موناسادت خواسته
ايران بلد الحضارة والفن، بدعم تاريخي مخضرم منذ آلاف السنين، والفنانون الإيرانيون يتلألؤون في كل المجالات العالمية، ويشاركون في معارض دولية في مختلف أنحاء العالم حيث يواجه فنهم إقبالاً كبيراً، كما حصل في مهرجان الفنون القرآنية بماليزيا، وشارك فيه أساتذة الفنون الإيرانية المختلفة، المهرجان الذي تستمر أعماله حتى يوم غد الأحد الموافق 29 يناير/كانون الثاني، والذي أقيم بدعم رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية ومستشارية ايران الثقافية في ماليزيا ومؤسسة “رستو” القرآنية في ماليزيا، وافتتح المهرجان يوم السبت الماضي الموافق 21 يناير، بحضور مسؤولين وفنانين من ايران وماليزيا.
وشارك أساتذة الفن الإيراني القرآني في هذا المهرجان وقاموا بعرض آثارهم الجميلة التي اجتذبت الجميع وواجهت إقبالاً كبيراً وأثبتت مرة أخرى أن الفن الإيراني هو رائد الفنون الجميلة، فبهذه المناسبة اغتنمنا الفرصة وأجرينا حواراً مع هؤلاء الأساتذة، وفيما يلي نقدّم لكم ملخّص هذه الحوارات.
بيجني: المادة الأساسية للفنون القرآنية هي كلام الله
افتتح المهرجان بتلاوة القارئ الإيراني الممتاز الأستاذ “عليرضا بيجني”، فسألناه عن رأيه حول تأثير القرآن الكريم في حياة الإنسان، فقال: نعلم أن مصدر كل الخيرات والأعمال الصالحة والآثار الحقيقية هو الله تعالى. ونتيجة لذلك، فإن أي تأثير إيجابي يتم إنشاؤه في النفس البشرية هو منه.
بما أن القرآن له صلة أكبر بالله، فإن التواصل معه سيكون له الأثر الأكثر إيجابية على البشر. على الإطلاق، فإن أحد أسباب نزول هذا الكتاب السماوي هو ذكر الله والارتباط به يؤدي بالتأكيد إلى ذكر الله.
عندما يأتي ذكر الله حياً في الإنسان، فإن أي تأثير إيجابي يمكن تخيله سيصل إلى الإنسان من المالك الحقيقي للتأثير.
بالطبع، كلما أصبح الارتباط بهذا الكتاب أكثر صحة وأعمق، كانت هذه الأعمال أكثر واقعية وملموسة، وله تأثيرات مثل الهدوء، والقدرة على اتخاذ قرارات صحيحة وفي الوقت المناسب، والشعور بالمسؤولية والإحسان تجاه الآخرين، وحنان الروح، وبالطبع العديد من الآثار المادية والروحية الأخرى.
توسيع الفنون القرآنية في الحياة
وعندما سألناه عن تطرق توسيع الحياة القرآنية في الحياة، قال الأستاذ “بيحني”: الفن في حد ذاته، إذا كان يتمتع بالأصالة والعمق، سيكون فعالاً على كل شخص عاقل. لذلك، فإن إحدى طرق توسيع الفن القرآني هي تعلم وأداء الفن الأصيل والعميق وبالطبع بأشكال جديدة وحديثة.
بما أن المادة الأساسية للفنون القرآنية هي كلام الله، وهذه الكلمة نفسها هي في ذروة الفصاحة والبلاغة، وفي طريقة استخدام الكلمات ونقل المعاني العالية في شكل كلما ، فهي أكثر الأعمال الفنية والأكثر رواجاً.القرآن مليء بالنور بشكل طبيعي، بالتأكيد الفنون كلما زادت العلاقة مع هذا الكتاب، زاد تأثيره على الناس. لذلك، فإن الأصالة والنقاء وعدم الابتذال في الفن لها تأثير كبير على توسعها.
