خلال افتتاح المعرض الدولي للبيئة

عارف: تجاوز التحديات البيئية الكبرى يتطلب عزماً وطنياً

الوفاق/ أكد النائب الأول لرئيس الجمهوریة على أن تجاوز التحديات البيئية الكبرى يتطلب عزماً وطنياً، وقال: إن مسألة البيئة لا تُحل بمعايير مزدوجة.

2024-12-18

وأكد محمدرضا عارف، أمس الأربعاء 18 ديسمبر 2024، خلال افتتاح المعرض الدولي الثاني والعشرين للبيئة، على أن منظمة البيئة تتحمل مسؤولية الحفاظ على حق الناس، ويجب ألا يُسمح بالتساهل أو التقصير أو المصالح الفئوية أو الإقليمية أو الجماعية. وأضاف: إن النظرة الجزئية تجاه البيئة موجودة في البلدان النامية إلى حد أن التعدي على البيئة في البلاد يُعتبر تقديراً للجهة التي منحت ذلك الإذن.

 

وأشار النائب الأول لرئيس الجمهورية إلى أنه لا يحق لأي دولة اتخاذ قرارات بشأن العناصر المتقاربة بمفردها، وقال: إذا كانت نتيجة العناصر هي تدمير البيئة، فسيتضح مصير القضية، ويجب ألا يتم تجاهل حتى التلوث الجزئي.

 

وأشار عارف إلى تقسيم دول العالم إلى شمال وجنوب كخطر جدي، وأكد: إن الدول التي تدعي التنمية المستدامة ولكنها في الواقع تسعى لتدمير البيئة، والدول التي تتحدث عن حياة خالية من الكربون هي تلك التي استفادت أكثر من الوقود الكربوني، والآن ونحن نتجه نحو الطاقة المتجددة، يجب أن تُدمر مرة أخرى دول الجنوب.

 

وقال: إن الدول المتقدمة لا ترى عملية البيئة بشكل متكامل، واليوم أصبحت البيئة في خدمة القوة، وتحدد كيف تكون البيئة وحمايتها.

 

واعتبر النائب الأول لرئيس الجمهورية عقد الندوات العلمية والفنية من أهم الطرق التي يمكن أن تتبعها الدول النامية لحل القضايا البيئية، وقال: يجب أن نقبل بأن جميعنا مسؤولون عن الأجيال القادمة من البشرية، وعلينا حل القضايا البيئية بعيداً عن العامل السياسي من خلال التعاون الإقليمي والدولي.

 

وأكد عارف: إن الدول المتقدمة كلما أرادت حل القضية لصالحها، تظهر وكأنها بريئة صاحبة مطالب تصب في خدمة الإنسانية، وبعد مرور الوقت تكشف عن وجهها السياسي الحقيقي الذي يعكس مصالحها الاقتصادية، ونأمل أن تصبح القضايا البيئية على مستوى العالم مؤسسية وجادة لجميع الدول.

 

وشكر النائب الأول لرئيس الجمهورية المنظمين لمعرض البيئة، وقال: نأمل أن يستمر هذا المعرض بشكل جاد مع حضور أكبر للشخصيات الدولية البارزة والدول المجاورة، وأن تكون هذه المعارض مكاناً لتبادل الإنجازات الابتكارية.

 

وأشار إلى نظرة الدين الإسلامي في الحفاظ على البيئة كواجب شرعي في الحياة اليومية وثقافة إيران الغنية في مجال حماية البيئة، مؤكدًا أنه كان ينبغي علينا العناية بهذه الثقافة الغنية؛ لكننا لم نستطع أن نغرسها بشكل جيد في المجتمع والأجيال الشابة.

 

وأشار عارف إلى السياسات العامة والمستندات العليا البيئية في البلاد، بما في ذلك البرنامج السابع للتنمية، ورؤية 2025، والتخطيط الإقليمي، وقال: إن سماحة قائد الثورة الاسلامية قد أشار مراراً في بياناته إلى أهمية الحفاظ على البيئة، ويجب أن نرى إلى أي مدى ساهمت وسائل الإعلام والإذاعة والتلفزيون في تعزيز الثقافة في هذا المجال.

 

وأكد عارف على أهمية تعزيز الثقافة لتجاوز هذه التحديات، وقال: يجب أن نتعاون مع منظمة حماية البيئة التابعة لأعلى سلطة تنفيذية في البلاد لخلق عزيمة وطنية مع جميع المؤسسات الحكومية والنظامية، ويجب أن تبدأ الحكومة والسلطة بحماية البيئة من أنفسهم.

 

وفيما يتعلق بالتعاون الدولي والإقليمي لحل القضايا البيئية، أوضح النائب الأول لرئيس الجمهورية أن البيئة ليست قضية محدودة بالفرد والمجتمع، بل هي قضية مشتركة لها حلول مشتركة وعامة، ويجب على الجميع المضي قدمًا بجدية، ويجب الحفاظ على حرمة البيئة أكثر لنورث أبناءنا بيئة خضراء نقية ونشطة.

 

وأكد عارف أن مسألة البيئة ليست مجرد قضية يومية فحسب، بل إن جزءًا من البيئة هو حق لنا، ويجب أن نكون ملتزمين بحماية البيئة بقدر حقنا بها؛ لكن حماية البيئة تعود للأجيال القادمة، ولم يتم حتى الآن وضع آلية لتجديد هذه العملية كأمر متكامل، وإن إقامة مثل هذه المعارض التخصصية يمكن أن تساعد في هذا الأمر المهم.

 

يذكر أن النائب الأول لرئيس الجمهورية محمدرضا عارف رعى، أمس الأربعاء، افتتاح الدورة الثانية والعشرين للمعرض الدولي للبيئة في طهران. وشاركت في حفل الافتتاح مساعدة رئيس الجمهورية رئيسة مؤسسة حماية البيئة “شينا أنصاري”.

وتفقد عارف أجنحة الوزارات والأجهزة الحكومية والشركات المعرفية والمؤسسات غير الحكومية العاملة في مجال البيئة والصناعة والطاقة.

 

ويستمر المعرض تحت عنوان “المشاركة الجماعية، الاقتصاد الأخضر، المستقبل المستدام” حتى 21 الجاري.

 

المصدر: الوفاق