بعد فرنسا والهند

أرمينيا تواصل البحث عن شركاء جدد للحصول على الأسلحة

تظهر هذه التطورات أن أرمينيا تسعى لإقامة علاقات عسكرية أوثق مع الدول الغربية وكذلك الهند واليونان

لا تزال دولة أرمينيا تسعى بنشاط للبحث عن شركاء جدد لتوريد الأسلحة. في الوقت الحالي، تعد فرنسا والهند الموردين الرئيسيين للأسلحة لأرمينيا، لكن البلاد وقعت مؤخراً على برنامج تعاون عسكري ثلاثي مع اليونان وقبرص. في عام 2023، وخلال زيارة وزير الدفاع الأرميني سورين بابيكيان إلى أثينا، تم توقيع اتفاقية للتعاون التقني والعسكري بين البلدين. وفي نفس العام، انضمت قبرص اليونانية إلى هذه الاتفاقية.

 

أدت الاتفاقية العسكرية بين أرمينيا واليونان إلى زيادة ملحوظة في الاتصالات بين البلدين. بعد زيارة رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان إلى أثينا في فبراير من هذا العام، زار وزير الدفاع اليوناني نيكولاوس دندياس يريفان وأعلن أن أثينا لا تستبعد التعاون المشترك مع فرنسا والهند لدعم أرمينيا عسكرياً، كما لا تستبعد إمكانية إقامة تعاون عسكري متعدد الأطراف بين أرمينيا وفرنسا واليونان وقبرص والهند.

 

وقال دندياس في مؤتمر صحفي مشترك مع بابيكيان: “لدينا شراكة دفاعية ثلاثية ناجحة مع قبرص، كما لدينا شراكة ثلاثية أو رباعية أخرى مع فرنسا والهند، وهي دول وقوى مهمة تعتبر من الأصدقاء المشتركين لأرمينيا واليونان”، طارحاً فكرة تشكيل تحالف عسكري رباعي.

 

تظهر هذه التطورات أن أرمينيا تسعى لإقامة علاقات عسكرية أوثق مع الدول الغربية وكذلك الهند واليونان. وبالتالي، يمكن القول إن ظهور موردين جدد للأسلحة سيؤدي إلى تصعيد النزعة العسكرية الأرمينية في المستقبل.

 

وكان وزير الدفاع الأرميني سورين بابيكيان قد صرح في مقابلة مع تلفزيون “هانرايين” في وقت سابق من هذا العام قائلاً: “حققت أرمينيا نجاحات جدية في مجال شراء الأسلحة”. وأضاف: “لقد اكتسبنا في هذه العملية شركاء جداً على مستوى القوى العظمى والدول الصديقة الأخرى”، مشيراً إلى “فرنسا والهند وكذلك شركاء آخرين لا أرغب في الحديث عنهم حالياً.”

 

يبدو أن يريفان تتجاهل حقيقة أن كل مصدر للأسلحة إلى أرمينيا يسعى في المقام الأول لتحقيق مصالحه في هذه المنطقة الاستراتيجية. فعلى سبيل المثال، تبيع فرنسا الأسلحة لأرمينيا فقط لتعزيز أهدافها في جنوب القوقاز، خاصة بعد الفشل المخزي لسياساتها في الدول الأفريقية.

 

كما تسعى الهند من خلال تسليح أرمينيا إلى تحقيق أهدافها الجيوسياسية في المنطقة، محاولة مواجهة باكستان وتوسيع وصولها إلى الأسواق الأوروبية والأوراسية. وتقوم الهند في نفس الوقت بتوسيع تعاونها العسكري مع اليونان التي لديها خلافات جدية مع تركيا.

 

خلال زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي التي استغرقت يوماً واحداً إلى أثينا في أغسطس 2023، كتبت وسائل الإعلام الهندية أن هذا الحدث “سيكون رسالة مهمة لتركيا التي تدعم مصالح باكستان في قضية كشمير”.

 

في ذلك الوقت، كشفت صحيفة “فايننشال إكسبرس” عن خطط الهند لإنشاء “مركز قوة جديد” بمشاركة أرمينيا واليونان كبديل لتحالف تركيا وباكستان و جمهورية أذربيجان.

 

تظهر هذه التطورات أن المنافسة الجيوسياسية في جنوب القوقاز آخذة في الازدياد، وأن مختلف الدول تسعى لتحقيق مصالحها في المنطقة من خلال دعم أرمينيا أو جمهورية أذربيجان.

 

وفيما يتعلق باليونان، ذكر موقع Enikos اليوناني الإخباري مؤخراً أن أثينا قد تسلم منظومة S-300 ومنظومتي أسلحة روسيتين أخريين إلى أرمينيا.

 

بشكل عام، تمت مناقشة مسألة النزعة العسكرية الأرمينية مراراً على أعلى المستويات في باكو. وقد صرح الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في أبريل من هذا العام خلال خطابه في المنتدى الدولي “COP29 والرؤية الخضراء لأذربيجان” الذي عقد في جامعة ADA، بأن باكو ستتخذ إجراءات مضادة رداً على النزعة العسكرية المتزايدة لأرمينيا.

 

المصدر: وكالات