في الوقت ذاته، ذكرت وزارة الحرب الصهيونية أن عدد المصابين من جنود جيش الاحتلال ارتفع ليصل إلى نحو 13 ألفاً و500 مصاباً. بالتزامن يتواصل القصف الجوي والمدفعي الصهيوني على مناطق متفرقة من شمالي القطاع مخلفاً الشهداء والجرحى. ومنذ السادس من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يتعرض شمال القطاع لعدوان صهيوني بري أخرج الخدمات الإنسانية كافة عن الخدمة ومنع إدخال المساعدات.
*العدو الصهيوني يقرّ بمقتل جنود في القطاع
في التفاصيل، أعلن جيش الاحتلال الصهيوني، تحت بند “سمح بالنشر”، مقتل الرائد احتياط موشيكو روزنفيلد (35 عاماً) في معركة جنوب قطاع غزة. وأشار إلى أن روزنفيلد هو قائد سرية في كتيبة الهندسة 7107، لواء “الناحل”. وفي الحادث نفسه، قُتل أيضاً جندي آخر لم يسمح بنشر اسمه بعد.
كما أفادت وسائل إعلام صهيونية بمقتل جنديين وإصابة 5 آخرين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وذكرت وزارة الحرب الصهيونية أن عدد مصابي جيش الاحتلال ارتفع إلى نحو 13 ألفاً و500 مصاباً، ولم تعلن الحصيلة الجديدة لعدد قتلاها؛ لكنها قالت مؤخراً إن العدد ارتفع منذ بداية الحرب على غزة إلى 808، بينهم 380 بالمعارك البرية في القطاع.
*آليات عسكرية صهيونية تقتحم شمال غرب رفح
وفي السياق، نقلت وسائل إعلام في غزة عن شهود عيان أن آليات عسكرية صهيونية تقدمت فجر الثلاثاء، بشكل مفاجئ ومحدود، شمال غرب مدينة رفح، وسط غطاء ناري كثيف من الآليات العسكرية ومسيّرات من نوع “كواد كابتر”. كما أفادت وسائل الإعلام بأن جيش الاحتلال اقتحم منزلاً يعود لعائلة البردويل غرب رفح.
ومن وقت لآخر، تتقدم آليات جيش الاحتلال الصهيوني إلى منطقة شمال غرب رفح، المعروفة باسم المواصي، حيث تنفذ عمليات عسكرية تستمر لساعات قبل أن تتراجع وتُعيد تموضعها في المدينة.
وبدأت القوات الصهيونية عملية عسكرية برية برفح في السادس من مايو/ أيار الماضي، وسيطرت على معبر رفح، الذي أحرقته ودمرت مبانيه في وقت لاحق من الشهر ذاته.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو، تداولها ناشطون على مواقع التواصل الأيام الماضية، دماراً هائلاً في رفح، إذ وثقت وجود أحياء سكنية بمنازل مدمرة بالكامل.
وبدعم أميركي، ترتكب القوات الصهيونية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت نحو 152 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
*مجزرة جديدة في غزّة
وفي اليوم الـ438 للعدوان، ارتكب جيش الاحتلال الصهيوني مجزرة جديدة باستهداف منزل في حيّ الدرج شرق مدينة غزّة.
وقال الدفاع المدني الفلسطيني: إن طواقمه انتشلت جثامين 10 شهداء وعدداً من المصابين إثر غارة صهيونية استهدفت منزلاً لعائلة الطباطيبي في حيّ الدرج شرق مدينة غزّة. وأكدت طواقم الدفاع المدني وجود عدد من المفقودين تحت أنقاض المنزل، مشيرة إلى وجود 19 فلسطينياً في المنزل المستهدف.
كما أفادت مصادر فلسطينية أن جيش الاحتلال الصهيوني يفجّر روبوتات في محيط مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا. وقال مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية: “منذ الإثنين نواجه المشهد نفسه؛ قصف جوي ومدفعي وتفجير روبوتات في محيط المستشفى”. وأضاف أبو صفية: “ما كان جديداً يوم الإثنين هو وصول سيارات الإسعاف التي نُسقت من خلال DCO؛ ولكن هذه السيارات استهدفت، ما أسفر عن إصابة اثنين من المسعفين وتعطيل 3 من أصل 4 سيارات إسعاف، و3 منها خارج الخدمة تماماً وحالياً هي متوقفة في الشوارع”.
إلى ذلك، استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين في قصف صهيوني استهدف منزلاً في بيت لاهيا شمالي القطاع.
وقال شهود عيان: إن “هناك موجة نزوح جديدة من المنطقة التي يتقدّم فيها جيش الاحتلال الصهيوني في منطقة المواصي غرب مدينة رفح”. وأفادت مصادر طبية عن إصابة عدد من الفلسطينيين في استهداف الاحتلال خيام النارحين غرب مدينة رفح.
والإثنين، قالت وزارة الصحة في غزّة: إن “الاحتلال ارتكب 7 مجازر ضدّ العائلات في قطاع غزّة وصل منها إلى المستشفيات 52 شهيداً و203 إصابات خلال 24 ساعة الماضية”. وأضافت: “مازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”.
