أوضح امين المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني، علي اكبر احمديان فلسفة وجود المستشارين العسكريين الايرانيين في سوريا و في اى دولة اخرى.
بعد سقوط الحكومة السورية بقيادة بشار الاسد على يد مهاجمين مسلحين، ظهرت العديد من التساؤلات والشكوك من قبل أعداء محور المقاومة الذين يمارسون عمليات نفسية وإعلامية حول الوجود الإيراني في سوريا منذ سنوات طويلة، ورأوا أن الفضاء الجديد جاهز للدخول في مرحلة جديدة من هذه العمليات النفسية والإعلامية، وبث كل أنواع الشبهات والأكاذيب التافهة.
في يوم الأربعاء الماضي، وفي خطاب مهم حول الأحداث في سوريا، أوضح قائد الثورة الإسلامية “ما حدث، وربما يحاول إخفاءه عن الأنظار”، ووصف كذلك اوضاع محور المقاومة ومستقبلها.
وفي هذا الصدد، اجرى موقع KHAMENEI.IR، مقابلة صحفية مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، الدكتور علي أكبر أحمديان بشأن فلسفة وجود المستشارين الإيرانيين في سوريا وشروطه المسبقة، ولماذا انخفض وجود إيران في سوريا ما بعد داعش.
وفي جزء من هذا الحوار قال أمين المجلس الأعلى للأمن الوطني:
يخضع الوجود العسكري والاستشاري الإيراني خارج الحدود لمبادئ معينة
• الدفاع عن الوطن والمصالح الوطنية.
• منع غزو البلاد من قبل الأعداء.
• عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى
يخضع الوجود العسكري والاستشاري الإيراني في الدول الأخرى لثلاثة شروط
1- يجب أن تكون الحكومة الرسمية هناك قد طلبت ذلك رسمياً.
2- يجب ألا تكون المواجهة مع شعب تلك الدولة.
3- وجود مصالح أو مُثُل وطنية قوية
عندما دعمت الحكومة السورية في عهد حافظ الأسد الثورة الإسلامية الايرانية وكذلك دعمت ايران في الحرب الثماني السنوات بإخلاص، وعلى الرغم من أن الحزب الحاكم في العراق كان حزب البعث والمماثل للحزب الحاكم في سوريا، إلا أنها دعمتنا بشكل حاسم، فوسعنا التفاعل الرسمي والميداني سوريا.
أحد أسباب التقارب بين سوريا وإيران هو أنهما، على النقيض من مصر والأردن، لم تقم بالتسوية مع الكيان الصهيوني.
الجانب الإيجابي والمميز لعائلة الأسد مقارنة بالأنظمة العربية هو أنهم لم يتقاعسوا عن قضية المقاومة ضد إسرائيل والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة كل الضغوطات الدولية والإقليمية وضغوط الأعداء.
خمسة أسباب دفعت إيران إلى محاربة داعش بحزم
إننا قمنا بمحاربة داعش بشكل حاسم في سوريا والعراق. لعدة اسباب:
_ كانت داعش صنيعة الاجهزة الاستخباراتية الاجنبية
_ ما كانت لداعش أرض
_ انها كانت تهدف توسعها الى كافة دول المنطقة بما فيها إيران
_ انها كانت جماعة تكفيرية
_ كانت جماعة ارهابية تقتل الناس عامة
تم تفكيك تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا بعمليات متتالية؛ أما في حالة المعارضين السوريين الآخرين، فقد حاولت الجمهورية الإسلامية الإيرانية التوسط بينهم وبين الحكومة، وما كانت ايران ت دف الى القضاء عليهم.
بعد انتهاء قضية داعش، تعرضت حكومة بشار الأسد لضغوط شديدة بسبب وجود الإيرانيين؛ سواء من العرب أو إسرائيل أو أمريكا. كانوا يروجون بأن إيران قد غزت سوريا وأشياء من هذا القبيل! حسنًا، وكانت النتيجة أن معظم قواتنا تقريبًا عادت من هناك.
لقد تم إبلاغ الحكومة السورية مرارا وتكرارا بتحركات المسلحين في الشمال الغربي، ولكن كانت هناك نقطتان مهمتان. أولاً، لم تعتقد الحكومة والجيش السوريان أن هؤالاء المسلحين لن يتمكنوا من القيام بخطوة كبيرة. ثانياً، اعتمدوا على جيشهم وأجهزتهم الأمنية واعتقدوا أن ذلك سيمنع الأحداث. وطبعاً لم يظنوا أن الجيش سينهار بهذه السرعة!
لقد حذرنا الجيش السوري مرارا وتكرارا، لكن إرادة القتال ورغبة المقاومة لم تكن موجودة في الجيش السوري؛ ولذلك سقطت مناطق سوريا الواحدة تلو الأخرى، ووصلت أخيراً إلى دمشق.
لم يكن من المفترض قط أن تقاتل إيران بدلاً من الجيش السوري، خاصة ضد حركة لا تشكل تهديداً حاسماً للجمهورية الإسلامية. إضافة إلى ذلك فإن الحكومة السورية لم تتقدم منا بمثل هذا الطلب حتى الأيام الأخيرة.
بعد انتهاء تنظيم داعش، قمنا بإجلاء قواتنا برغبة الحكومة السورية، ولم يكن لنا وجود عملياتي في المنطقة لنقرر مرافقة الجيش السوري في الأحداث الاخيرة أم لا. كما انه لم يكن هناك إمكانية للتعزيز السريع. ولذلك، أما القول بأن إيران خرجت من الساحة، فنحن لم نكن هناك على الإطلاق لنريد الخروج منها.