز لأن المعركة ستكون مفتوحة بين العديد من الأطراف بسوريا والتي ستمتد إلى الأردن.
“طوفان الأقصى”
وفيما يتعلق بعملية “طوفان الأقصى” وتأثيرها على المنطقة، يقول الحمروني: “طوفان الأقصى” مستمرة وستواصل مسيرها بأساليب أخرى وقيادات شابة ستبتكر خططاً نوعية تصل إلى الداخل الصهيوني قريباً.
محور المقاومة
وتابع الحمروني: محور المقاومة بحاجة إلى مراجعة خططه وأساليبه ووضع تخطيط ميداني ليس فقط عسكرياً وأمنياً، بل إعلامي وثقافي واقتصادي. هناك طاقات كبيرة بالمنطقة بحاجة إلى الرعاية والتوجيه وأيضاً التواصل مع الشعوب الداعمة لفلسطين والمقاومة في أوروبا، التي هي أيضاً تعيش تحت الهيمنة الأميركية والإستفادة من تعاطفها مع غزة ولبنان.