وأعلنت الوزارة ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني إلى 45,028 شهيداً و106,962 مصاباً منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2023.
*دبابات صهيونية تحاصر عائلات نازحة بالمواصي
في غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام في غزة إن دبابات صهيونية تحاصر عائلات فلسطينية نازحة وسط إطلاق نار مكثف في منطقة المواصي غربي مدينة رفح، مشيرة إلى وقوع عدد من المصابين.
وقد ناشدت عائلات فلسطينية نازحة محاصرة الصليب الأحمر والجهات المختصة إجلاءها من منطقة المواصي. ووثقت مشاهد مصورة، صباح الثلاثاء، محاولة عدد من الفلسطينيين الاحتماء وسط سماع أصوات إطلاق نار كثيف بالقرب منهم في مواصي رفح.
وتظهر المشاهد احتماء المواطنين بين خيام النازحين من الإطلاق الكثيف للنار.
والمواصي هي منطقة ساحلية فلسطينية، تقع جنوبي غرب قطاع غزة، اشتهرت بأراضيها الزراعية ومياهها الجوفية العذبة، وقد تحولت بفعل سياسات الاحتلال الصهيوني من “سلّة غذاء قطاع غزة” إلى أراض قاحلة، وبؤرة للنزوح في القطاع.
*بؤرة نزوح
وتتابعت بيانات عسكرية لقوات الاحتلال، تدعو سكان القطاع بالتوجه جنوبا نحو المناطق المفتوحة غرب خان يونس، وتحديداً إلى منطقة المواصي التي قالت القوات الصهيونية إنها “منطقة آمنة”، ستُرسل إليها المساعدات الدولية عند الحاجة.
وبدأ النازحون بالتدفق إلى المنطقة التي وُجهوا إليها؛ ولكنهم لم يجدوا عند وصولهم مأوى أو مساعدات إنسانية، إذ لا تعتبر المواصي مؤهلة لاستقبال نازحين، سواء من حيث كفاءة البنية التحتية وتوافر الخدمات، أو من حيث كفاية المباني السكنية.
واضطر القادمون إلى المنطقة للتكدس في مناطق قاحلة ضيقة في العراء، وفي ظروف تفتقر للشروط الأساسية للحياة البشرية، حيث لا تتوفر مياه أو كهرباء أو دورات مياه، فضلاً عن مساعدات إنسانية لا تكفي الأعداد المتزايدة من النازحين.
ورفضت الأمم المتحدة اعتبار المواصي منطقة آمنة، وعلقت بأنها تعوزها الظروف الأساسية للأمن والحاجات الإنسانية الأساسية الأخرى، وتفتقد لآلية للإشراف على تنفيذ منطقة آمنة فيها. واكتفت ببناء معسكر خيام للنازحين فيها.
*شهيد فلسطيني برصاص الاحتلال في نابلس
بموازاة ذلك، استشهد فلسطيني، مساء الإثنين برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحام مخيم عسكر شرق مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة.
وأطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع، ما أدى إلى استشهاد الشاب محمد ياسر عمر أبو كشك (18 عاماً).
وتسلمت طواقم الإسعاف الفلسطينية جثمان الشهيد قرب مخيم عسكر، فيما اقتحمت آليات عسكرية صهيونية منطقة المساكن الشعبية وتلة عسكر شرق نابلس.
وفي وقت سابق، ذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن فلسطينياً أصيب برصاص الاحتلال الحي في منطقة تلة عسكر شرق نابلس، حيث منعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من الاقتراب من المصاب لإسعافه، ليرتقي شهيداً متأثراً بإصابته.
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، استشهد 813 فلسطينياً برصاص الاحتلال والمستوطنين والقصف الجوي في الضفة المحتلة، منهم 89 شهيداً في مدينة نابلس.
وتواصلت أعمال المقاومة في الضفة الغربية خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، ضمن معركة “طوفان الأقصى”، ووقع 14 عملاً مقاوماً ضد جنود الاحتلال والمستوطنين.
*حماس: العدو لن يجلب الأمان لجنوده
من جانبه، قال القيادي في حركة حماس “محمود مرداوي”: إن الاحتلال لن يجلب لجنوده ومستوطنيه في الضفة الغربية الأمن، مهما اتخذ من إجراءات أمنية مشددة.
وأكد مرداوي أن الشعب الفلسطيني متمسك بخيار المقاومة والصمود “مهما كلف ذلك من تضحيات”. كما أكد أن عمليات المقاومة في الضفة “لن تتوقف على رغم عدوان الاحتلال، وملاحقة أجهزة السلطة الأمنية للمقاومين وأبناء شعبنا”.
كذلك، استنكر مرداوي سلوك أجهزة السلطة في جنين، مشيراً إلى أنه “يأتي في توقيت مشبوه، وفي الوقت الذي تسعى فيه حكومة الاحتلال إلى ضم الغربية وطرد الفلسطينيين”.
وطالب القيادي في حماس السلطة الفلسطينية بالتوقف فوراً عن هذا السلوك “غير الوطني، والذي يخدم الاحتلال”، داعياً إلى “العمل على تعزيز الحالة الوطنية، وليس تصفية المقاومين في الضفة الغربية”.