وأفادت وسائل إعلام في غزة بأن الاحتلال اقتحم مستشفى كمال عدوان وأمر الموجودين داخله بالإخلاء، فيما ذكرت مصادر طبية أن عدداً من الكوادر الطبية استشهدوا حرقاً بالنيران التي أضرمتها قوات الاحتلال في المستشفى.
ميدانياً، أعلنت كتائب القسام أن أحد مقاتليها فجّر نفسه في قوة صهيونية من 5 جنود وأوقعهم بين قتيل وجريح في شرق معسكر جباليا شمالي قطاع غزة.
في حين تواصلت المظاهرات في عدة مناطق بالأراضي المحتلة للمطالبة بعقد صفقة تبادل أسرى مع حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وفي حين اتهمت وسائل إعلام صهيونية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يسرائيل كاتس بعرقلة المفاوضات، جددت حماس التمسك بشروطها، وعلى رأسها وقف العدوان على غزة.
وفي الضفة الغربية، واصل الاحتلال تصعيد حملته العسكرية عبر المداهمات والاعتقالات باقتحامه مناطق وبلدات عدة.
*استهداف العائلات والمنشآت المدنية
في اليوم الـ449 للعدوان الصهيوني على قطاع غزّة، واصلت الطائرات الحربية الصهيونية استهداف منازل المدنيين في مناطق متفرقة من القطاع المحاصر، مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى. وارتفعت حصيلة الضحايا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 45,436 شهيداً و108,038 مصاباً، وفق أحدث الإحصاءات.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية باستشهاد 9 أشقاء، بينهم أطفال وكبار في السن، إثر غارة استهدفت منزلاً في مخيم المغازي وسط القطاع. كما استهدفت الطائرات الصهيونية بلوك 12 في مخيم البريج وشمال مخيم النصيرات، بينما أصيب عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعي استهدف خيام النازحين في مواصي رفح جنوباً، واستمر القصف المدفعي لشرق مدينة خان يونس.
*انتهاكات بحق المستشفيات والطواقم الطبية
وفي السياق، اقتحم جيش الاحتلال الصهيوني مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، حيث أشعلت غارات مباشرة حريقاً التهم عدة أقسام، منها الأرشيف والتعقيم والصيانة. وأفاد الطاقم الطبي بأن غياب المياه نتيجة استهداف الخزانات صعّب السيطرة على النيران، مما أدى لاستشهاد مرضى وعاملين. وتم استخدام المياه الممزوجة بالكلور من أجهزة غسيل الكلى لمحاولة إخماد الحريق، ما تسبب بإصابات وحروق بين المتواجدين.
عقب ذلك، اقتاد جيش العدو الطواقم الطبية والجرحى إلى مراكز تحقيق، قبل نقلهم إلى المستشفى الأندونيسي الذي يعاني هو الآخر من نقص حاد في المياه والكهرباء والمواد الأساسية. ولا يزال مصير بعض الطواقم الطبية، بما فيهم الدكتور حسام أبو صفية، مجهولاً .
*استمرار المجازر والنزوح القسري في جباليا
وفي شمال القطاع، استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون جراء قصف استهدف مجموعة من المواطنين، فيما شهدت بيت حانون سلسلة غارات أوقعت 6 شهداء وعشرات الجرحى، وأجبرت من تبقى من سكان البلدة على النزوح القسري. وفي مدينة غزّة، استشهدت مواطنة إثر قصف ساحة الجندي المجهول، بينما قضى فلسطينيان وأصيب آخرون قرب مفرق عسقولة جنوب المدينة.
وتصاعدت الجرائم الصهيونية خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني ثلاث مجازر بحق عائلات فلسطينية، أسفرت عن استشهاد 37 شخصاً وإصابة 98 آخرين، وفق وزارة الصحة. كما أدانت المؤسسات الدولية ووزارة الصحة في غزّة استهداف المنشآت الصحية وطالبت بتوفير الحماية لها.
*دول عربية تعتبر إحراق مستشفى كمال عدوان جريمة حرب
بدورها دانت دول عربية بينها قطر والسعودية والإمارات والأردن حرق قوات الاحتلال الصهيوني مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، وإجبار المرضى والكوادر الطبية على إخلائه، معتبرة هذه الجريمة انتهاكا ًللقانون الدولي وجريمة حرب.
