بيروت..فداءً لأرواح أطفال غزة! (الجزء السابع عشر)

خاص الوفاق : نشر ”الوفاق” على عدة حلقات مشاهداتها الخاصة من بيروت كتبها لها الدكتور محمد علي صنوبري رئيس تحرير مركز الرؤية الجديدة للدراسات الاستراتيجية، وفيما يلي الجزء الجزء السابع عشر من هذه السلسلة:

2024-12-30

د.محمد علي صنوبري

 

استغرق توقفي في لبنان أسبوعين. تحدثت مع مئات الأشخاص، من التجار والسائقين إلى أساتذة الجامعات والباحثين والمحللين، وحتى بعض الوزراء والمسؤولين الرسميين. لكنني طرحت سؤالاً واحداً على الجميع وطلبت الإجابة عليه، وهو:  لماذا أدخل الشهيد السيد حسن نصرالله نفسه وحزب الله في الحرب ومواجهة جرائم كيان الاحتلال الصهيوني ضد غزة؟

 

كان هذا سؤالاً أعلم إجابته أفضل من أي شخص آخر، لكنني جئت إلى لبنان لأسمع الجواب من مختلف شرائح المجتمع اللبناني مباشرةً، ليطمئن قلبي.

 

وإليكم بعض الإجابات:

  • لقد اتخذ من نفسه درعاً لأطفال غزة.
  • من خلال هذا العمل، أجبر الكيان الصهيوني إلى تقسيم قواته العسكرية إلى قسمين لتخفيف الهجمات على غزة.
  • لو لم يدخل الشهيد السيد حسن نصرالله الحرب، لكان عدد الشهداء في غزة اليوم 100 ألف بدلاً من 45 ألف شهيد.
  • كان الكيان الصهيوني سيتجه عاجلاً أم آجلاً بعد غزة إلى لبنان وسوريا وحتى العراق واليمن، وقد منعه السيد الشهيد حسن نصرالله من ذلك.
  • لو لم يدخل الشهيد السيد حسن نصرالله وحزب الله الحرب، فماذا كانوا سيقولون للتاريخ؟
  • استشهد السيد فداءً للشرف والإنسانية.
  • السيد أثبت لي ولأمثالي كيف أن قائداً شجاعاً وقوياً مستعد للتضحية بحياته ليبقى المزيد من الناس على قيد الحياة، أشعر بالخجل منه، اللهم اغفر لي…

 

كانت هذه بعض الإجابات. وقد سجلت جميعها بالكاميرا أيضاً. لا أنسى الأيام التي كان فيها جميع النقاد الصاخبين وقليل من الفاعلين يسألون: لماذا لا يتدخل حزب الله للدفاع عن غزة؟ أين هم ليأتوا ويروا أن حزب الله قد دخل الميدان بكل إمكانياته للدفاع عن غزة، أي الدفاع عن الإنسانية، والدفاع عن كرامة البشر، والدفاع عن حق الحياة، والدفاع عن حق الوطن، والدفاع عن التاريخ، والدفاع عن المستقبل، والدفاع عن الحرية والشجاعة والدين والحقيقة.

 

لقد ضحى السيد حسن نصرالله بنفسه ليكتشف جميع المحللين والباحثين الأسس الأصيلة لحزب الله ويدرسوها.

 

لقد ضحى السيد حسن وقادة حزب الله بأنفسهم ليشهد التاريخ أنهم قدموا أفضل أبنائهم فداءً لحياة وحق حرية وبقاء أهل غزة.

 

سألت محمد، بائع العطور الذي اشتريت منه العديد من العطور كهدايا، هل تشعر بالندم الآن بعد فقدان السيد حسن نصرالله وتقول ليتنا لم ندخل الحرب ضد الكيان الصهيوني في غزة من البداية؟

 

قال: والله لو لم يقف السيد أمام آلة الحرب الصهيونية، لم يكن ليُعرف حتى الآن كم عدد الآلاف أو مئات الآلاف الذين تم إبادتهم في غزة ومناطق أخرى. إن الكيان الصهيوني مثل الذئب الجائع أو كالضبع المتوحش، تستهويه رائحة الدم.

 

سيأتي يوم يتضح فيه للجميع على وجه الأرض ما هو الإيثار والتضحية الكبيرة التي قام بها السيد حسن نصرالله وحزب الله.

 

نحن نفتخر بهذا الدين والمذهب ونعتز بهذه الشجاعة.

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص