في العام 1998 خرج المقدسي خيري علقم من منزله في حي الطور بالقدس المحتلة قاصدا عمله، وفي طريقه اعترضه أحد المستوطنين المتطرفين وقام بطعنه حتى الاستشهاد، وبعد أربع سنوات، في العام 2002 رزق أحد أبنائه بطفل أطلق عليه اسم أبيه الشهيد، ليكبُر ويحمل على عاتقه الثأر لجده.
مساء أمس الجمعة، خرج الحفيد خيري علقم من منزله لينفذ عملية بطولية في القدس المحتلة ويقتل سبعة من المستوطنين بمسدس، ثأراً لجده، ولشهداء جنين الذين سالت دماؤهم بجريمة وحشية قامت بها قوات الاحتلال قبل يوم، ولكل شهداء فلسطين التي قفزت فرحا بهذه العملية.
ورغم اقتحام الاحتلال لمنزله واعتقال أكثر من 30 من أقاربه ومن تواجد في البيت، إلا أن الاحتفاء بعمليته البطولية لم يتوقف حتى ساعات الفجر.
وبحسب المؤشرات، فقد أدى الشهيد علقم صلاة الجمعة في داخل المسجد الأقصى وتوجه بعدها بمركبته التي وجدت بمكان العملية لتنفيذ العملية، فقد نشر على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تيك توك” مقطع صوتي مرفق بصورته بعد الصلاة قال فيها “يا نفس إن لم تقتلي فموتي، ونحن لا نرفع أيدينا إلا لله، ولا نسجد إلا لله، ولا نسمع إلا من رسول الله”.
وقالت شرطة الاحتلال الإسرائيلي في بيان لها إن الشهيد وصل إلى شارع مستوطنة “نافيه يعكوف” المقامة على أراضي الفلسطينيين في بلدة بيت حنينا شمال مدينة القدس المحتلة، بسيارة من نوع “تويوتا” ترجل منها على بعد 100 متر من الكنيس.
وعندما وصل إلى مدخل الكنيس، أطلق النار على مستوطن ومستوطنة ثم مستوطنين اثنين تواجدوا قرب محطة للحافلات وآخرين استقلا دراجة نارية، ثم أطلق النار على مستوطنة كانت على سكة القطار الخفيف وعلى اثنين آخرين تواجدا في مدخل أحد المنازل، قبل أن يحاول الفرار من المكان وتعترضه دورية لشرطة الاحتلال ويشتبك معها حتى استشهاده.
ورغم عدم انتماء الشهيد لأي فصيل فلسطيني، إلا أنه قدرته على استخدام السلاح بمهارة والتي ظهرت من خلال عدد القتلى والإصابات، جعلت توقعات الاحتلال ترجح تدربه المسبق، وزيارته للمنطقة العملية أكثر من مرة.
وينحدر الشهيد من قرية بيت ثول القريبة من مدينة القدس، والتي هجر سكانها في العام 1948، والتي لجأت إلى شرقي المدينة في حينه، وتفرقت بين أحيائها فيما انتقل عدد كبير منها لمخيم شعفاط حين تأسيسه في العام 1968.
ولد الشهيد في حي الشياح بجبل الطور حيث استقرت عائلته، وهو الثاني بين أشقائه السبعة، ودرس في مدارس قرية الطور حتى الثانوية العامة، ثم انتقل للعمل في مجال الكهرباء.
ومن عرف الشهيد يتحدث عن التزامه الديني وهدوئه واتزانه وتقديمه المساعدة لكل من يطلبها، وهو الذي قدم لفلسطين كلها “ثأرا جميلا”.
قاتل جد الشهيد خيري
هو الإرهابي الصهيوني حاييم فرلمان الذي قتل عام 1998 جد منفذ عملية الكنيس اليهودي في القدس اليوم خيري علقم، حيث طعنه بسكين بينما كان في طريقه إلى العمل.
يشار إلى أن سجله كان حافلا بالجرائم حيث طعن أيضا 3 فلسطينيين آخرين بنفس الطريقة واستشهدوا جميعهم، كما حاول قتل 7 آخرين، ورغم ذلك قام القضاء الإسرائيلي بتبرأته.