إلى جانب ذلك، في عالم اليوم، يمكن للإعلام أن يلعب دوراً مهماً للغاية في هذا الأمر ونقل هذا الفن الفعال إلى مختلف الأشخاص بطريقة صحيحة؛ لأن إنشاء عمل فني هو المرحلة الأولى من العمل وستكون مرحلته النهائية توزيعه الواسع والصحيح والتواصل العام.
وحول تقييمه لمهرجان الفنون القرآنية في ماليزيا قال هذا الأستاذ الإيراني: ماليزيا من الدول الإسلامية التي يبدو أنها مهتمة بنشر الإسلام ، وخاصة القرآن الكريم، وهذا الاهتمام مهم للغاية. وفي هذا الصدد، فإن الحركات الدعائية مثل المعارض والمسابقات القرآنية، في طريقة نقل الفنون الإسلامية، ستكون بالتأكيد فعالة في الثقافة العامة للمجتمع وستؤدي إلى تكوين الثقافة القرآنية.
وقد بذلت جهود الجهات لتحقيق هذا الهدف من خلال إقامة مثل هذا المعرض. لقد كان لدولة إيران دور كبير في تجميل ورفع مستوى الفن في هذا المعرض، ومن المناسب أن نشكر الفنانين القرآنيين في بلادنا ونشكر الجهات الثقافية على خلق هذا الجو.
وحول إقامة هكذا مهرجانات وتأثير الوحدة بين المسلمين قال الأستاذ بيجني: لا شك في أنه من أجل تحقيق الوحدة بين المسلمين وبشكل عام لتحقيق الوحدة بين الجماعات في أي أمر ، يجب التأكيد على القواسم المشتركة بين أطراف القضية.
القرآن هو أحد أهم النقاط المشتركة بين مسلمي العالم وأهمها. عندما يتم التواصل بين الأديان المختلفة من خلال القرآن نفسه، فإن النتيجة ستكون التقارب والتواصل الإيجابي والفعال بين المسلمين.
في مثل هذه المعارض، يكون القرآن هو النقطة المركزية في فن الفنانين وهو الكلمة الإلهية التي جمعتهم معاً. لذلك من المؤكد أن الفنانين وحتى عامة الناس من كل دين لديهم علاقة إيجابية مع بعضهم البعض بلغة الفن القرآني وهذه العلاقات هي التي تحقق الوحدة.
وأخيراً نأمل أنه من خلال اكتساب الخبرة من إقامة هذه الاحتفالات، ستنخفض نقاط القوة والضعف فيها عاماً بعد عام حتى يكون تأثيرها أكبر من ذي قبل.
سليماني: العمل الفني هو جوهر كل شخص مثقف
أما أستاذ الفنون التشكيلية الأستاذ “محسن سليماني” هكذا يتحدث لنا: أنا أستاذ جامعي وأعمل في مجال الفنون التشكيلية، وأعمل في الرسم والخط بالأقلام الستّة منذ حوالي أربعين سنة.
كما أنني مؤلف لواحد من أكبر الأعمال الحجمية وما بعد الحداثة بمواد حديدية بأبعاد حضرية، تبلغ مساحتها حوالي 240 متراً مربعاً وجميعها معدنية.
لقد قمت بتدريس الفن في جامعات مختلفة لسنوات عديدة وكان لدي العديد من المعارض في إيران وبلدان أخرى، عقدت ندوات علمية مختلفة في مجال الفن واعمل كخبير للأعمال الفنية في المزادات المرموقة وبعض المتاحف، ولقد تم بيع العديد من الأعمال المتعلقة بي في متاحف داخل وخارج إيران.
أما حول الفن ودوره في حياة الإنسان يقول الأستاذ الإيراني الدكتور “محسن سليماني”: اليوم، نعيش في عالم مليء بالتنوع والهويات والثقافات المتنوعة، العالم الجديد مليء بالحوار والمناقشات المعرفية.
