رئيس منتدى "حديثوا الإسلام" للوفاق:

حرقوا القرآن دون أن يقرأوه ولو مرّة واحدة

قال طاهري: المشكلة في المجتمعات الغربية وخاصّة الأشخاص الذين يحرقون المصحف الشريف هي أنّهم لم يقرؤوا القرآن حتى مرة واحدة، كما ذكرتُ لكم مثالّين لها بل إنّهم يتأثرون بالإعلام المُعادي الذي يحاول نشر الكراهية في المجتمعات الأوروبية..

2023-01-28

الجريمة البشعة التي إرتبكها اليميني المتطرف السويدي جعلت الناس في العالم أن يقوموا بالبحث والتحقيق عن تعاليم القرآن الكريم. هناك الكثير من الأشخاص الذين أساءوا إلى المصحف الشريف سابقاً بسبب جهلهم لتعلاليمه الرفيعة والمتعالية وتأثرهم بما نشره الإعلام المُعادي ضد الإسلام ولكن عقب هذا العمل جاءتهم ردّات فعل إسلامية جعلتهم أن يقوموا بالتحقيق تعاليم القرآن فدخل حبّه في قلوبهم.

وفي حوار أجرت الوفاق مع أمير طاهري رئيس “حديثو الإسلام” والذي يهتمّ بحديثي الإسلام: إنّ القرآن الكريم معجزة ربّ العالمين وليس كتاباً عادياً مثل الكتب البشرية حتى يسمح أحد لنفسه أن يُسيئ إليه ككتب عادية.

إدواردو أنيلي وإعتناق الإسلام

وتابع طاهري: هناك أشخاص كثيرون أسلموا بسبب تعرفهم على القرآن الكريم وكان الشهيد الدكتور إدواردو أنيلي والذي كان نجل رئيس مصنع فيات لصناعة السيارات، أحد منهم. حينما سُئل إدواردو أنيلي والذي إختار لاحقاً “مهدي” إسماً عن أسباب إعتناقه للإسلام، أجاب: حينما قرات المصحف الشريف فهمت أنّ هذا الكتاب ليس كتاباً عادياً مثل بقية الكتب بل إنّه كلام الله الذي أنزله ليهدي به البشر.

“تيري جونز” إعترف بأنّه لم يقرأ القرآن قبل حرقه

أردف طاهري قائلا: بعد جريمة حرق القرآن في أمريكا والتي إرتبكها الأب الأمريكي المتطرف تيري جونز ذهب أحد أصدقاءي إسمه (عباس لاجوردي) إلى الولايات المتحدة ليُنتج فلمه الوثائقي حول ما يجري وراء كواليس حرق القرآن في الغرب. في هذا الإطار أجرى مقابلة إعلامية مع تيري جونز وهو كان محميّاً بحمايات شخصية مسلّحة حوله. سأله عباس لاجوردي هل قرأت القرآن حتى الآن؟ فكان ردُّ الأب جونز مُفاجِئاً جداً حيث قال: لا، أنا لم أقرأ القرآن بل أنا قمت بإحراقه بعدما سمعت أنّه لاتُوجد كنائس للمسيحين في إيران والسعودية. وهذا الأمر كان خاطئاً حيث تُوجد كنائس كثيرة في محافظات مدن إيرانية منذ قبل الإسلام حتى يومنا هذا.

رسّام الكاريكاتير لم يقرأ القرآن

أضاف طاهري: ذهب صديقنا لاجوردي إلى الرسّام الدنماركي “فيستر جارد” والذي نال شهرة إصر رسمه كاريكاتيراً مُسيئاً للنبي (ص) وحينما إلتقيا ببعض سأله لاجوردي هل قرأت القرآن حتى الآن؟ فكان ردّ الرّسام: لا ولم أقرا حتى آية من القرآن.  كانت هناك مترجمة دنماركيّة ترافق لاجوردي وهي الآن أستاذة جامعيّة والتي أسلمت بعدما تعّرفت على القرآن. ولمّا رأت المترجمة هذا المشهد وصّته بقراءة القرآن قالت له أنا كنتُ أجهل مكانة القرآن كما أنت تجهلها ولكن من خلال البحث علمت أنّي أخطأت في عمري.

المشكلة الأساسية، هو عدم الإطلاع

قال طاهري: المشكلة في المجتمعات الغربية وخاصّة الأشخاص الذين يحرقون المصحف الشريف هي أنّهم لم يقرؤوا القرآن حتى مرة واحدة، كما ذكرتُ لكم مثالّين لها بل إنّهم يتأثرون بالإعلام المُعادي الذي يحاول نشر الكراهية في المجتمعات الأوروبية. هناك أمر مهمّ يجب أن أُشير إليه وهو أنّ الإسلاموفوبيا الذي يقوم به بعض المتطرفين في الغرب أدّى إلى توجه الغربيّين نحو الإسلام اكثر فأكثر. على سبيل المثال هناك مُفكّر ألماني إعتنق الإسلام بعد جريمة 11 سبتمبر والذي خطّطت له أمريكا لتُحمّل المسلمين مسؤوليتها وتنشر الإسلاموفوبيا في العالم. هذه الجريمة ودعايات أمريكية جعلته يُحقّق عن الإسلام وبعدما إطّلعت على حقائق الإسلام إعتنقه.

إعتناق اليابانيّة للإسلام

وقالت في هذا الإطار، المفكرة اليابانيّة أتسكو هوشينو: بعدما أُرتُكبت جريمة 11 سبتمبر، حاولت وسائل الإعلام الغربية نشر الكراهية ضد الإسلام وأن تجعل في قلوب الناس حقداً تجاه المسلمين. أنا كنتُ طالبة جامعية في إحدى الجامعات اليابانيّة أنذاك، فقمت بالتحقيق عن القرآن الكريم وديانة الإسلامية فبعدما إطّلعت على حقيقة الدين الإسلامي إعتنقته.

من أشدّ منتقدي الإسلام إلى إعتناقه

ويمكننا أيضاً الإشارة إلى السياسي الهولندي يورام فان كلافيرين والذي كان يُعتَبَر من أشدّالمعارضين للقرآن الكريم والدين الإسلامي في أوروبا وهو مَن أنتج فلماً وثائقياً ضد الدين الإسلامي قبل مايقارب عشر سنوات ولكن بعد هذا الأمر، دفعته ردات فعل من قبل المسلمين أن يقوم بالبحث الدقيق عن الشريعة الإسلامية وتعاليم القرآن الكريمة لتحسين شؤون الحياة البشرية حتى أسلم في عام 2019 وألّف كتابه “من المسيحية إلى الإسلام في زمن العلمانية والإرهاب”.

في كتابه “مرتد” تكلم فان كلافيرن وعلق على شهادته بخصوص الإيمان: «الفكرة التي تواجدت بخاطري؛ ان الله هو إله واحد، الله الذي هو نفسه قد تكلم عنه موسى وعيسى وغيرهم الكثيرين؛ هو نفسه الله الذي نقرأ عنه في القرآن، وان محمد صلى الله عليه وسلم، برأيي بلا أي شك تنطبق سيرته مع سيرة الأنبياء المذكورين في الإنجيل؛ قررت ان أعلن شهادتي. وقد اعلنت شهادتي هذه بعد تناول عشاء متميز في اجواء بيتية حميمة مع مجموعة صغيرة من الناس. بعد ان قمت بإعلان شهادتي لم تهطل السماء بالذهب ولم أرى النجوم تتلألأ بأكثر من عادتها. ولكن؛ لاحظت حدوث سرور وبهجة شخصية وراحة»

 

المصدر: الوفاق خاص