وكان جيش الاحتلال الصهيوني قد اقتحم مستشفى كمال عدوان بغزة، قبل أن يقوم بإضرام النار فيه ويخرجه تماماً عن الخدمة، ولم يكتف بذلك، بل احتجز أكثر من 350 شخصا كانوا داخل المستشفى، بينهم 180 من الكوادر الطبية و75 جريحاً ومريضاً ومرافقيهم، واقتادهم إلى جهة مجهولة، حسب بيان للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وعبر بيان صادر عن وزارة الخارجية القطرية عن إدانة استهداف المستشفى، واعتبرته جريمة حرب وانتهاكا ًسافراً لأحكام القانون الإنساني الدولي، وتصعيداً خطيراً في مسار المواجهات ينذر بعواقب وخيمة على أمن واستقرار المنطقة.
*انتهاك خطير
ومن جهتها عبرت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، عن إدانتها واستنكارها بأشد العبارات حرق قوات الاحتلال الصهيونية المستشفى وإجبار المرضى والكوادر الطبية على إخلائه، مؤكدة أن ذلك يعد انتهاكاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ولأبسط المعايير الإنسانية والأخلاقية.
كما دانت الإمارات بقوة، في بيان للخارجية، إقدام جيش الاحتلال الصهيوني على إخلاء وحرق مستشفى كمال عدوان، معتبرة ذلك انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي.
الأردن من جهته أدان بأشد العبارات، في بيان للخارجية، إحراق قوات الاحتلال الصهيوني المستشفى في غزة، واعتبر الاستهداف جريمة حرب نكراء.
ودعت المجتمع الدولي وخصوصاً مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، لإلزام الكيان الصهيوني وقف عدوانه على غزة واستهدافه للمدنيين، وإنهاء الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يسببها العدوان.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية، عن الرئاسة الفلسطينية إدانتها الجريمة الخطيرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني بإحراق المستشفى الذي يقدم خدماته لأكثر من 400 ألف نسمة، مؤكدة أن الجريمة تأتي في سياق حرب الإبادة والتهجير التي تشنها العصابة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني.
*إبادة جماعية
وعلى مستوى المنظمات العربية والإسلامية، دعت منظمة التعاون الإسلامي بأشد العبارات، إلى وقف جرائم الاحتلال الصهنيوني في قطاع غزة التي كان آخرها جريمة إحراق مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة.
واعتبرت المنظمة في بيان لها أن هذه الجريمة إمعان في جرائم الحرب والإبادة الجماعية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني.
واعتبر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، هذا الهجوم جريمة حرب مكتملة الأركان، محذراً من أن هدفها القضاء التام على النظام الصحي في غزة كجزء من سياسة الإبادة الجماعية التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني، في حين زعم جيش الاحتلال الصهيوني أن المستشفى يُعتبر بمثابة مركز لحركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة، الأمر الذي نفته الحركة.
وقالت الحركة في بيان: ننفي نفيا قاطعاً وجود أي مظهر عسكري أو تواجد لمقاومين في المستشفى، سواء من كتائب القسام أو أي فصيل آخر، فالمستشفى كان مفتوحاً أمام الجميع والمؤسسات الدولية والأممية التي تعرف المستشفى جيداً.
*مدير مستشفى القدس: 300 عائلة في بيت حانون نجهل مصيرها
من جانب آخر قال مدير مستشفى القدس التابع للهلال الأحمر في قطاع غزة الدكتور بشار مراد، إن الكثير من المرضى والمصابين وصلوا إلى مدينة غزة قادمين من شمال القطاع مشياً على الأقدام، في وقت تشهد فيه الحالة الصحية في الشمال شللاً وتوقفاً تاماً.
وأضاف مراد في حديث لإذاعة صوت فلسطين، السبت، أنه تم نقل العديد من المصابين والمرضى من مستشفى كمال عدوان إلى الإندونيسي المدمر، مشيراً إلى وجود أكثر من 300 عائلة في بيت حانون بينهم العديد من الشهداء والجرحى من دون معرفة أي تفاصيل حول أوضاعهم، وسط حديث يدور حول مجازر للاحتلال في المنطقة.
*مقتل عنصر أمن فلسطيني بجنين
وفي الضفة المحتلة، أعلنت الأجهزة الأمنية الفلسطينية السبت مقتل أحد عناصرها بالعملية المستمرة في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، في وقت اقتحمت فيه قوات الاحتلال مدن طولكرم ورام الله والخليل والبيرة ونابلس، واعتقلت فلسطينيين.
وأكد المتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية مقتل أحد عناصرها خلال عملية تزعم “حماية الوطن” المستمرة منذ 14 ديسمبر/كانون الثاني الجاري في مخيم جنين، بما زعمت إنها حملة تهدف إلى “إعادة الأمن والاستقرار وإنقاذ حياة المواطنين من الفلتان الأمني المتزايد”.
يأتي ذلك وسط تزايد الاحتقان الشعبي الفلسطيني داخل المخيم جراء العملية التي أدت إلى تفاقم المعاناة الإنسانية، في ظل انقطاع الكهرباء والمياه ومنع إزالة النفايات.
*اشتباكات بطولكرم
في الأثناء، قالت وسائل إعلام محلية إن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية واعتقلت فلسطينيين اثنين.
وأضاف أن مقاومين واجهوا بالرصاص والعبوات محلية الصنع قوات الاحتلال قرب مخيم طولكرم.
كما قالت المصادر إن قوات الاحتلال اقتحمت قرية المزرعة الشرقية في رام الله وبلدة بيت أمر شمال الخليل بالضفة الغربية.
واقتحمت قوات الاحتلال مدينة البيرة وسط الضفة الغربية، واعتقلت فلسطينيين اثنين من بلدة المزرعة الشرقية شرق مدينة رام الله، فضلاً عن اقتحام قرية برقا شمال غرب نابلس.
وبموازاة حرب الإبادة على غزة، وسّع جيش الاحتلال الصهيوني عملياته وصعد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، مما أسفر عن 835 شهيداً ونحو 6500 مصاباً.
*اعتداء لعناصر السلطة الفلسطينية على مدنيين
من جانبها، أعربت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في فلسطين، السبت، عن قلقها البالغ عقب انتشار مقاطع مصورة تُظهر قيام ضباط وأفراد من الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية بضرب وإهانة عدد من المواطنين، فيما قالت السلطة الفلسطينية إنها تفحص الأمر.
وطالبت الهيئة السلطة الفلسطينية بفتح تحقيق جاد وشفاف بشأنها، ومحاسبة كل من يثبت تورطه فيها.
*نتنياهو يعرقل صفقة تبادل الأسرى
في سياق آخر تواصلت المظاهرات في عدة مدن داخل الأراضي المحتلة للمطالبة بعقد صفقة تبادل أسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفي حين اتهمت وسائل إعلام نتنياهو ووزير حربه بعرقلة المفاوضات.
وخرجت آلاف الصهاينة في مظاهرات بعدد من المدن في فلسطين المحتلة، للمطالبة بإبرام صفقة مع حركة حماس من أجل إعادة الأسرى الموجودين في قطاع غزة.
وشملت هذه المظاهرات حيفا والخضيرة وتل أبيب، حيث عبر أهالي الأسرى عن نيتهم مواصلة حراكهم الاحتجاجي، وحثوا على إكمال المسار التفاوضي لإعادة المختطفين إلى بيوتهم.
في الأثناء، قالت القناة 12 الصهيونية إن نتنياهو هو من فرض على الفريق المفاوض محاولة التوصل لصفقة جزئية، بسبب تهديدات شركائه في الائتلاف الحكومي.
وأضافت القناة أن نتنياهو هو من يمنع صفقة متكاملة تعيد كافة الأسرى الصهاينة، وأن حماس لم تغير مطلقاً من شروطها وهي: انسحاب صهيوني من غزة ووقف إطلاق نار كامل وتحرير أسرى فلسطينيين وازنين.
وكان مسؤولون في فريق التفاوض الصهيوني اتهموا نتنياهو وكاتس، بالإدلاء بتصريحات تضر بمفاوضات تبادل الأسرى مع حماس.
في المقابل، قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان إن الحركة طرحت مبادرة تتضمن وقفاً تاماً لإطلاق النار وتبادلاً كاملاً للأسرى لكن الكيان الصهيوني رفضه، متهماً نتنياهو بأنه يريد التخلص من ملف الأسرى الصهاينة بقتلهم.