الارض لشعوبها

ابرز الشعوب الاصيلة المظلومة الشعب الفلسطيني الذي احتل الانكليز ارضها ليهبها على طبقٍ من ذهب للصهاينةِ الغزاة.

2023-01-28

بتول عرندس

الوفاق/ خاص

الوطنُ هو الهوية، هو العائلة وهو الملجـأ الآمن. هو مهد العلم والثقافة والمقاومة والأدب والتاريخ والحضارة ﻷيِ شعبٍ من الشعوب، لذا من غير الممكن ان تستسلم الشعوب الأصيلة لاملاءات المحتلين والطامعين والعابثين باوطانها فساداً وحرباً وتدميراً. فنجد هذه الشعوب تتشبت بارضها وثقافتها وتستميتُ دفاعا عنها ضد الاعداء.

تاريخياً، جرى الكثير من جرائم الإبادة الجماعية ضد شعوبٍ اصلية، ديست ثقافتها واحتلت ارضها وطمست هويتها. فعلى سبيل المثال، قام الانجليز خاصة والاوروبيين باحتلال القارة الامريكية بقوة السلاح. لم تحترم حضارة الهنود الحمر وثقافتهم وممارساتهم وانتهكت حقوقهم على يد نفس المستكبر الذي لا زال اليوم يمعن في اسقاط هويات الشعوب الاصلية والمستضعفة حول العالم.

الأرمن في لبنان تحديداً والمنتشرون كذلك حول العالم جرى تهجيرهم من موطنهم ارمينيا على يد العثمانيين الذين كذلك امعنوا في التنكيل بالشعوب وطمس حضارتها. ففي لبنان ايضا، ارتكبوا العديد من المذابح بحق شيعة كسروان وجبل عامل وتم تهجيرهم والتعدي على حرماتهم وسلب ممتلكاتهم واراضيهم. ونلحظ ان هؤلاء استخدموا التكفير منذ ذلك الوقت كوسيلة لبسط نفوذهم وتثبيت ملكهم وهيمنتهم على شعوب اصليين لا يملكون بيدهم حيلة ولا قوة.

وكذلك، من ابرز الشعوب الاصيلة المظلومة الشعب الفلسطيني الذي احتل الانكليز ارضها ليهبها على طبقٍ من ذهب للصهاينةِ الغزاة. سلب شعب فلسطين ارضه وممتلكاته في ظل صمت الامم المتشدقة بالحريات. وقد ارتكبت بحق هذا الشعب الاصيل جرائم ومذابح لا تعد ولا تحصى. كذلك جرى تشتيته والدوس على معالم حضارته وعاداته وتقاليده وثقافته.

في البحرين، ومع تصاعد مؤامرة التجنيس السياسي الهادف لطمس الهوية الاصلية للشعب البحراني تكثر الشواهد والامثال على انتهاكات بالجملة لحقوقهم. والجدير ذكره ان بني خليفة، حكام البحرين حاليا، هم قبيلة جاء بها الانكليز الى الجزيرة لبسط سيطرتهم ونفوذهم في تلك المنطقة. فالبحرين احتلت بقوة السلاح ودهاء المستعمر، ولا زال اليوم يبسط سيطرته بتثبيت هذه العصابة المجرمة التي قامت في العقود الاخيرة بتجنيس الآلاف لتغير التركيبة الديمغرافية للسكان، حيث تراجعت نسبة الغالبية الشعبية للسكان الشيعة من 80% الى 65% خلال السنوات الماضية. علاوةً على ذلك يسلب المواطن البحريني حقوقه ويحرم من العمل ويهجر ويسجن ليتم توظيف الهنود والباكستانيين والبعثيين الدواعش ومنحهم وحدات سكنية ليتم استغلالهم في قمع التحركات الشعبية السلمية المطالبة بالديمقراطية والاصلاح.

الامثلة كثيرة ومتعدد ولا يمكن ايجازها في بحثنا هذا، فهناك ايضا مسلمي الروهينجا الذين يسكنون اليوم في اكبر مخيمات للاجئين في العالم، ويتم حرماتهم من حقوقهم وهويتهم. اضافةً الى الكشميريين الذين يستهدفون بشكل ممنهج ومدروس وترتكب بحقهم افضع الجرائم الوحشية والتميبز العنصري والمعاملات المهينة. كما ان تنظيم ما يسمى “داعش”، اثناء احتلاله للعراق مؤخرا قام بالتعدي على حقوق الايزيديين، وهم سكان اصليين لهم تاريخ عميق وبعيد في العراق ، في محاولةٍ منه لطمس هويتهم وانتهاك عقائدهم.

اذا، ما استعرضناه اعلاه غيضٌ من فيض لكن يمكننا القول بانه لا بد من بذل جهد حثيث وفاعل ومثمر لتطبيق الاتفاقيات والشرائع الدولية التي تكفل حقوق الشعوب الاصلية. وتبرز اليوم “صفقة القرن” كتعديٍ سافر على حق العودة للشعب الفلسطيني، الذي يرفض وبقوة التنازل عن حقوقه المشروعة والبديهية والتي كفلتها المواثيق والقوانين الدولية، كالعهد الدولي لحقوق الانسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.