قرر مئات السجناء السياسيين في البحرين اتخاذ خطوات قاسية على أنفسهم من أجل ايصال صوتهم بالمطالبة بتوفير ظروف إنسانية وتخفيف القمع الواقع عليهم.
وأصدر أكثر من ٦٦٠ معتقل سياسي بياناً جديداً قرروا فيه عدم الاتصال لأهاليهم وعدم الذهاب للزيارات المخصصة للالتقاء بذويهم.
وقال السجناء إن هذه الخطوة قاسية جداً عليهم بعدم التواصل مع آبائهم وأمهاتهم وابنائهم لكنهم مضطرين لذلك من أجل ان تتوفر لهم ظروف آدمية تحفظ أدنى مستوى من العيش بإنسانية وذلك في ظل ظروف قاسية انسانيا وحقوقيا وصحياً داخل سجون النظام.
وأكد السجناء ان اتخاذهم لهذه الخطوة القاسية عليهم تأتي في سياق التحرك الحضاري والإنساني الذي لا يريدون فيه القيام بأي خطوات ضد أي طرف وإنما معاقبة أنفسهم فقط لإبراز المظلومية والأذى والضغط العائل الذي يتعرضون له في السجون
وجاء في البيان بحسب ما نشره منظمة معهد الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصّلاة والسّلام على أشرف الخلق رسول الرحمة الإلهيّة محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله الطاهرين)
بعد أن قدّمنا عريضة إلى إدارة سجن جَوْ، بتاريخ 8 يناير2023، والتي أرفقنا بها مطالبنا العادلة لأكثر 660 سجين سياسيّ، إلّا أن إدارة السّجن -للأسف الشّديد- لم تتعاطى مع مطالبنا بجديّة.
بل لا زالت تصّر على العناد والعلو وعدم الانصياع إلى لغة العقل وفتح باب الحوار لمعالجة المشاكل التي أوجدتها سياسة القمع، وذلك عن طريق الاجراءات الأمنيّة المبالغ فيها، والاصرار على حرمان مئات السّجناء من حقوقهم الإنسانيّة التي كفلتها المواثيق والمعاهدات الدّوليّة.
هناك الكثير من الانتهاكات اليوميّة التي تمارس ضدّنا -بشكلً فاضحٍ وغير مبرر- لكنها تجعلنا أكثر تمسك وثبات على مواصلة المطالبة بمطالبنا الحقّة بالأساليب الحضاريّة والسلميّة.
وعلى الرغم من كلّ الاجراءات الاستفزازيّة الهادفة إلى جرنا للعنف والتصادم وحرف مسار حراكنا من أجل التضليل الإعلامي وتمييع المطالب.
وبعد التعنت في الاستجابة لمطالبنا، أجبرنا على الانتقال إلى مرحلة أخرى من مراحل الحراك وهي – الامتناع المفتوح عن الاتصال مع اهلنا وذوينا وانقطاع التواصل مع العالم الخارجي والامتناع عن تلقي الزيارات مع اهلنا وعوائلنا رغم حاجتنا الملحة لها باعتبارها الوسيلة الوحيدة للتواصل مع العالم الخارجيّ.
وسنبدأ خطوتنا هذه -بعد التوكل على الله- يوم الأحد 29 يناير 2023
والله وليّ التوفيق
سجناء الرأي في البحرين
ونشر الناشط البحريني يوسف الجمري عبر صفحته على منصة تويتر كاتبا: ”
وفي وقت سابق افادت “جمعية الوفاق الإسلامية” في البحرين في بيان لها أن التسجيلات الصوتية توالت من العشرات من السجناء السياسيين القابعين في سجون النظام البحريني بعد نداء استغاثة أطلقه المئات منهم طالبوا فيه بتوفير ظروف إنسانية نظرًا لما يتعرضون له جراء الأوضاع الصعبة والرديئة التي يعيشون تحت وطأتها.
وأكدت “الوفاق” أن العديد من السجناء السياسيين توفوا خلال الفترة الماضية داخل سجون النظام البحريني، نتيجة الأوضاع القاتلة داخل السجون، لأسباب ترتبط بالبيئة السيئة ومنع العلاج اللازم والمعاملة الحاطة للكرامة، وارتقوا شهداء في المطالبة بالعدالة والحرية والكرامة وأن يعيشوا بإنسانية في وطنهم، فضلًا عن الكثيرين الذين استشهدوا تحت التعذيب لانتزاع اعترافات كاذبة منهم.