وقال معلق الشؤون العسكرية في القناة الـ 13 بالتلفزيون العبري “ألون بن دافيد”، إن المسؤولين الإسرائيليين يدركون بأن محاربة أنصار الله هي معركة طويلة، ولا تقتصر على هجوم أو اثنين، ويعترفون بأنه لا يوجد لدى تل أبيب قدرة حقيقية للحسم في اليمن. وبحسب بن دافيد، “إسرائيل” تعمل في اليمن تحت قيدين صعبين:
الأول: استخباري، فاليمن ليست غزة ولا لبنان، ونحن لا نرسل عشرات المسيّرات كل يوم فوقه.
الثاني: عملاني. بسبب بعد المسافة، حيث إن “إسرائيل” تستطيع أنْ تستخدم في الأساس سلاح الجو لكن كل هدف هناك يحتاج إلى عشرات الطائرات، وتأثير هذه الهجمات محدود، لذلك التحدي الأساسي لـ”إسرائيل” هو إقناع واشنطن بأن أنصار الله هم مشكلة عالمية.
أما معلق الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس” العبرية “عاموس هرئيل”، فقد كتب أن: “الاستيقاظ المتكرر الذي عانه سكان وسط الكيان في عتمة الليل، في هذا الأسبوع، بسبب إطلاق صواريخ من اليمن، وضع محاولات رئيس الحكومة التبجح بنصر مطلق، ظاهريا على عتبة التحقق، في موضع سخرية. صواريخ أنصار الله تقدم تذكيرا بأن كل القضية بعيدة عن أن تنتهي. وإسرائيل وجدت نفسها في خضم حرب استنزاف جديدة، تدار هذه المرة من اليمن”.
ورأى أنه: “مع وقف إطلاق النار من لبنان، ووقف إطلاق الطائرات المسيّرة من العراق، وانحسار القتال في غزة، بقي أنصار الله التهديد الأساسي لوسط إسرائيل، من دون جهد من ناحيتهم. يكفي في معدل وسطي إطلاق صاروخ واحد كل يومين، كي يرسخوا في الوعي بأنهم آخر من يتحملون عبء الصراع ضد “إسرائيل”، في إظهار تضامنهم مع حماس في قطاع غزة. في المقابل، ومن أجل الرد، “إسرائيل” بحاجة إلى جهد هائل، مثل هجوم طائرات حربية على مسافة 1800 كلم، والذي يفرض تخطيطا واستثمار الكثير من الموارد”.
ولفت هرئيل إلى أن “اسرائيل على الرغم من الضرر الكبير الذي تسببه بشكل غير مسبوق، هي لا تجد طريقة لردع أنصار الله الذين واجهوا السعودية والإمارات وهم لا يرتدعون”.
إلى ذلك، “قلل الكاتب الإسرائيلي “ران أدليست”، من جدوى الهجمات التي ينفذها الجيش ضد اليمن، وذلك في أعقاب ضرباتهم الصاروخية التي تستهدف مستوطنات ومدنًا، والفشل في ردعهم وإيقاف قصفهم”.
وأوضح الكاتب في مقال نشرته صحيفة “معاريف” العبرية، أن “المنشورات الإسرائيلية حول منظومات الدفاع متعدد الطبقات تجاه اليمن وصواريخه، مبالغ فيها وغير فعّالة، لا سيما أنّ القبة الحديدية ذاتها لم توقف صواريخ غزة، فكيف الحال مع صواريخ اليمن، لأن التجربة أثبتت أنه لا يوجد ردّ على كل صاروخٍ حربيٍّ مناورٍ عندما يكون في طريقه لـ “إسرائيل”، بدليل أنّها وصلت إلى أعماق أعماقها، دون تصدّ ناجح لها”.
وأضاف أن “المزاعم الإسرائيلية حول التصدي لصواريخ اليمن، لن تصمد أكثر من فترة زمنية قصيرة، لأن المشكلة الكبرى التي يغفلها الإسرائيليون أنّه دون تسوية سياسية مع المنطقة برمتها، فإن هناك دائرة غير متوقفة من الخسائر الإسرائيليّة، دون تطوير ناجح للاستجابة على تلك الصواريخ، ناهيك عن عصر الطائرات دون طيار الذي أتقنه اليمن”.
وأوضح أن “العقل الإسرائيلي يزعم أنه يملك الإجابة الصحيحة على كل ترقية عسكرية للأعداء المحيطين به من كل الجبهات، لكن الاعتماد الحصري على هذه الابتكارات العسكرية فقط، من شأنه أن يخدم أجندة الأهداف الأيديولوجية والسياسية والشخصية لأطراف الائتلاف اليميني الحاكم، مما يرجح أن يكون الرد الفوري على اليمن هو التحضير للرد عليه، ربما من خلال تدمير صنعاء قریبا، عبر عملية إسرائيلية أمريكية مشتركة، مع أن الجواب الحقيقي هو ما يضمن التسوية السياسية لكل التوتر في المنطقة، لكن ذلك يبدو مؤجلا إلى حين تشكيل حكومة إسرائيلية عاقلة”.
أما الجنرال “يسرائيل زيف” قائد سلاح المشاة والمظليين السابق، وقائد فرقة غزة ورئيس فرقة العمليات في جيش الاحتلال، فقد أكد أن “هجوما إسرائيليا آخر في اليمن لن يحل تهديده، كما أن مهاجمة إيران ردا عليهم سيحقق تأثيرا معاكسا؛ لأنه سيخلق تهديدا آخر في محاولة لمنع تهديد جديد، ويجر تل أبيب إلى حرب استنزاف جديدة في جبهة بعيدة، ومن ثم فإن الحل الحقيقي لهذا التهديد، هو أن تكون “إسرائيل” جزءا من التحالف الإقليمي”.
وأضاف في مقال نشرته القناة الـ 12، بالتلفزيون العبري أن “تهديد اليمن ليس استمرارا مباشرا للحرب حتى الآن، ولا يشبه الحرب ضد حماس أو حزب الله، لأننا أمام تهديد مختلف تماما، ومن أجل التعامل معه، لا يكفي مهاجمة البنية التحتية في نطاق ألفي كيلومتر؛ لأننا أمام منظمة ليست كبيرة، تضم 20-30 ألف شخص، نجحوا بقطع طريق التجارة في البحر الأحمر، وإلحاق الضرر بالتجارة العالمية، في قناة السويس وميناء إيلات المشلول منذ أكثر من عام، وألحقوا الضرر بهما”، طبقا لأقواله.