حزب الخضر الألماني؛ ذراع المنافقين والبهائيين الخبيثة..

ما أسباب تحركات برلين الطائشة ضدّ إيران؟

على ما يبدو أن برلين عقدت العزم على دعم المُغرضين والمعارضين للجمهورية الاسلامية الإيرانية

2023-01-27

نقدّم لكم في هذا التقرير الذي نضعه بين أيديكم نبحث في السلوك العدائي للحكومة الألمانية تجاه إيران لا سيما في الآونة الأخيرة على المستويات الثلاثة للعملية الدولية، والعوامل الداخلية والجهات الفاعلة غير الحكومية (المرتبطة بجماعة المنافقين الإرهابية)، وتداعيات هذه السياسة على برلين.

في مرحلة ما بعد الاضطرابات التي وقعت في ايران لبضعة أشهر بتحريض غربي صهيوني، تُظهر نظرة فاحصة على المواقف المعادية لألمانيا تجاه إيران أن هذا البلد قد إتّخذ منحاً جديداً في مجال سياسته الخارجية إزاء طهران، والسؤال الأهم الذي يلوح في أذهاننا هو لماذا أصبحت ألمانيا بؤرة للمعارضة الايرانية في القارة الأوروبية، وربما يمكن القول إنها تحاول منافسة حلفائها الآخرين في مجال العداء لإيران.

*تحوّل أم تخبّط في السياسة الخارجية

إن استعداد الدول الأوروبية للعثور على هويتها الجديدة والتكيف مع التحولات الجديدة للعالم، التي حددتها بنفسها، ليست مشكلة يمكن حلها على المدى القصير، ووفقا للخبراء، تكشف عقب اندلاع الحرب في أوروبا الشرقية نوع من الارتباك في السياسة الخارجية للدول الأوروبية. على سبيل المثال فيما يخصّ الموقف الألماني إزاء الحرب الأوكرانية تجلّى نوع من التخبّط في المواقف، حيث اعتزم قادة البلاد على الحفاظ على التعاون الإقتصادي مع روسيا لا سيما فيما يخصّ المحروقات، في حين عارض قسم آخر من المسؤولين هذه السياسة داعين للإنسجام مع الموقف الأمريكي، وهذا التخبّط كشفت عنه المستشارة الألمانية السابقة انجيلا ميركل.

في السياق، قال طارق رؤوف المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، عن سياسة ألمانيا الجديدة تجاه إيران: أصدرت وزارة الخارجية الألمانية تصريحات غريبة وغبية تُظهر ارتباكا في سياسات برلين، وهذا التصريح حول خطة العمل الشاملة المشتركة (الإتفاق النووي)، مؤكدا أنه لا يمكن اعتبار هذه المواقف قائم على المنطق والعقلانية.

*حزب الخضر وملئ فراغ الهوية

الأحزاب الخضراء الأوروبية تصنّف في مسار الطيف اليساري المتطرف. ومن ضمن هذه الأحزاب حزب الخضر الألماني، تعود مصلحة حزب الخضر في التدخل في شؤون إيران إلى عام 2000، حيث توجهت مجموعة من الإصلاحيين الإيرانيين إلى ألمانيا بدعوة من حزب الخضر الألماني للمشاركة في مؤتمر “إيران بعد الانتخابات” (برلين) الذي كان له جانبه.لم يلعب حزب الخضر دورا في حكومة ميركل التي إمتدت لمدّة 16 عاما منذ عام 2005 حتى أصبح جزءا من الحكومة الائتلافية الجديدة في ألمانيا العام الماضي. وقالت وزيرة الخارجية الألماني “بربوك” (عضو في حزب الخضر) بعد أربعة أيام في اجتماع مجموعة السبع في بريطانيا أن وقت إحياء الإتفاق النووي ينفد.

*أنصار الصهاينة والبهائيين

زعيم آخر لحزب الخضر هو “أميد نوري بور” من أصل إيراني يبلغ من العمر 46 عاما، وهو نائب في البرلمان الألماني. وهو عضو في هذا الحزب لمدة 16 عاما. بعد وصوله إلى السلطة دعم هذا الحزب أعمال الشغب في ايران بشدّة، في الآونة الأخيرة ، كان أميد نوري بور وهو أحد النشطاء المناهضين لإيران وأجرى هذا النائب الألماني حوارات عديدة تمحور فحواها حول التحريض ضد ايران.

