أشار وزير الصناعة والتعدين والتجارة إلى الموافقة على إتفاقية التجارة الحرة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وقال: مع تنفيذ منطقة التجارة الحرة بين هذه الدول الستة، سيتم فتح فصل جديد من التبادلات التجارية، وفي الخطوة التالية نحن على استعداد لتوسيع التعاون في مجال النقل.
ورحّب محمد أتابك، في كلمته أمام قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي المنعقدة في مدينة سانت بطرسبرغ بروسيا يوم الخميس، بقرار الاتحاد منح إيران صفة مراقب للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأضاف: أنا واثق من أن هذا الاجتماع سيكون نقطة تحول في تاريخ العلاقات بين طهران وهذا الاتحاد.
وأشار أتابك إلى أنه على الرغم من عقود من العقوبات غير القانونية والظالمة المفروضة، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية حاضرة في العلاقات متعددة الأطراف بنهج مسؤول، وأظهرت دائماً أنها شريك موثوق وفعال في هذه الآليات.
وتابع: من الأمثلة الناجحة على هذا النهج النشط والمسؤول هو التعاون مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، بما في ذلك التنفيذ الناجح لإتفاقية التجارة التفضيلية في السنوات الخمس الماضية.
وقال وزير الصناعة: إن الضرر الذي ألحقته الأحادية الجامحة للولايات المتحدة بالمصالح الفردية والجماعية للدول في مختلف المجالات، كشف، أكثر من أي وقت مضى، عن ضرورة وحدة وتقارب الحكومات المستقلة في شكل آليات تعاون متعددة الأطراف.
وأضاف: لقد شهدنا في السنوات الأخيرة توسع العقوبات الأمريكية لتشمل المنطقة الأوراسية والضغط على الناشطين الاقتصاديين في دول هذه المنطقة.
وتابع: إن تسليح الاقتصاد على الساحة الدولية جعل ضرورة التكامل الاقتصادي بين البلدان المستقلة والنامية أمراً لا مفر منه.
* توسيع التعاون
وفي جزء آخر من كلمته، قال وزير الصناعة: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة للاستفادة من التطور الإيجابي في تنفيذ إتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوراسي في المستقبل القريب، والحصول على صفة مراقب في هذا الاتحاد، وتوسيع التعاون ليشمل مجالات أخرى، بما في ذلك النقل والمواصلات والترانزيت، وكذلك أمن الطاقة.
وقال أتابك: مما لا شك فيه أن تعاون الطرفين، بالإضافة إلى المساهمة في النمو المستدام والتنمية والرخاء لشعبنا العزيز، ينبغي أن يعزز صمود بلداننا في مواجهة الصدمات المحتملة في المستقبل؛ ونحن على استعداد لاستخدام قدراتنا في مختلف المجالات لتحقيق هذه الأهداف.
وأضاف: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة لتوفير قدرات النقل الخاصة بها لربط الاتحاد الاوراسي بالأسواق المستهدفة في الخليج الفارسي وجنوب وجنوب شرق آسيا.
وقال وزير الصناعة في مستهل كلمته: ننهي عام 2024 فيما لا يزال العالم يشهد تقاعس الآليات العالمية القائمة في مواجهة الجرائم غير المسبوقة التي ارتكبها الكيان الصهيوني وحماته خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية.
وأضاف: نحن ننتهز الفرصة وندين هذه الجرائم بشدة.
* محادثة مع الرئيس الروسي
وكان وزير الصناعة والتعدين والتجارة الإيراني، الذي رافقه سفير إيران لدى روسيا ورئيس منظمة تنمية التجارة، قد أجرى محادثة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش اجتماع القمة للاتحاد الأوراسي الذي عقد في مدينة سانت بطرسبرغ بروسيا يوم الخميس.
وكانت التنمية الاقتصادية والتجارية والصناعية والتعاون بين البلدين، وكذلك في إطار الاتحاد الأوراسي، من بين المواضيع التي أثيرت في هذه المحادثة.
وفي ختام هذا اللقاء، قال وزير الصناعة: أشدنا بتعاون روسيا في الموافقة على عضوية جمهورية إيران الإسلامية كمراقب في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
وأضاف: في هذا اللقاء، أكد الرئيس بوتين أيضاً على ضرورة استخدام القدرات المتوفرة من أجل تطوير التبادلات التجارية بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وإيران وزيادة الأنشطة في هذا المجال.