كما أن تاريخنا غني جداً وجذاب ومليء بالفن والمعرفة، وفن اللغة وانعكاس المعنى في العالم القديم والعالم الجديد هو منقذ الروح البشرية في عالم الآلية هذا.
يدعونا العالم الجديد إلى استهلاك المزيد من الأشياء المملة يومياً والتحكم المستمر حتى لا يواجه الشخص نفسه.
لكن ما يميز الفن هو أنه ينشأ من ذات الشعرية الإنسانية ويحررنا من الصور النمطية والأحكام والأشكال المصنّعة والقياسية، حتى نتمكن من مواجهة حقيقة أنفسنا.
الفن هو نشيد شاعرية الإنسان في هذا العالم، الذي يعطي معنى للوجود والعيش، ويخفف ويهدئ النفس البشرية، ويحررها من قلق العيش بلا هدف وهوية..
إذا كان الفن أصلياً وعلمياً، فإنه يترك عامل تأثير وعاملاً دائماً على الجمهور، وهو الروح العميقة للإنسان.
الفن هو أنسب لغة ثقافية وحوار الأمم مع بعضها البعض وبطريقة من الأفضل أن يفهمها الجميع، معنى الفن أنه يجعل الناس سعداء ويضيف الدفء والضوء والسعادة إلى كيانهم.
الفن هو دبلوماسية الإنسانية.. وأهم ترنيمة روح كل إنسان عندما يواجه نفسه وينشد بشكل فني، والعمل الفني هو جوهر كل شخص مثقف.. الفن هو درجة من الوجود الروحي للشخص العاشق.
وعندما سألنا الدكتور سليماني حول أثاره الذي شارك بها في هذا المعرض، يقول: شاركت في المعرض الفني الدولي في ماليزيا بمجموعتين مختلفتين من أعمالي وهي: مجموعة من أعمال الخط الكلاسيكي والمجموعة الثانية هي أعمالي الحديثة التي تم كشف النقاب عنها لأول مرة.
تسمى مجموعة أعمالي الحديثة “باراغراف” (فقرة)، وهي نوع من الابتكار الجديد في مجال الفن البارامتري، الذي يوسع نطاق الموسيقى المرئية والرسومات من خلال إنشاء حوالي مائة نوع جديد ومتنوع من الخطوط.
“بارامتريك” هو أكثر أشكال الكون الموسيقية التي يتم عرضها في هذه المجموعة في شكل أعمال وفي ماليزيا واجه إقبالاً مفاجئا ونادرا للغاية، حتى لي، كما تم تقديم اقتراحات لي في مجال التعليم في الجامعات والمراكز الفنية المتخصصة في ماليزيا، وهو ما أفكر فيه حالياً.
وأخيراً قال: آمل أن تجد جميع الحكومات والدول القدرة على اكتشاف لغة الفن بشكل صحيح وعميق ووجود الفنانين وتوفير أسس لإستخدام الفن في عالم اليوم.
جنكي: أعمل بالوضوء
أما أحد الفنانين المشاركين في هذا المعرض هو الأستاذ “علي جنكي” وهو أستاذ في فن الرسم والنقش على الخاتم بالقلم، حيث يعرض خواتيم نادرة بنقوش جميلة و صغيرة جداً، وتواجه أعماله إقبالاً كبيراً.
ولد الأستاذ “علي جنكي” في عام 1977 في عائلة دينية وفنية بمدينة مشهد المقدسة، وهو نجل الأستاذ الحاج إسماعيل جنكي.
ووفقاً لمحبي الفن والفنانين الذين هم على دراية بأعماله وشاهدوا فن هذا الأستاذ المخضرم، فإنهم يعتبرون علي جنكي هو مبتكر الأعمال التي تشبه المعجزات أكثر من الفن!
وهو مصدر فخر لجميع الفنانين ومحبي الفن في البلاد، ولقد جلب الفن الإيراني إلى العالم على أعلى مستوى ممكن من خلال إنشاء أعمال فنية وروحية خاصة تركها وراءه وابتكار أسلوب ثلاثي الأبعاد للكتابة بأبعاد مليمترية.
