اختتام مؤتمر شهيد القدس الشعري

أصداء القضية الفلسطينية خالدة في وجدان الشعراء الإيرانيين

2024-12-30
أقيمت مراسم اختتام المؤتمر الوطني للشعر “شهيد القدس” وتم عرض كتاب “مختارات شعر فلسطين”، مساء يوم السبت 28 /12/2024م في قاعة رودكي في العاصمة الإيرانية طهران.
حضر برنامج الإختتام أبناء الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني، زينب ورضا سليماني، وقائد فيلق القدس اللواء إسماعيل قاآني، ورئيس منظمة الدعاية الإسلامية حجة الإسلام والمسلمين محمد قمي، وعدد من الشعراء في مؤسسة رودكي الثقافية، وأُعلن في نهاية الاحتفال عن الفائزين وتكريمهم. 

الشعر الفلسطيني في اللغة والأدب الفارسي.. تاريخٌ طويل وعريق

 

استُهل الاحتفال بكلمة الأمين العلمي للمؤتمر الشاعر محمد كاظم كاظمي الذي قال: “للشعر الفلسطيني في الأدب الفارسي تاريخ طويل، ويرجع هذا التاريخ  إلى الأحداث المضطربة والمليئة بالمآسي في فلسطين، وقد كُتب ونشر هذا الشعر منذ بداية التجاوزات والتعديات الصهيونية على دولة وشعب فلسطين، من قبل الشعراء الناطقين باللغة الفارسية الذين أحسوا بمسؤوليتهم تجاه الشعب الفلسطيني منذ بداية مظلوميته، ومع انتصار الثورة الإسلامية، وبسبب طبيعة الثورة القيّمة ووقوفها مع المستضعفين أصبح هذا الإتجاه أكثر وضوحًا، وكُتبت الأشعار حول موضوع فلسطين بأعداد وجودة أكبر. وتُعتبر كتب مثل “زيتون وحجر” أو “من خيبر الجنوب” الذي جمعه ونشره مدير مكتب إحياء اللغة الفارسية في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني الشاعر علي رضا قزوة حول شعر فلسطين في الشعر الفارسي أحد هذه  العناوين من تلك الأشعار والكتب”.

 

وأضاف: “في العام الأخير، مع الحرب الأخيرة في غزة ، كُتبت الكثير من القصائد، ومع مظلومية غزة وفيض القصائد الجديدة، كان من الضروري إعادة نشرها في كتاب، وهكذا، قامت مدرسة الحاج قاسم بتنظيم هذا المؤتمر وتدوين هذه المجموعة”.

 

جمع أفضل القصائد عن فلسطين

 

 

وواصل الأمين العلمي للمؤتمر حديثه، قائلاً:” تم جمع كتاب مختارات شعر فلسطين بجهود حسين مؤدب وسيد محمد مهدي شفيعي، وقد كان لي دور كمدقق ومختار نهائي في إعداده. تشمل القصائد في هذا الكتاب مختارات من الشعر عن فلسطين، وكذلك القصائد المختارة من مؤتمر “شهيد القدس”، التي نُشرت في فصل مستقل في الكتاب، كان هدفنا هو جمع كل ما يمكن جمعه من الشعر الجيد عن فلسطين باللغة الفارسية، وبعد جمعها اخترنا الأفضل منها.”
وحول مشاركة الشعراء في المؤتمر، أكد كاظمي: “بعد نشر الدعوة، شارك عدد كبير من الشعراء فيه وقدموا العديد من القصائد، وعندما راجعنا ما قُدم، لاحظنا تقدم ملحوظ في أعداد الشعراء الشباب، الذين تمتعت معظم قصائدهم المقدمة للمؤتمر بجودة شعرية عالية، كما تبين لنا عند مطالعتنا تلك القصائد التي تتضمنها الكتب، أن عددًا كبيرًا منها تعود لشعراء نضجوا خلال عقد أو عقدين من الزمن. هذا واختيرت بعض القصائد من الكتب السابقة، لكن لم يكن عددها مناسباً. وهذا يدل على أن معظم قصائد هذا الكتاب هي نتاج شعراء شباب في السنوات الأخيرة بسبب الحرب على غزة، وكذلك شهدنا في السنوات الأخيرة تزايد في نظم القصائد الشعرية المتعلقة بفلسطين، من حيث الجودة الأدبية ومن حيث العدد أيضًا”.

 

وأضاف:” نلاحظ في هذه الدورة أن شعر الشباب هو أفضل من أشعار الروّاد، عليه، لابد أن نؤمن بأن مسيرة الشعر هي في تقدم وتحسن ملحوظين، وذلك خلال عملية تجميع قصائد الكتاب وفصوله”.

 

“دافع اغتيال ترامب”

 

 

في قسمٍ آخر من هذه المناسبة، قال مدير مكتب إحياء اللغة الفارسية في هيئة الإذاعة والتلفزيون الشاعر علي رضا قزوة: “أذكر أنني كنت في الهند عندما سمعت خبر استشهاد القائد سليماني، في تلك الليالي كنت أقرأ المثنوي الثوري، في ذلك المثنوي كتبت حوالي 150 إلى 200 بيت لذكرى القائد الشهيد قاسم سليماني.

 

أضاف:” في يوم استشهاده، نويت كتابة كتاب عن شهادته وعن الجريمة التي ارتكبها ترامب. نرودا كتب كتاب “دافع قتل نيكسون”، لقد أساء نيرودا بفضل هذا الكتاب إلى سمعة الرئيس الأمريكي السابق نيكسون في العالم. حينها قلت إنه يجب أن أكتب عن “دافع قتل ترامب واحتفال الثورة الفلسطينية”، وقد بدأت في ذلك وكتبت بعض الصفحات”.

 

وأضاف:” لقد ذكرت نحو ثلاثمائة شخصية وشهيد مثل القائد الشهيد يحيى السنوار في الكتاب وتحدثت عنهم، وقد أهديت الكتاب الذي يتناول دافع قتل ترامب إلى الشهيد سليماني وآمل أن يكون هذا الكتاب سهماً يصيب  قبتهم الحديدية، كان هذا عملاً صغيراً قمت به بقدر استطاعتي.”

 

الشعراء يعبّرون عن الحقائق بوضوح وفعالية أكثر من الفلاسفة

 

 

 

كذلك تحدث رئيس منظمة الإعلانات الإسلامية حجة الإسلام محمد قمي، والذي قال:”إن مدرسة الحاج قاسم سليماني هي شعاع يُستَمد من مدرسة الإمام الخميني (قدس)، وأشار إلى أن هؤلاء الرجال العظماء الذين شهدناهم في هذا العصر هم فخر عصرنا، هؤلاء الشخصيات والشهداء هم نتاج وجود الإمام الخميني(قدس)، كم سيكون جميلاً لو عبر الشعراء عن العلاقة بين هؤلاء الشهداء والإمام (قدس) عبر الشعر.
تكمن ميزة الشعر أنه ينبع من القلب معبراً عن القضايا والحقائق بطريقة أكثر وضوحاً وفاعلية من الفلاسفة، وأضاف:” إن أهل الأدب والشعراء هم من خدام مدرسة الحاج قاسم ومدرسة المقاومة، وهم الذين يستطيعون فك شفرة العلاقة بين الإمام والشهداء والتعبير عنها في شعرهم والمدح لهذه العلاقة بين المُريد ومراده”.

 

الفائزة الخاصة بمؤتمر “شهيد القدس”

 

 

اختتمت فعاليات هذا الحفل بالإعلان عن الفائزين وتكريمهم، وتم تقديم شهادة تقدير وهدايا نقدية لهم من قبل مجموعة من الأساتذة والضيوف، وأُعلنت الشاعرة فاطمة عارف ‌نجاد “فائزة خاصة” إذ كان لها أربع أو خمس من القصائد البارزة والمختارة، لذلك كُرمت كفائزة خاصة بمؤتمر شهيد القدس. 

 

المصدر: الوفاق