* لقاء مع رئيس الوزراء الروسي
كما التقى وزير الصناعة والتعدين والتجارة الإيراني، مع أليكسي أورشوك نائب رئيس الوزراء الروسي، وتحدث عن رسم خارطة طريق للتعاون الاقتصادي والتجاري بين إيران وروسيا.
وبحسب أتابك، تبادل الطرفان خلال هذا اللقاء وجهات النظر حول تسهيل العمليات التجارية وحل المشاكل في المنافذ الحدودية.
* إجتماعات أخرى
كما التقى وزير الصناعة مع نائب رئيس وزراء أرمينيا ووزير تنمية التجارة في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
وكان باجيت جان ساجينتاييف، رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وفي لقاء يوم الخميس مع وزير الصناعة والتعدين والتجارة الايراني على هامش قمة هذا الاتحاد في سانت بطرسبرغ، قد أعرب عن ارتياحه لنمو التبادلات التجارية بين الدول الخمس الأعضاء في الاتحاد مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بنسبة 8/12% خلال 10 أشهر.
كما أعرب وزير الصناعة، في كلمته أمام قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، عن تقديره لقرار هذا الاتحاد منح صفة مراقب للجمهورية الإسلامية الإيرانية، واعتبر نهج ايران هو تطوير التبادلات التجارية مع جيرانها والدول الأخرى، وكذلك في إطار التعاون مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
وتم التوقيع على الوثيقة المتعلقة بعضوية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي من قبل رؤساء الدول الخمس الأعضاء في هذا الاتحاد، مساء الخميس، في اجتماع القمة للاتحاد في سانت بطرسبرغ.
* أخبار جيدة للناشطين الاقتصاديين
وفي ختام زيارته، أشار وزير الصناعة والتعدين والتجارة إلى الموافقة على تنفيذ إتفاقية التجارة الحرة ومنح صفة مراقب لإيران في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي خلال اجتماع قادة الاتحاد، واعتبر هذه الأمور بمثابة أخبار جيدة للناشطين الاقتصاديين.
وقال أتابك: في اجتماع المنتدى الاقتصادي الأوراسي الذي حضره الدكتور عارف النائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية (في أرمينيا) تمت الموافقة على عضوية إيران بصفة مراقب من قبل كبار المسؤولين في ذلك الاجتماع وبجهود بذلها رئيس الجمهورية ومسؤولون وخبراء آخرون، وافق الرؤساء اليوم (الخميس) على ذلك.
وأضاف وزير الصناعة: إن عضوية إيران كمراقب في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي يمكن أن تحدث تأثيرات جيدة في اقتصاد بلادنا، ومن الآن فصاعداً ستكون إيران حاضرة في اجتماعات هذا الاتحاد وستكون حاضرة في أمانته، وسيتم تبادل نصوص قراراته وخططه.
وتابع: إن جهود بعض الدول لعزل إيران وإبقائها محرومة من السوق العالمية الكبيرة تفشل الواحدة تلو الأخرى، وقد رأينا أن نتائج جهود رئيس الجمهورية ومتابعة المسؤولين والخبراء الآخرين قد بدأت تأتي ثمارها اليوم، واكتسبت إيران صفة المراقب في الاتحاد الأوراسي.
وقال أتابك: من خلال الإتفاقيات المبرمة بين الطرفين، إذا دخل رجال الأعمال إلى سوق الاتحاد الأوراسي، يمكنهم الاستفادة من مزايا وجود 87% من البضائع بدون رسوم جمركية وتصديرها إلى سوق يضم 240 مليون شخص.
* نمو التبادل التجاري بين إيران والاتحاد الأوراسي
إلى ذلك، قال رئيس الهيئة التنفيذية للجنة الاقتصادية للاتحاد الأوراسي: إن حجم التبادل التجاري بين الدول الخمس الأعضاء بالاتحاد مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد نما بنسبة 8/12% خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري.