الرسم والخط بهذه الطريقة هي أصعب أسلوب لم يتمكن أحد من دخوله حتى الآن، ولهذا السبب ، يعتبر الفنانون وأساتذة الفن أسلوبه المبتكر بمثابة معجزة في فن الخط.
من بين أعماله الشهيرة حلقة تسمى “ضامن الغزال”، والتي أطلق عليها خبراء الفن في اليونسكو أروع حلقة فنية روحية في العالم.
هذا الخاتم عبارة عن تصميم من لوحة الأستاذ محمود فرشجيان، حيث يتم رسم جميع العموميات والتفاصيل لمنمنمة أصلية بأصغر أبعاد ممكنة وبجودة عالية جداً بأسلوب ثلاثي الأبعاد، ومن أجل هذا العمل، وقد تم العمل عليه حوالي ألفي ساعة من العمل المفيد.
كما قام بنقش آيات الكرسي بأصغر خط في العالم، بخط النستعليق بأبعاد مليمترية على الرِّكاب الحلقي، والذي يُعتبر من روائع الخط في العالم.
وأيضاً له عمل روحي ومعنوي في المتاحف وهو خاتم “بين الحرمين”، والذي كان عملاً مفيداً واستغرق ثمانية عشر شهراً تقريباً ، وهو تحفة فنية من روائع الفن الإيراني.
كما أنه قام برسم ونقوش على خاتم لمونديال قطر، وجمع بين الأجزاء الثلاثة الرئيسية بطريقة ما لتصبح أيقونة واحدة، ونرى فيه ثلاثة عناصر رئيسية، الكرة و ملعب الجنوب، ولعيب، وله أعمال نادرة أخرى حيث نتحدث حولها في فرصة أخرى.
فتحدث لنا عن أثاره التي ذكرناه وشارك بها في ماليزيا حيث واجهت إعجاب الزوار، وقال: أنه يقوم بالرسم على الخواتيم بالوضوء و في حالات روحية عالية، واعتبر المعرض فرصة جيدة للتعرف على الفنون القرآنية.
بیروي: الفن غذاء للروح
بعد ذلك طلبنا من الأستاذ بيمان بيروي أستاذ فن الخط والرسم بالخط، أن يعطينا نبذة عن نشاطاته، فقال:
ولدت عام 1972 في مدينة كازرون، بمحافظة فارس، أعيش في طهران منذ ما يقرب من 23 عاماً ، وبدأت فن الخط في عام 1984، ومنذ عام 1999، أخذت الخط على محمل الجد كمحترف بدوام كامل.
كان لدي أنشطة مختلفة في مجال الخط وقد شاركت في أكثر من500 معرض فردي وكان لدي أكثر من 15 معرضاً فردياً في هذه السنوات، وأعمل حالياً في مجال الخط والرسم بالخط.
أنا مؤسس دورة وفرع جامعي للخط في الجامعة، ولأول مرة في إيران، (لأن هذه الدورة لم تكن في إيران من قبل)، وقد أسستها في وحدة العلوم التطبيقية الثامنة والثلاثين بطهران. دراسات، وكنت أنا نفسي مدير المجموعة لهذه الدورة لمدة 6 سنوات، لكنني الآن أشارك في أنشطة حرة و لي نشاطاتي الخاصة.
وعندما سألناه حول دور الفن في الحياة، قال الأستاذ “بيروي”: يمكن أن يكون الفن جزءاً لا يتجزأ من حياة كل شخص، والفن هو في الواقع غذاء للروح تماماً كما يحتاج الجسم إلى التغذية، كذلك الفن يجعل الروح تتغذى وتزهو في عالمها الخاص.