ومن التحركات الألمانية المتزايدة مؤخراً زيادة الضغط السياسي والدبلوماسي على إيران بذريعة حقوق الإنسان من خلال مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. ومن التحركات الأخرى لحزب الخضر الألماني طلب الدعم المالي لتغذية أعمال الشغب في ايران، علاوة على زيادة العقوبات المالية التجارية ضد إيران وتشديد دائرة إصدار التأشيرات للمسؤولين الإيرانيين وأقاربهم وزيادة العقوبات على الحرس الثوري. كما دعا هذا الحزب المتطرف الى ضرورة وصول الشعب الإيراني إلى الإنترنت، ودعم نشطاء المجتمع المدني الديمقراطي في إيران.

استمرارًا للنهج المعادي لإيران من حزب الخضر، أعلن وزير الاقتصاد الألماني روبرت هاباك وهو عضو في الحزب نفسه، في الثاني من يناير من هذا العام أن “صيغًا اقتصادية” أخرى سيتم اتخاذها مع إيران، بما في ذلك تم تعليق المفاوضات حول قضايا الطاقة وجميع الضمانات الائتمانية والاستثمارية لتنمية التجارة مع الجمهورية الإسلامية.

ووفقاً لما أجمع عليه الخبراء، انه على الرغم من أن حزب الخضر الحالي قد اقترب من السلوك المعتدل أكثر مما كان عليه في الماضي ونأى بنفسه عن مُثله العليا، إلا أنه يحاول ملء جزء من فراغ الهوية الألمانية المذكور أعلاه من خلال مواصلة إسقاطاته في مجال السياسة الخارجية. ويمكن الإشارة الى ترتيب لقاء بين ما يسمى المعارضة الإيرانية ورئيس ألمانيا شتاينماير لتأجيج الأوضاع ضد ايران. علاوة على التدخل المتكرر لوزير الخارجية الألماني في شؤون إيران ، ودعم عقد تجمع مناهض لإيران في برلين، والتصريحات المعادية لإيران لأعضاء برلمان هذا البلد وتحويل إيران بشكل أساسي إلى قضية خطيرة في السياسة الخارجية جزء من جهود ألمانيا للهروب من الضغط الداخلي للبلاد.

*ما علاقة حزب الخضر والمنافقين؟

في سبتمبر 2019 أكد الفصيل البرلماني لحزب الخضر في البرلمان الألماني على دعم زمرة المنافقين بكافة الأشكال، وهو ما يؤكد على نيّة برلين تصعيد عدائيها للشعب الايراني، وقالت الحكومة الألمانية في هذه الوثيقة، في محالة لتبييض صورة هذه المجموعة الإرهابية: إن تنظيم مجاهدي خلق (المنافقون) في أوروبا يمارس أنشطته السياسية تحت غطاء فرعه السياسي، المجلس الوطني للسلطة الذي يؤمن بالديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان وفصل الدين عن السياسة. كما أعربت الحكومة الألمانية عن جهلها بجناح المنافقين العسكري!

وفي إشارة إلى العلاقات الحميمة بين الأمريكيين وهذه الجماعة الإرهابية، لم ترد الحكومة الألمانية بأي شكل من الأشكال لمنع حزب الخضر من التواصل مع المنافقين. كتبت الحكومة الألمانية: حسب معلومات الحكومة الألمانية ، فإن منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة في الولايات المتحدة الأمريكية لديهما شبكة وتنظيم جيدان ، وخاصة علاقات جيدة مع ممثلي الحزب الجمهوري. أعلن بعض الناشطين في الفرع التنفيذي لدونالد ترامب ، قبل حصولهم على منصب في إدارة ترامب ، بوضوح عن دعمهم لمنظمة المجاهدين والمجلس الوطني للمقاومة وشاركوا في تجمعهم.

ما يمكن تأكيده في خلاصة هذه القراءة، أن برلين قد عقدت العزم على دعم المُغرضين والمعارضين للجمهورية الاسلامية الإيرانية، دون أن تأبه لأي من القوانين الدولية أو التفكير في مصالحها الشخصية، خصوصاً ان حجم التبادل التجاري بين طهران وبرلين هو الأكبر بين ايران وبلد أوروبي.

 

 

المصدر: الوفاق

الاخبار ذات الصلة