د. محمد العبادي
إتخذ الإيرانيون ولادة السيدة فاطمة الزهراء(ع) يوماً للمرأة ويوماً للأُمّ؛ حيث يوافق ميلادها المبارك في يوم العشرين من جمادي الثاني .
إنّه اختيار دقيق لهذه المناسبة والتسمية، لأنّ الزهراء(ع) كانت أنموذجاً للمرأة المسلمة، ومجمعاً للفضائل الإنسانية في أطوار حياتها المختلفة وبهذه المناسبة إلتقى سماحة قائد الثورة الإسلامية، یوم الثلاثاء الماضي، بالنساء الإيرانيات، وقال: “السيدة فاطمة الزهراء(ع) نموذج المرأة المسلمة الخالدة في العبادة والسياسة والتعليم والحياة”.
إنّه يوم تبجل فيه المرأة وليس أدل على ذلك من اللقاء الذي عقده قائد الثورة الإسلامية مع النساء الإيرانيات.
في إيران يعتبرون هذا اليوم فرصة لتقدير واحترام وتكريم المرأة الأُمّ، والمرأة الزوجة، والمرأة البنت، لأنّ تأثيرها كبير على المجتمع، وكما يقول الإمام الخميني(رض): “إنّ صلاح المجتمع وفساده ينبع من صلاح المرأة وفسادها في ذلك المجتمع”.
وصدق الشاعر حافظ إبراهيم عندما قال:
الأُمّ مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
أؤمن بتلك المقولة التي تقول: “وراء كلّ رجل عظيم امرأة”، لأنها مؤثرة في حياة الرجل ليس في نجاحه فحسب، بل حتى في فشله لو كانت المرأة غير صالحة، فهي قد تكون عوناً له على أمر الدنيا والآخرة، وقد لا تكون كذلك .
في إيران نشاهد في كل عام الاحتفال بيوم المرأة من خلال المؤتمرات والمهرجانات الثقافية والنسوية، حيث تلقى الكلمات، وتعزف الموسيقى، وتردد الأناشيد والأغاني، وتوزع لهنّ الهدايا أو باقات الورود أو تقدّم لهنّ الهدايا المختلفة وكل بحسبه “إنّ الهدايا على مقدار مهديها”.
ونشاهد أيضاً إزدهار الأسواق والازدحام الشديد فيها، وكذلك نشاهد وجود حركة دائبة لوسائل النقل داخل وخارج المدن في زيارات يقوم بها الأبناء للأُمّهات والأخوات والآباء.. إنّه يوم تنتعش فيه النفوس، وتنبسط فيه الأسارير، وتنشرح له الصدور.
إنّ يوم المرأة يوماً رائعاً بكل ما تعني الكلمة وكأنّه أخذ منها جمالها ولطافتها وحنانها وصفائها وأنزل من ذلك على لحظاتهم السعيدة، وانعكست تلك اللحظات بصلة الأرحام وطيب الخواطر.
إنّها بصمة المرأة في الحياة واكتمالها بها..
إنها جوهرة الحياة وبهجتها وزينتها، ومن دونها لا تستمرّ الحياة، ولن يكون لها معنى.