الاستهداف الممنهج للمرافق الصحية في شمال قطاع غزة و فرض حصار مطبق على سكانه اساليب وحشية يمارسها الاحتلال اصبحت بالكاد تلاقي اهتمامًا على صعيد المجتمع الدولي بعد 451 يوما من العدوان على غزة الذي يبدو تطبع مع هذه الجرائم ولاتحركه باستثناء بعض الادانات التي تطلقها مؤسسات انسانية كمنظمة الصحة العالمية التي عبرت عن قلقها ازاء الحصار الذي يفرضه جيش الاحتلال على شمال قطاع غزة منذ أكثر من 80 يوماً محذرة من تعرض حياة اكثر من 75000 فلسطيني للخطر.
المنظمة الاممية قالت في بيان إنها أصيبت بالذهول جراء الغارة التي استهدفت مستشفى كمال عدوان، وأخرجت آخر مرفق صحي رئيسي شمال قطاع غزة عن الخدمة، مؤكدة وقوع ما لا يقل عن 50 هجومًا على مستشفى كمال عدوان أو بالقرب منه منذ بداية أكتوبر تشرين الأول 2024. في سياق مساعي الاحتلال القضاء على جميع مظاهر الحياة في شمال قطاع غزة بهدف تفريغ المنطقة من السكان يستهدف الاحتلال البنية التحتية المدنية بما فيها المرافق الطبية حيث دمر المستشفيات الثلاثة الموجودة في شمال غزة اخرها مستشفى كمال عدوان.
اما الحصار التجويعي لم ينحصر على الشمال بل يمتد على صعيد قطاع غزة باكمله حيث قلص الاحتلال بشكل لافت عدد الشاحنات الإنسانية والتجارية الداخلة إلى القطاع بحسب مصادر فلسطينية. إلى جانب الغذاء، يمنع جيش الاحتلال إيصال المواد اللازمة لبناء الملاجئ وترك عشرات العوائل في العراء تواجه برد الشتاء حيث توفي 4 اطفال حديثي الولادة متجمدين منذ بداية هذا الشهر كما أفادت وسائل إعلام فلسطينية، بغرق عشرات خيام النازحين في دير البلح ومواصي خانيونس جراء هطول امطار غزيرة.
وسط هذه المأساة لم تتوقف طائرات الاحتلال ومدفعيته عن قصف منازل وخيام النازحين، حيث ذكرت مصادر فلسطينية أن طائرات الاحتلال شنت غارات جوية شمالي قطاع غزة، فيما قصفت مدفعيته المناطق الشمالية لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة وجنوب حيي الصبرة والزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.