وأكد جيت جان ساجيناتايوف، خلال لقائه يوم الخميس وزير الصناعة والتعدين والتجارة الإيراني على هامش قمة الاتحاد، إن إيران هي أحد الشركاء المهمين للاتحاد الاقتصادي الأوراسي؛ موضحاً انه مع تنفيذ إتفاقية التجارة المؤقتة بين دول أوراسيا وإيران من عام 2018 إلى 2023 فقد ازداد التداول المالي بين الطرفين بمثلين.
وأوضح ساجيناتايوف: إن صادرات السلع من الاتحاد الأوراسي إلى إيران ازدادت 16% والواردات من ايران ازدادت 8% خلال الفترة المذكورة مقارنة بمثيلتها من العام الماضي.
* تحسين الاقتصاد وتطوير العلاقات التجارية
وكان وزير الصناعة والتعدين والتجارة صرح، مساء الأربعاء، قبيل توجهه إلى سانت بطرسبرغ: إن تحسين الظروف الاقتصادية الداخلية وتطوير العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الجيران مدرج على جدول أعمال الحكومة الرابعة عشرة، وقال: إن الزيارات وتعزيز العلاقات التجارية مع دول الجوار والدول الأخرى يثبت أن خطة العدو لمحاصرة إيران وعزلها قد فشلت.
ولدى وصوله إلى سانت بطرسبرغ، أضاف أتابك: إن الاتحاد الأوراسي هو أحد أكثر الإتفاقيات فعالية وربما أكبرها بين الدول المجاورة لنا. وأشار وزير الصناعة إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدول الخمس الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وقعت العام الماضي على إتفاقية التجارة الحرة، وقال: مؤخراً وافق مجلس الشورى الإسلامي على المبادئ العامة لهذه الإتفاقية وأن تنفيذها يخدم اقتصاد البلاد.
وذكر: أنه مع التجارة الحرة مع الاتحاد الأوراسي، أصبحت سوق الدول الأعضاء في هذا الاتحاد البالغ نفوسها 240 مليوناً مفتوحة أمام إيران أكثر من ذي قبل، وقال: الدول الأعضاء في هذا الاتحاد تعتبر دولاً قوية من الناحية الاقتصادية، ومع تنفيذ إتفاقية التجارة الحرة ستصبح شريكاً اقتصادياً لإيران من حيث السوق والصادرات.
وفي إشارة إلى الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير التجارة والصناعة الأوزبكي إلى إيران، قال أتابك: اتفقنا خلال هذه الزيارة على تحديد تعرفة جمركية بنسبة 50% على بعض السلع، ونقوم بإعداد مثل هذه التعريفة الجمركية مع أرمينيا أيضاً.
وأكد: سياسة الحكومة الرابعة عشرة هي توسيع العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الجيران، وأن الرحلات المختلفة التي يقوم بها رئيس الجمهورية الدكتور مسعود بزشكيان إلى دول الجوار والدول الأخرى تظهر جوانبها العملية في تحسين اقتصاد البلاد.
وأشار وزير الصناعة إلى إقامة معرض أوراسيا الدولي في طهران في غضون الأشهر المقبلة، وقال: لقد أعلنت العديد من دول المنطقة استعدادها للمشاركة في هذا المعرض في مجالات التعدين والآلات وغيرها من قطاعات الصناعة والتجارة.
وأضاف: إن إقامة هذه المعارض والزيارات بين مسؤولي الدول المختلفة تثبت أن محاصرة إيران وعزلها قد فشلت؛ وبالطبع يجب أن نحاول وضع اقتصاد البلاد في ظروف أفضل.
يشار إلى أن وزير الصناعة والتعدين والتجارة الإيراني وصل إلى سانت بطرسبرغ مساء الأربعاء، وكان في استقباله حاكم وعمدة المدينة، وسفير إيران لدى روسيا، وبعض المسؤولين في الاتحاد الأوراسي.
ورافق وزير الصناعة في هذه الزيارة محمد علي دهقان دهنوي، نائب وزير الصناعة رئيس منظمة تنمية التجارة الإيرانية.
وعُقد اجتماع رؤساء الدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي في مدينة سانت بطرسبرغ يوم الخميس، وتضمن جدول أعماله عدة أمور، منها تشكيل سوق مشتركة للنفط والغاز.