رنا شريف شريف/ صحافة وعلوم الاعلام والتوثيق
لم ينتظر نتنياهو دخول اتفاق وقف اطلاق النار مع لبنان حيز التنفيذ حتى هدد وتوعد الرئيس السوري السابق بشار الأسد بالاغتيال والحرب على سوريا معلناً أن الرئيس الأسد «يلعب بالنار».
سوريا قلب العروبة النابض وشريان الدعم للمقاومة لم يبق أمام نتنياهو إلا ضربها بعدما عجز في حربه على حركات المقاومة في غزة ولبنان. هذه الحرب ليست وليدة اللحظة إنما هي حرب ممتدة منذ عام ٢٠١١، في محاولات لإخراج سوريا من محور المقاومة واجبارها على قطع علاقاتها بفصائل المقاومة. حرب كونية للإنقضاض على سوريا المقاومة وتركيعها من خلال عقوبات دولية غير شرعية وحصار اقتصادي اسموه «قيصر» طيلة ثلاثة عشر عاماً .
وبعد الفشل الصهيوني الذريع في حربه الأخيرة على غزة ولبنان لجأ نتنياهو إلى شنّ عدوانه على سوريا بالتزامن مع تحركات المعارضة السورية المسلحة، ومع انهيار الدولة السورية أمام هذه الحركات بدأ العدو الصهيوني أوسع عدوان جوي في تاريخه على سوريا يومي ٨ و٩ كانون الاول ديسمبر مستهدفاً مواقع للجيش السوري بحوالي ٨٠٠ غارة بعشرات الطائرات. هذا العدوان أدى الى تدمير القدرات العسكرية والاستراتيجية والاستخبارية والبنى التحتية للجيش السوري، لتتحول بعده سوريا إلى دولة منزوعة السلاح عشية دخول حركات المعارضة المسلحة الى قصر الشعب بقيادة أحمد الجولاني .
لم يكتف العدو الصهيوني بالغارات الجوية بل عزز وجوده عند مرتفعات الجولان المحتل ومن ثم توغل في المنطقة العازلة وصولاً الى قرى في ريف درعا ومرتفعات جبل الشيخ محتلاً بذلك أعلى قمة على شواطىء البحر المتوسط تشرف على كامل الداخل السوري وصولاً الى دمشق وكذلك على لبنان محققاً بذلك انجازاً استخباراتياً كبيراً في المنطقة .
وقد اعلن نتنياهو التنصل من اتفاقية «فض الاشتباك» مع سوريا الموقعة في العام ١٩٧٤ ونيته البقاء في الأراضي التي احتلها والاستيطان في مرتفعات الجولان. هذه ليست المرة الاولى التي ينتهك فيها العدو الصهيوني المعاهدات والاتفاقيات الدولية فلطالما دأب هذا الكيان المؤقت على عدم الالتزام بها وكان آخرها اتفاقية وقف اطلاق النار وقرار الـ١٧٠١ المبرم مع لبنان والذي جاء بعد ٦٦ يوما من العدوان، فبرغم حرص المقاومة على عدم الإخلال بالاتفاق إلا أن العدو الصهيوني ينتهكه بشكل يومي تحت أنظار العالم دون رادع ويقوم بتدمير ممنهج للقرى الحدودية الجنوبية اللبنانية متذرعاً بحقه في الدفاع عن كيانه ومستوطنيه.
وكان آخر خروقاته توغله في عدة بلدات جنوبية وصولاً الى وادي الحجير حيث اختطف مواطناً لبنانياً كان متوجهاً إلى مركز عمله التابع لليونيفل بعد اطلاق النار عليه.
أمام صمتٍ دولي على ما يجري ودعم امريكي متواصل للكيان الغاصب في كل اعتداءاته وانتهاكاته يخرج زعيم المعارضة السورية احمد الجولاني عن صمته ليصرح بأن المعارضة المسلحة ليست بصدد الدخول في صراع مع الكيان الصهيوني وأن الخطر الذي كان يهدد السوريين لم يكن الكيان الصهيوني بل إيران !
فقد تحدث الجولاني بشكل طائفي عدواني عن الشيعة أثناء لقائه بالنائب اللبناني وليد جنبلاط قائلاً:” أهل الشام مسالمون هم أبسط من أن يدخلوا في نعرات ثقافية وتاريخية ليس لهم فيها ذنب ” مشيراً إلى الجهمورية الاسلامية الإيرانية ” ، أحداث حصلت منذ ١٤٠٠سنة ما علاقتنا نحن بها؟ يأتون أناس ليثأروا من أهل الشام المسالمين بدعوات طائفية أي عقل هذا وأي منطق”.
هذا المنطق العدواني تجاه إيران الذي ينتهجه الجولاني أحمد الشرع عند كل لقاء ينتقد فيه بشكل مباشر إيران تمسّك الجمهورية الاسلامية الإيرانية بالقضية الفلسطينية متهماً إياها بالتذرع بالقضية لإحتلال أراضي وبلدان أخرى، متجاهلاً خطر تقدم جيش العدو الصهيوني في الأراضي السورية وانتهاك سيادتها !
علماً بأن وجود الجولاني في الحكم يعتبر مؤقتاً وما هو إلا مرحلة انتقالية للحكم وتأسيس الدولة بحسب الاتفاقيات الدولية بينه وبين الدول الداعمة له ..