وحول مشاركته في المعرض وأثاره التي قدمها في هذا المعرض يقول هذا الأستاذ الإيراني: شاركت في هذا المعرض بـ 18 عملاً من فن الخط والرسم بالخط، وأعمالي كلها أعمال لها موضوعات قرآنية، وحاولت أن يكون لدي أعمال بأبعاد مختلفة في هذا المعرض، أصغر حجم لعملي يقترب 3 A من ناحية الأبعاد، والكبير الحجم الأكبر 1.5 × 1.5 متر.
وفيما يتعلق بالمعرض يقول الأستاذ “بيروي”: لاقى المعرض ترحيبا كبيرا، لأن المعرض يقام في مركز نشر القرآن الكريم، وهو ثاني أكبر مركز لنشر القرآن الكريم في العالم بعد السعودية، ويقع في ماليزيا بمركز رستو الذي له أقسام مختلفة، يعد هذا أحد أفضل المعارض التي أقيمت حتى الآن، وقد لقي استحساناً كبيراً للغاية من قبل كل من المسلمين والجمهور.
البغدادي: رسائل محبة وتعاون من خلال الفن
من جهته قال الأستاذ أحمد البغدادي عضو جمعية الخطاطين العراقيين، وعضو نقابة الفنانين التشكيلين العراقيين: بالنسبة لدور الفنون القرآنية في الوحدة الإسلامية فأظن هناك تأثير واضح من خلال المهرجانات والمعارض المقامة في البلدان الإسلامية كإيران وتركيا والعراق والإمارات العربية المتحدة فقد آلت هذه الدول على أنفسها أن تتصدى لمثل هذه المهرجانات التي تستقطب جميع رواد ومحبي هذه الفنون المقدسة كالخط والزخرفة وغيرها من الفنون القرآنية.
أما عني فقد إشتركت ببعض اللوحات القرآنية بثلاثة أساليب، أولا: الأسلوب الكلاسيكي المتعارف عليه في الخط وهو الخط بالقصبة على الورق، وثانياً: أسلوب الحفر وذلك بحفر الكلمات التي تكتب مسبقا على اللاصق وسلامه بطريقة الرش بـ ” إيربريش “، وثالثاً: اسلوب الزجاج الملون الذي أردت أن اروج له من خلال هذا المعرض كوني تخصصت بهذا المجال ولدي خبرة فيه لأكثر من ثلاثين عاماً .
ويمكن أن يكون الفن في خدمة الشعوب وهذا مؤكد من خلال استخدامه بالشكل الصحيح وإرسال رسائل محبة وتعاون من خلاله .
أما بالنسبة للفن في العراق فقد دأبت وزارة الثقافة والسياحة والآثار دائما على دعم المعارض والمهرجانات والفنانين وكذلك نقابة الفنانين التشكيليين العراقيين وجمعية الخطاطين العراقيين بما تستطيع وحسب ما هو متوفر .
وأخيرا نتمنى أن نرى مهرجانا عالميا يقام في بلداننا كالعراق أو إيران على غرار المهرجانات المقامة في تركيا أو في الإمارات العربية المتحدة .. لأن هذين البلدين تحديدا هما منبع وموطن ومولد أغلب الفنون القرآنية وقبلها الفنون البصرية والتاريخ خير شاهد على ذلك وهما أولى أن يحتضن مثل هكذا مهرجانات .
ريان: الفن رصيداً تاريخياً للشعب الفلسطيني
أما هناك غرفة فلسطين كانت مليئة بالصور الجميلة وذلك بحضور السيد عبدالله من فلسطين حيث يبدي رأيه بالنسبة لهذا المهرجان ومدى تأثيره في العالم الإسلامي، ويقول: ان أهمية هذا المهرجان تكمن في أنه يوفر منصة مميزة للزائر الماليزي للتعرف على العديد من الثقافات والبلدان في مكان واحد، مع اعطاء اهتمام خاص بعرض الفنون القرانية التي تتميز بها كل دولة عن الأخرى مثل الزخارف والرسومات والمنحوتات التي تدخل في صناعتها الثقافة الاسلامية مستوحاة من الخطوط العربية وآيات القرآن الكريم.
دور الفنون القرآنية
وعندما سألناه: ما هو دور الفنون القرآنية في الوحدة الإسلامية و دعم الشعب الفلسطيني؟ قال: تلعب الفنون القرانية دورا مهما في في انشاء رابط مشترك بين مختلف الدول الاسلامية ، لان هذا النوع من الفنون يعتمد في افكاره على مصدر مشترك وهو القران الكريم. فيستطيع المتجول بين المعارض استشعار مدى التقارب والتشابه بين الدول المختلفة وانتاجها المميز من أعمال الفنون القرانية. وبالطبع هذا يوجه رسالة تأكيد على وحدة هذه البلدان بما فيها فلسطين، وأن فلسطين جزء لا يتجزأ من العالم الاسلامي .
فلسطين في المعرض
وحول حضور فلسطين في هذا المعرض يقول السيد عبدالله: تميز المعرض الفلسطيني عن المعارض الأخرى بالتركيز على قضية المسلمين الأولى وآثار الاحتلال على واقع الحياة في فلسطين، وذلك من خلال استعراض الصور التعريفية بالمناطق المختلفة وأهم المعالم الاسلامية ، وتوفير زاوية للزوار يجدون فيها القطع التراثية الفلسطينية الأصيلة، وضم المعرض مجسما للمسجد الأقصى وهو أشهر معلم اسلامي في فلسطين ، الأمر الذي سيوفر لزائر المعرض تجربة حسية ومعنوية وتوعوية ثقافية عن فلسطين تساهم في تقوية ارتباطه بالأرض المقدسة وزيادة معلوماته عنها.
الفن في خدمة الشعوب
اما حول كيفية الفن لكي يكون في خدمة الشعوب يقول: يساهم الفن بشكل أساسي في عرض وجهة النظر، وهو عبارة عن اعادة استعراض للواقع. فالشعوب تعبر عن هويتها وثقافتها وممارساتها اليومية عن طريق الفن، مما يخدم هذه الشعوب بانتشار رسالتها وضمان وصولها لأكبر عدد من الناس، حيث أن الفن هو لغة يفهمها كل البشر، وهذا الأمر يساهم في ايصال الثقافة ونشرها وتحقيق الغاية من وراء صناعة الفن.
وفيما يتعلق بالفن والفنانين في فلسطين لمواجهة التطبيع الثقافي، يقول الأستاذ ريان: يعد الفن رصيدا تاريخيا للشعب الفلسطيني ويعبر عن ثقافته وحقيقة واقعه، فغالبا ما كان الفن مقاوما ومرتبطا بمناهضة الاحتلال، محاولا ايصال رسائل متعددة أهمها التعبير عن الشعب الفلسطيني بأنه شعب مقاوم وصامد في وجه الاحتلال الصهيوني رغم كل الممارسات في حقه.
ولطالما كان التراث الفلسطيني هدفا للسرقة من قبل الاحتلال الصهيونى، فمن بداية سرقة الاكلات الشعبية، حتى سرقة الملابس الشعبية كالثوب الفلسطيني.
ولعل أيضا ما نشهده في الآونة الأخيرة من موجات التطبيع بأنواعه وأحدها الثقافي بالفعل، هو تحد وجودي جديد يضاف إلى ما يتعرض له التراث والفن الفلسطيني بالفعل. فالتطبيع الفني، سواء بعرض الحقائق التاريخية بصورة مختلفة تصب في صالح رواية الاحتلال، أو حتى التعامل في أعمال فنية تضم بشكل مباشر أو غير مباشر مكون احتلالي، أو الترويج لفنون شعبية مسروقة على أنها فنون خاصة بدولة الاحتلال الصهيوني، كل هذا يعد من أشكال التطبيع الثقافي الذي يجب محاربته والحد من انتشاره.
وأخيراً نشكر لكم حرصكم على تغطية مثل هذه الفعاليات التي تساهم في نشر كتاب الله الكريم وجماليته التي تربط القلوب بكلام الله سبحانه وتعالى .